أم الفحم: تغييب التمثيل النسائي في الشركة الاقتصادية

تبذل النساء في المجتمع العربي خلال الأعوام الأخيرة جهودا حثيثة في سبيل وصولها إلى مواقع صنع القرار، غير أن العديد من العراقيل تعترض طريقها.

أم الفحم: تغييب التمثيل النسائي في الشركة الاقتصادية

تبذل النساء في المجتمع العربي خلال الأعوام الأخيرة جهودا حثيثة في سبيل وصولها إلى مواقع صنع القرار، غير أن العديد من العراقيل تعترض طريقها.

على سبيل المثال، لم تعيّن الشركة الاقتصادية التابعة لبلدية أم الفحم منذ تأسيسها في العام 1995 وحتى اليوم نساء في مجلس إدارتها، الأمر الذي دفع المحامي محمد لطفي إلى بتقديم التماس للمحكمة المركزية في حيفا بعد أن تجاهلت بلدية أم الفحم والشركة الاقتصادية رسائل عديدة أرسلها في هذا السياق.

وبدورها أمهلت المحكمة المركزية في حيفا، كلاً من بلدية أم الفحم والشركة الاقتصادية، مدة 30 يوما ابتداءً من تاريخ 27.10.16 لتقديم ردها على الالتماس الذي تقدم به المحامي محمد لطفي ضد البلدية والشركة الاقتصادية.

وقال المحامي محمد لطفي، لـ'عرب 48'، إن 'قرار الالتماس جاء بمبادرة شخصية مني كمواطن أعيش في مدينة أم الفحم، بعد أن تجاهلت البلدية المراسلات التي بعثها في هذا الشأن'.

وأوضح أنّ 'عدم تعيين نساء في هذه الشركة منذ أكثر من عشرين عامًا هو أمر مناف سلوكيا وجوهريا قبل أن يكون قانونيا، وهو يمس حقوق المرأة بشكل مباشر. لا يمكننا أن نطلب المساواة مع الآخر بينما نحن لا نطبقها على أنفسنا وفي مؤسساتنا'.

وأكد أنّ 'النساء في أم الفحم أثبتن جدارتهن في الكثير من المراكز التي عُيّن فيها، سيما وأن المدينة تتمتع بنسبة كبيرة من الطالبات الجامعيات والحاصلات على ألقاب جامعية عالية المستوى، ولدينا في المدينة الكثير من النساء المثقفات اللواتي يستطعن إدارة المدينة بأكملها'.

وأنهى أن 'هذا حق ديمقراطي لكل النساء في المدينة، وهذا القرار يمس ليس فقط بالنساء إنما أهالي المدينة كلها، وبناءً على ثقتي بأن النساء هنّ عماد المجتمع، تقدمت بالالتماس للمحكمة'.

وقالت المحامية ميس الريم أنيس من أم الفحم، لـ'عرب 48': 'أشد على يد المحامي محمد لطفي بقراره الصائب الذي اتخذه بتقديم الالتماس للمحكمة في هذه القضية، لأن هناك إخفاق من قبل المسؤولين في البلدية بسبب عدم تعيين نساء في هذه الشركة وتغييبهن'.

وتابعت أنه 'لا يمكن التغاضي عن المرأة الفحماوية في أي مجال من المجالات، المرأة في أم الفحم سجلت إنجازات أكاديمية مشرفة في شتى الميادين، القضائية، الاجتماعية، السياسية والإعلامية، وأثبتت جدارتها في كل منصبٍ تسلمته'.

وأكدت أنّ 'تفكير المرأة في أم الفحم تغير عن السابق، فهي تخطت جميع الحواجز والعوائق التي كانت أمامها من المجتمع، وهي اليوم لها صوتها وتأثيرها في كثير من المجالات، وأكاد لا أبالغ إن قلت أنه بإمكانها أن تقود بلدٍ بأكمله، وأن تدير البلدة أفضل ممن أداروها في السابق، فالتغيير يُلمس في الشارع الفحماوي، وهناك حديث جاد حول ترشيح امرأة في الانتخابات المحلية المقبلة لمنصب نائب رئيس البلدية، وهذا كله بفضل النضال الذي تخوضه النساء هُنا'.

وأنهت أنّ 'المرأة في أم الفحم هي من ربت كل هؤلاء القياديين الذي يرأسون أحزابا وحركات سياسية وأداروا سلطات محلية، وقادوا المجتمع العربي. المرأة هنا أنتجت مجتمعًا حضاريًا مثقفًا وقياديًا، وكان لها الدور السياسي الهام، وساهمت في النضال الجماهيري وغيره، ولا يمكن أن يهزها أي منصب كهذا'.

التعليقات