الناصرة: رفض قاطع لمنع أجراس الكنائس وأذان المساجد

ماذا لو جرى تمرير هذا القانون على المجتمع العربيّ، بكنائسهِ وجوامعه، التي تصدحُ بـ"الله أكبر" يرافقها صوت أجراس الكنائس في كبرى البلدات العربية بالداخل، الناصرة، على سبيل المثال؟

الناصرة: رفض قاطع لمنع أجراس الكنائس وأذان المساجد

مجموعة صور من الناصرة التقطت بعدسة "عرب 48"

القانون الذي يهدف إلى منع صوت المؤذِّن هو ذاته القانون الذي يريد إسكات أجراس الكنائس دون اعتبارٍ لحرّية المعتقد وحقوق الإنسان الأساسيّة، وبهذا سيجري التصويت عليه يوم الأربعاء المقبل، بمبادرةٍ من الحكومة التي تريد بشدّة فرض هذا القانون، وكانت قد أعلنت كتلة 'يهدوت هتوراة' المتزمتة تأييدها له في حال استثناء صفارات يوم السبت.

ويبقى السؤال هنا مفتوحًا أمام المجتمع العربيّ، ماذا لو جرى تمرير هذا القانون على المجتمع العربيّ، بكنائسهِ وجوامعه، التي تصدحُ بـ'الله أكبر' يرافقها صوت أجراس الكنائس في كبرى البلدات العربية بالداخل، الناصرة، على سبيل المثال؟

موقف الكنيسة

قال راعي رعية الناصرة- الرينة للروم الأرثوذكس، الخوري سمعان بجالي، لـ'عرب 48'، إنّني 'أعتقد أنّ قانون منع الأذان وأجراس الكنائس قابل للتنفيذ لأنّه لا صوت يعلو على صوت الصلاة، سواء كانت أجراس كنائس أو الأذان، وهذا القانون ينبع من تطرف دينيّ وهو تطرف غارق بهِ الشرق الأوسط، وكذلك الاعتداءات على الآخر تنتشر في كل مكان، بل ومستمرة وتحيط بوجودنا بهذه الأراضي'. 

           الخوري سمعان بجالي

وتابع أنّ 'هذا التطاول يجري عن طريق التطرف الدينيّ القومي اليهودي على المآذن والأجراس، وأعتقد أنّه يجب علينا التوحد والوقوف سويًا ضد أي تطرف وتهجم، وهذا يدل على أنّ الدواعش هم ليسوا من يذبح فقط، وغير متواجدين بمكانٍ واحد، وللأسف مصطلح 'داعش' نستعمله اليوم رمزًا للتطرف الديني والاعتداء على الآخر، فنرى اليوم دواعش آخرين يعتدون على المآذن والأجراس، ولهذا علينا الوقوف موحدين ضد أي تعصب وتطرف يقع على أيّ جهةٍ أو فئةٍ كانت مسلمين، مسيحيين أو حتى يهود، وفي النهاية ليس للتطرف أية حدود أو خطوط حمراء'.

وأشار إلى أنّ 'لكل إنسان حرية وحق العبادة، وهو أقلّ حق من حقوق الإنسان، فالإنسان حرّ في كافة تصرفاته، وليس لأحد الحق في الظلم والاعتداء أو حتى فرض رأيه بأي صورة كانت'، ومن هنا عرج بجالي إلى ذكر أجراس الكنائس في العقيدة المسيحيّة ومدلولاتها بأنّها تنادي المصلين إلى موعد الصلاة، وخلال الصلاة في وقت معيّن يجري قرع الأجراس، كما وتقرع في الفرح والحزن، وهي جزء من الحياة اليوميّة.

وشدد على أنّ 'الناس تعرف الأحداث المختلفة من خلال الأجراس، ففي العيد تقرع الأجراس جميعها، أما في الحزن وحالات الوفاة تُقرع الأجراس بصوت بطيء يدل على حزن، وفي الصلاة هناك طريقة مختلفة، وكما في الأذان بالمساجد ينادون للصلاة كي يذهب الناس إلى موعد الصلاة المحدد'.

رفض قاطع

ومن جهةٍ أخرى، قالت رئيسة مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، عفاف توما، لـ'عرب 48'، إنّ 'المجلس ضدّ هذه القوانين لأنّها تشكل تعديًا على حرية الدين والعبادة بشكل عام، نحن ضد هذا القانون، وبرأيي فإنّ نتنياهو وحكومته العنصريّة يحاولون إثارة خلافات دينيّة بين الناس لتحول اهتمامهم من ما يحصل داخل أروقة الحكومة إلى خلاف دينيّ، وهذه سياسة يتبعها نتنياهو كي يغطي على كل ما يحصل في الحكومة من ناحية، وما هذا إلا توجيه لتوتر دينيّ لإلهاء الناس عن كل ما يحصل في الحكومة'. 

               عفاف توما

واستطردت أنّ 'المجلس يقف مع حرية التعبير الدينيّة والوطنيّة، وهذا القانون مرفوض توجيهه لأي طائفة كانت، وإذا جرى سنّ هذا القرار فبالتأكيد سيقف المجلس مع أبناء شعبه للدفاع عن حقه وحقهم بالشراكة مع جميع الأطر، لكننا لا نعلم ماذا سيحصل من تطورات، وبالتأكيد سنقف في صفّ حقوق أبناء شعبنا'.

اقرأ/ي أيضًا| الناصرة: العشرات يتظاهرون ضد قانون منع الأذان

وعن قرع أجراس الكنائس وصوت الأذان، علّقت توما أنّ 'هذه طقوس عبادة لا تنفصل عن باقي الطقوس التي تتم إما داخل الجامع بالصلاة أو في قداس الكنيسة، إضافةً إلى صوت البوق في الديانة اليهوديّة'.

التعليقات