التمييز العنصري يضيّق الخناق على ترشيحا

تعاني قرية ترشيحا في منطقة الجليل الأعلى، شمالي البلاد، الأمرين على كافة الأصعدة في ظل التمييز العنصري الذي تنتهجه إدارة البلدية لصالح مدينة معلوت.

التمييز العنصري يضيّق الخناق على ترشيحا

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

تعاني قرية ترشيحا في منطقة الجليل الأعلى، شمالي البلاد، الأمرين على كافة الأصعدة في ظل التمييز العنصري الذي تنتهجه إدارة البلدية لصالح مدينة معلوت.

وتتفاقم القضايا الملحة لترشيحا بين الفينة والأخرى، حيث يعاني سكان القرية وعددهم نحو 6000 نسمة من سياسة بلدية معلوت في مختلف المجالات، ما اضطر العشرات إلى ترك البلدة والبحث عن مسكن آخر خارجها.

وبهذا الصدد، حاور 'عرب 48' عضوي بلدية معلوت- ترشيحا عن قائمة التحالف الوطني الديمقراطي، نخلة طنوس وخليل أبو حسان.

 

عنصرية وظلم

واستهل نخلة طنوس حديثه أنه 'خلال انعقاد جلسة لبحث ميزانية البلدية والمصادقة عليها، فوجئنا من أقوال رئيس البلدية، شلومو بوحبوط، فيما يتعلق بأبعاد الميزانية ورؤيته المستقبلية لزيادة عدد سكان معلوت بنحو 20 ألف نسمة. وهذا مؤشر خطير لا سيما في ظل توسع المستوطنات القريبة باتجاه ترشيحا، وبالتالي فإن ضائقة السكن في ترشيحا لم تأت صدفة'.

وقال لـ'عرب 48'، إن 'ميزانية البلدية للعام 2017 بلغت 147 مليون شيقل، نحن في  ترشيحا نطالب بتخصيص ميزانية خاصة للقرية والتي تقدر بنحو 30 مليون شيقل. ونؤكد أن ترشيحا مظلومة في الميزانيات خصوصًا فيما يتعلق بالثقافة والرياضة، وبهذا الصدد تبنت جمعيات في ترشيحا القيام بمشاريع على الصعيد الفني والرياضي والثقافي من خلال التبرعات في ظل تقصير البلدية في تحويل ميزانيات المؤسسات الحكومية لهذه الجمعيات، ولأن البلدية تحرم هذه الجمعيات من الميزانيات التي تستحقها لأنها مسجلة باسم ترشيحا وليس معلوت، الأمر الذي بات يشكل عبئا على كاهل المواطنين'.

وحول عدد الموظفين العرب في أقسام البلدية، قال إن 'أقسام البلدية تكاد تكون خالية من الموظفين العرب بسبب سياسة الإقصاء والتهميش التي يتبعها رئيس البلدية، في قسم التربية والتعليم مثلا يوجد موظفا عربيا واحدا فقط، ومؤخرا باشر موظفان عربيان عملهما في قسم الهندسة بفضل كفاءتهما. الحل الأمثل لترشيحا هو الانفصال عن معلوت وإدارة شؤوننا بأنفسنا في مجلس محلي منتخب من قبل أهالينا في القرية'. 

واستهجن أن 'البلدية تحاول التعامل معنا بالفتات من خلال إقامة شجرة ميلاد وكأنه مشروع العمر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك احتياجات ملحة وضرورية لترشيحا على الصعيد الرياضي والثقافي في ظل انعدامهما'.

وأكد أن 'الأمور وصلت إلى حد استدعاء الشرطة من قبل البلدية لأبناء ترشيحا وهم أطفال صغار السن أثناء تواجدهم في الملعب ومحاولة إغلاقه'.

وأوضح أن 'بلدية معلوت لا تضع في برنامجها حلولا للقضايا الملحة التي تعاني منها ترشيحا، فعلى سبيل المثال هناك تخطيطات كان يجب العمل بها منذ 30 عامًا في الأراضي الشرقية والغربية، إلا أنه وللأسف الشديد لم يتم ذلك حتى يومنا هذا، وفي المقابل تمكنت البلدية خلال هذه السنوات من بناء 3 أحياء في معلوت، بالإضافة إلى الضائقة السكنية الحارقة التي تعاني منها ترشيحا، علمًا أن هناك مماطلة بالمصادقة على 27 قسيمة، ما دفع بالشباب إلى اليأس واضطرارهم للزواج والعيش في منازل عائلاتهم في ظروف صعبة جدا'.

وأردف أن 'رئيس البلدية يتعمد المماطلة في المصادقة على مشروع القسائم لأنه يهدف تسويقها خلال فترة الانتخابات، ومن ناحية أخرى يقوم أيضًا بالتنسيق مع المستوطنات المجاورة ببحث كيفية تطور ترشيحا التي تتجه نحو مستقبل غامض بسبب غلاء أسعار الأرض والإمكانيات الاقتصادية الصعبة لدى الشباب'.

