عرب حيفا: بين نارين... التحريض والحريق

يشعُر العرب في حيفا بالأسف الشديد في أعقاب الحرائق التي شبت اليوم، الخميس، في عدة مواقع بالمدينة.

عرب حيفا: بين نارين... التحريض والحريق

يشعُر العرب في حيفا بالأسف الشديد في أعقاب الحرائق التي شبت اليوم، الخميس، في عدة مواقع بالمدينة.

كثيرون ممن أجرينا معهم لقاءً حول ما جرى ورأيهم في انتشار الحرائق في حيفا خصوصا والبلاد عموما، يظن أنّ حالة الطقس هي السبب في الحرائق المندلعة التي لم تتوقف حتى اللحظة، وفي حال تبين أن بعضها بفعل فاعل فإن ذلك لا يستدعي التحريض الرسمي على الفلسطينيين في حيفا والعرب عموما.

وقال صاحب ملحمة في وادي النسناس، إن 'ما يجري في حيفا أمرٌ غير طبيعي، والحرائق تتكرر في أكثر من منطقة، وعلى المسؤولين كشف سبب هذه الحرائق، والتي بسببها تعطلت المدارس، وأبعد طلاب الجامعات، وتعطلت أعمال كثيرين. صحيح أنه لا يمكننا توجيه أصبع الاتهام ضد أحد، ويمكن أن يكون هناك من قام قاصدًا بإشعال النيران، أو أنها نابعة عن استهتار وقلة انتباه أو سوء تصرُف، كل ذلك لا يعفينا جميعًا من النظر في الأمر بعين الخوف على الطبيعة'.

وعلّق أحد الشبان، أبناء حي وادي النسناس، أنه 'للأسف، مباشرة بعد اندلاع الحريق جرى اتهام العرب، قالوا: أرجيلة، كيف عرفوا ذلك؟ وقالوا أنهم عرب، كيف عرفتم أنهم عرب؟، يمكن لأي شخص عربي أو يهودي أن يلقي سيجارة ما يتسبب باندلاع حريق هائل كما حصل، شخص بالخطأ لم يقدِّر حالة الطقس، كل شيءٍ ممكن'.

وتابع 'إنهم قالوا العرب لا يعرفون كيف يوقدون النار، فهل اليهود أفضل؟ ويعرفون كيف توقد النار؟'.

وقال أليف سبيت، من حيفا لـ'عرب 48'، إن 'ما حدث في حيفا غير واضح، لا أعرف إن كان مقصودًا، لستُ خبير حرائق، فالطقس والظروف الراهنة ساعدت في اندلاع النار بشكلٍ هائل'. وأضاف أن 'احتمال أن يكون أحد العمال في ورشة عمل قد أشعل سيجارة... في كل الأحوال لا يمكنني اتهام أحد بإشعال الحرائق، وخاصةً بحق الطبيعة، أريد أن يكون ضميري مرتاحًا، لكن إذا وقعت هذه الحرائق بفعل فاعل فهي جريمة لا تُغتفر، وإذا كانت الحرائق نتيجة طبيعية، في ظل رياح بسرعة 120 كيلومترا في الساعة، وهي جريمة بحق الإنسان في جميع الحالات، ونحنُ نخاف على المنطقة، لأنها جزء من حياتنا وتاريخنا'.

وقال الشاب ستيفان شحادة لـ'عرب 48'، إنه 'ليس هناك أجمل من الطبيعة، أحب الطبيعة وفي كل فرصة متاحة لي بعد إنهاء عملي أتجه إلى الطبيعة، أصعد الجبل فأشعر براحة نفس، ولا أعرف كيف حال منطقة الكرمل في حيفا الآن بعد الحريق، لكنني أذكر تمامًا أنّ ما جرى اليوم يشبه ما حدث قبل 6 سنوات'، عندما طالت النيران أحراش الكرمل وأودت بحياة أكثر من 40 شخصا، ودمرت الطبيعة.

وأضاف: 'نحنُ لا نحب الأذى للشجر ولا حتى للحجر، وآمل أن يتم السيطرة على الحرائق وألا تكون هنالك إصابات'.

وقال صاحب مخبز في مدينة حيفا، إنه 'ربما قام أحد الشبان برمي عقب سيجارة في ظل هذا الهواء الشديد، وربما يكون إهمال من أحد العاملين في المنطقة، لكن أغلب الظن أن الحرائق جاءت بفعل الطبيعة، فالأمر ليس وليد اليوم، ففي الأيام الماضية اندلعت حرائق مخيفة أيضًا. وهناك تحذيرات من الإطفاء، خاصةً أن الهواء يمكن أن يتسبب باندلاع شرارة، وربما قام أحدهم بإشعال النار للتدفئة، فكانت النتيجة مصيبة لنا. ويمكن أن يكون الطقس قد ساعد في اندلاع الحرائق'.

التعليقات