من يعرقل عمل لجان أولياء أمور الطلاب... ولماذا؟

بالرغمِ من الدور الفاعل الذي تلعبهُ لجان أولياء أمور الطلاب في المدارس بشكلٍ عام، غير أن المشهد في المجتمع العربيّ معقدٌ قليلاً، إذ أن هناك تغييب لدور هذه اللجان، ما دفع لجنة المتابعة العليا إلى محاولة توحيدها، لكنها وحدتها لغاية اليوم لم تر النور،

من يعرقل عمل لجان أولياء أمور الطلاب... ولماذا؟

بالرغمِ من الدور الفاعل الذي تلعبهُ لجان أولياء أمور الطلاب في المدارس بشكلٍ عام، غير أن المشهد في المجتمع العربيّ معقدٌ قليلاً، إذ أن هناك تغييب لدور هذه اللجان، ما دفع لجنة المتابعة العليا إلى محاولة توحيدها، لكنها وحدتها لغاية اليوم لم تر النور، هذا عدا عن أن المدارس انتخبت لجان أولياء أمور الطلاب مؤخرًا، ويجري تغييب دورهم.

هل هناك أزمة؟

وقال رئيس اللجنة المحليّة للجان أولياء أمور الطلاب في أم الفحم، المحامي محمد لطفي، لـ'عرب 48'، إنّ 'للجان أولياء أمور الطلاب أهميّة وفاعلية في المدارس بشكل عام والمدارس العربيّة بشكل خاص، وهي لجان تؤدي عملها وليست شكليّة فقط، وهي لجان تعلم دورها وصلاحياتها وواجباتها، وفي بعض المدارس الأخرى اللجان لا تقوم بدورها كما ينبغي، ولذلك يوجد تفاوت في أداء كل لجنة'.

وتابعَ ضاربًا مثلاً أم الفحم بأنّها تقدمت في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، فهي تحتوي على لجنة محليّة فاعلة على مستوى المدينة، وأكد أن 'هذه اللجنة تحاول تركيز العمل بين لجان أولياء أمور الطلاب في المدارس، توجيهه ودعمه، فمثلا سننظم يوما دراسيّا في المرحلة القريبة لأعضاء اللجان لتعريفهم على صلاحياتهم وحقوقهم، فعملنا ينبع من الشراكة الحقيقيّة مع المدراء والمعلمين والسلطات المحليّة'.

وشدد لطفي على أننا 'كأهال لا نرى أنفسنا مراقبين ومفتشين على المدارس، بل شركاء في العملية التربوية وليس فقط البنى التحتيّة، وهذا يختلف من مدرسة إلى مدرسة، فالمدير الواعي يعلم أهميّة هذه اللجان، ومن حق الأهالي أن يكون لهم الدور الفاعل في مدارس أبنائهم، وقد نصّت منشورات وزارة التربية والتعليم على أهميّة وجود لجان أولياء أمور الطلاب'.

ومن الصعوبات التي يواجهها الأهالي في لجان أولياء أمور الطلاب، كما صنفها لطفي، هي ما يلي، 'أولا، بعض مدراء المدارس لا يفضل أن يكون في مدرسته لجنة. ثانيًا، حضور الأهالي بشكل عام، فإذا قل حضور الأهالي ولم يتفاعلوا مع المدرسة سينعكس هذا على مردود اللجنة وعملها. ثالثًا، مدى تعاون السلطة المحليّة والمفتشين مع رؤية هذه اللجان وطلباتهم ورغباتهم المشروعة، فهناك عدم تعاون من قبل هذه الجهات. رابعًا، هناك مفهوم خاطئ لدى لجان أولياء أمور الطلاب من ناحية صلاحياتها ودورها وكأنّه يقتصر على المطالبة بالترميمات والبنية التحتيّة خاصةً في مدارسنا العربيّة ذات البينة التحتيّة السيئة، وهو ليس دورنا'.

المساعي المختلفة

وقال رئيس الاتحاد المحلي للجان أولياء أمور الطلاب في الناصرة، وائل عمري، لـ'عرب 48'، إنّ 'أغلب المدارس الرسميّة في البلاد تلتزم بمنشور المديرية العامة وتنظم الانتخابات في أول شهرين من السنة، وينتخب أصحاب الخبرة الذين يتابعون مسيرة اللجنة بالتنسيق مع إدارة المدرسة لخلق مسار تربويّ توعويّ للأهل والطلاب'.

واستطرد أن 'بعض اللجان تنقصها هذه الخبرة، وفي السابق كان الاتحاد القطريّ للجان أولياء أمور الطلاب يغطي هذا النقص، لكن اليوم مع غياب الاتحاد بسبب مبادرة لجنة المتابعة لإقامة لجنة قطريّة واحدة وعدم متابعتها مع المدارس لاحقًا خلق فراغا معيّنا في المدارس، وخصوصًا أنّ بعض هذه اللجان لا تعرف دورها، ليس لديها معلومات عن حقوقها، وهو أمر ملحوظ في الفترة الأخيرة'.

وأشار إلى 'ضرورة وجود حل سريع، فخلال الشهر ونصف الشهر الآتيين نأمل أن يكون هناك تحضيرا وافيا للمؤتمر العام للجان أولياء أمور الطلاب، وسيشمل المدارس الأهليّة والرسميّة على أساس انتخاب مباشر للجنة القطريّة ولكل اللجان الفرعيّة، وسنصدر كراسا لتعريف اللجان والأهالي بحقوقهم'.

العمل التربويّ

ومن جهتهِ، قال مدير مركز مسار للأبحاث الاجتماعية والباحث في مجال التربية، د. خالد أبو عصبة، لـ'عرب 48'، إنّه 'لا يمكن الحديث عن أي عملية تربوية بمعزل عن الأهالي، وللأهل دور كبير بالعمليّة التربويّة، سواء في نطاق الأسرة أو في نطاق المؤسسات التربية، وأي تغييب لهم هو بمثابة عدم اعتراف بأهميّة هذا الدور، ومن المفترض أن تكون المدارس منفتحة على الأهالي حتى يطلعوا ويكونوا شركاء للعملية التربوية، وليسوا متدخلين بمعنى عرقلة العمليّة التربويّة، وإنما الجانب الإيجابيّ'.

وتابعَ أنّه 'ينبغي أن تكون هناك مشاركة تامة في الأمور التربويّة ولهم دور بها، ومدارسنا للأسف تعتمد أكثر على التوجه التحصيلي من التوجه التربويّ، وباعتقادي أن هذا خطأ، فالأهالي يمكن أن يكون لهم دور في المجال التربويّ، وقد سبق وأن حاولت لجنة المتابعة العليا توحيد الأهالي، لكن لم ينجحوا في ذلك لأسباب تعدد الحركات والتيارات السياسيّة التي تلعب دورًا، والأهالي هم أهالي الطلاب حتى لو كانت لديهم مواقف سياسية'.

وشدد على أنّه 'على الأهالي أن يجدوا السبيل ليتوحدوا في إطار واحد، وأن تعقد جلسات قطريّة ويوحد العمل، وألا يبقوا منفصلين عن بعضهم البعض، ومن المهم توحيدهم عن طريق إقناعهم بضرورة هذا العمل'.

التعليقات