وشدد أنه 'لدينا برنامج مستقبلي، وهنا لا بد من أن تتوحد القرية على برنامج سياسي واضح لترشيحا، وسيكون من الصعب الخروج من هذه الأزمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن رئيس البلدية يظهر استهتاره باحتياجات ترشيحا، وأكبر دليل على ذلك بالنسبة لترميم الأحياء والميزانيات التي حصلت عليها البلدية من وزارة الإسكان، حيث اكتفى الرئيس بترميم الأحياء اليهودية في معلوت وفقط، وعندما سألته عن سبب عدم ترميم الأحياء في ترشيحا، أجابني أن هذه الميزانيات ليست للعرب إنما لليهود وحسب. قمت باطلاع رئيس البلدية حين انعقاد جلسة الميزانية على كراسة الميزانيات للعام 2001، حيث لم ينجز أي مشروع منها بعد مرور 15 عاما، باعتبار أن قسما منها ألغي من قبله والقسم الآخر لا زال يتدحرج حتى اليوم، لكن في المقابل المشاريع الموجودة لمعلوت أنجزت جميعها'.

وحذر من أن 'هناك خوف بتحول ترشيحا إلى حي مهمش داخل مدينة مثلما حدث في اللد والرملة ويافا مع ازدياد عدد سكان معلوت، والذي سيكون له انعكاسات ليس على السكن فحسب بل على المجتمع بشكل عام ومستقبل الشباب ومختلف المجالات، ما قد يضعنا في متاهة وعدم استطاعتنا من إدارة أمورنا'.

وحول دور المعارضة في لبلدية، قال طنوس، إننا 'ككتلة معارضة في البلدية نلتقي بمعارضة أخرى في معلوت، إلا أن الصراع في البلدية من قبل المعارضة في معلوت يدور حول مراكز القوى، وفي الوقت ذاته لا ترى أن قضايا ترشيحا تعنيهم وليسوا مستعدين للمحاربة من أجل مصلحة ترشيحا، حيث نراهم مختلفين فيما بينهم ومن ناحية أخرى متفقون علينا. نحن نثير قضايانا من خلال وجع وظلم وسياسة عنصرية من قبل إنسان ظالم على أناس مظلومين، فقد وصلت قضيتنا مع سياسة رئيس البلدية إلى وزير الداخلية وقمنا بتحميلهم المسؤولية بكل ما يتعلق في أبعاد فرض الدمج بين ترشيحا ومعلوت، كما طرحنا في حينه حلولا عديدة على طاولة الوزير، أولًا منحنا الاستقلالية الذاتية خلال تواجدنا في البلدية، ثانيا العمل على سن قانون يضمن حقوق ترشيحا في ظل هذه الشراكة، وأخيرا طلبنا فض الشراكة في حال عدم الاستجابة لمطالبنا'.

إهمال متعمد

وقال خليل أبو حسان، لـ'عرب 48'، إن 'هناك إهمال بشكل متعمد على كافة الأصعدة منها الميزانيات والمؤسسات التربوية والتعليمية، ومع كل ذلك نحن ندفع في ترشيحا فاتورة مدينة، ولكن بالأساس نحن قرية مهمشة'.

وأضاف أن 'البلدية تنتهج سياسة عنصرية بعيدة كل البعد عن مبدأ التعايش كما يدعون، ونحن مظلومون من هذه السياسة التي دفعتنا للاجتماع بوزير الداخلية في حينه، سلفان شالوم، وشرحنا له قضايانا، إلا أنه لا حياة لمن تنادي ولم يكلف خاطره للرد أصلا قبل تقديم استقالته'.

وأشار إلى أن 'قضيتنا ليست مع البلدية فقط، إنما مع الحكومة الإسرائيلية التي تستهتر أيضًا بالقضايا الملحة التي تحتاجها ترشيحا. أرى أن القضية لا تقتصر فقط علينا كأعضاء بلدية، وعليه لا بد من وقوف كافة أهالي القرية ضد ضياع مستقبل أولادنا وأحفادنا، مع الإشارة إلى أننا متضررين من هذه الشراكة وكلي أسف بأن النائب الثاني لرئيس البلدية وهو من القرية أصبح شغله الشاغل راتبه الشهري ولا يكترث لقضايا ترشيحا'.

ورأى أنه 'من المفروض أن تعمل البلدية على تقديم الخرائط الهيكلية لترشيحا والمصادقة عليها حتى يصبح لدينا قسائم أرض للبناء، ونحن بصدد تشكيلة لجنة لمتابعة أعمال التخطيط في الأراضي الشرقية والغربية، ونركز جلّ اهتمامنا من أجل حل كافة قضايانا بكل ما يتعلق بالأرض كونها تعتبر قضايا ثمينة ومستقبل أولادنا فيها'.

إلى ذلك، شدد أبو حسان، أنه 'من الواضح أن رئيس البلدية يعمل من أجل مصلحة معلوت من جهة وتدمير ترشيحا من جهة أخرى، وعليه لا بد من هبة رجل واحد من قبل كافة أهالي ترشيحا حتى نحصل كافة حقوقنا كاملة ومتكاملة. نحن محرومون في ترشيحا من كل شيء نتيجة السياسة العنصرية التي ينتهجها رئيس البلدية وأعوانه، ناهيك عن المستوى التعليمي المتدني والتضييق العنصري في كافة المجالات ومنها الرياضة وعدم بيع العرب شقق سكنية في معلوت وغيرها'.

اقرأ/ي أيضًا | دعوى قضائية لتعويض عائلة عربية منعت من شراء شقة سكنية

وأنهى: 'نحن في ترشيحا في وضع لا نحسد عليه، ومن غير المعقول أن نستمر بالعيش على فتات معلوت، لذلك فقد آن الأوان للتصدي لمثل هذه السياسة العنصرية، إما أن ننال حقوقنا الكاملة وإما أن نفض هذه الشراكة بيننا وبين معلوت، وكلي أمل أن تصل رسالتنا بوضوح للجميع من أجل الخروج من هذه الأزمة'.

التعليقات