52% من الشبان العرب لا يجدون عملا

وقالت الباحثة وطالبة الدكتوراة نسرين حداد حاج يحيى، لـ"عرب 48"، إنّ "البحث انطلق في العام 2011، ويكشف واقع الشبان العرب، أضِف إليه واقع النساء حيثُ لا يرى جميع هؤلاء أفقًا مُستقبليًا تفاؤليًا في هذه البلاد".

52% من الشبان العرب لا يجدون عملا

(صورة توضيحية)

يعاني المجتمع العربي في البلاد من أوضاع اقتصادية سيئة، ففرص العمل أمام الشباب والنساء محدودة، وقد تكون غير متوفرة أمام الكثيرين، ما يعني اندماجهم في سوق البطالة، قبل أن يعملوا أصلا.

يُستدل من المعطيات أنّ 37% من الشبان العرب (من جيل 19-23 عاما) في البلاد غير مندمجين تحت أي إطار رسمي تعليمي ولا يعملون! وأنّ 52% من الفئة ذاتها لم يجدوا عملا، جاءت هذه التفاصيل وفق بحث جديد للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، والذي سيُنشر في الأسابيع القريبة.

وقالت الباحثة وطالبة الدكتوراة نسرين حداد حاج يحيى، لـ'عرب 48'، إنّ 'البحث انطلق في العام 2011، ويكشف واقع الشبان العرب، أضِف إليه واقع النساء حيثُ لا يرى جميع هؤلاء أفقًا مُستقبليًا تفاؤليًا في هذه البلاد'.

نسرين حداد حاج يحيى

وأضافت: 'تطرّق البحث إلى مصطلح 'نقص العمل'، وهو مصطلح ظهرَ في ثمانينيات العصر ببريطانيا، على أثر سياسة حكومية مسّت بالعاطلين عن العمل، وسرعان ما طالب العمال الدولة بأخذ مسؤوليتها عن واقع التشغيل في البلاد، وضرورة إيجاد حل. واليوم يعود المصطلح بقوة ليميِّز المواطنين العرب في البلاد، الذين لا يجدون إطارا تعليميا أو عملا أو حتى تأهيلا مهنيا.

ويتطرق البحث إلى نقص العمل ما قد يؤدي إلى شعور بالنقص، والمسّ بالمهارات الاجتماعية، إضافة إلى شعور بالنكد والاكتئاب والفقر والجريمة، وقد يؤدي ذلك لزيادة الأعباء على الأسرة والمجتمع، ما يلحق الضرر بالتماسك الاجتماعي والسياسي والشعور بالمواطنة. إضافة إلى ذلك هناك مس بالنمو الاقتصادي، والذي يؤدي لانخفاض في جباية الضرائب وارتفاع في مصاريف الدولة بما يتعلق بالتقاعد، ويمس بالدخل لفترة طويلة، حتى بعد أن يجد هؤلاء مكانهم في سوق العمل. وهناك نقطة أفضليّة للشبان العرب أكثر من اليهود، لأنهم يبدأون حياتهم قبل اليهود، لكن فعليًا ينقصهم العمل'.

وأشارت إلى أنّ 'هؤلاء الشبان يعيشون في واقع يتسم بفرص عمل محدودة، كونهم أقلية إثنية، لذا يضطرون للانضواء تحت أطر تحكمها مجموعة مسيطرة في الدولة. وهناك معطى معقد أكثر يتعلق بالنساء اللواتي يعانين من الحاجة للعمل. فمن بين امرأتين عربيتين، هناك نقص لإحداهما في العمل، والدولة والمجتمع متهمان بنقص فرص العمل التي تعشنه النساء العربيات، وفق المعطيات في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في العام 2015. ومن بين أجيال 18-24 في البلاد، هناك 20% لا يتعلمون و/أو، لا يعملون (%15.5 من اليهود و% 32.3 من العرب)، ونسبة الذين لا يتعلمون ولا يعملون مرتفعة بصورة ملحوظة، هذا ما كشفه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فالنسبة المتعلّقة بالشابات العربية تصل إلى %44.4، مقابل %14.2 من الفتيات اليهوديات'.

وقالت إن 'الدولة مدعوة للعمل من أجل دمج النساء العربيات في سوق العمل من جيل صغير، عندها تزداد احتمالات بقائهن في سوق العمل'.

وأكدت أنّ 'الدولة تهمِش المجتمع العربي من خلال عدم توفير إطار تعليمي جيد يضمن حصول الطلاب على علامات مرتفعة في البجروت'.

واقترحت أن 'يقوم جهاز التعليم ببذل جهد مع الأجيال الصغيرة من خلال توجيه مهني وتعليم العبرية'، كما رأت أنّ 'وزارة العمل تتحمل المسؤولية بشأن التوجيه المهني، إذ ما تقوم به غير كافٍ لمعالجة جميع الشرائح، وفي حالات كثيرة لا يعرضون خدمات مهنيّة للنساء'.

ودعت نسرين حداد حاج يحيى، الدولة إلى 'وضع جل اهتمامها بالمواصلات العامة وإقامة مناطق عمل قرب البلدات العربية. مع ذلك، فإنّ أصابع الاتهام تشير للمجتمع العربي نفسه، إذ أنّ المجتمع العربي محافظ ويدفع بالمرأة من البداية التوجه لأعمال معيّنة فقط. المجتمع يشجع الفتيات على اختيار مهنة التعليم، وخلال المقابلات التي أجريناها قالت النساء أنّ أهاليهن يشجعونهن على العمل كمعلمات، حتى يعُدن إلى بيوتهن في الساعة الواحدة ظهرًا'.

ولفتت إلى أنّ 'المقابلات أجريت ضمن استطلاع شمل 30 شابا وصبية، وفي مرحلة لاحقة أجري استطلاع شارع مع 442 شخصًا، إضافة إلى تعبئة استمارة شملت 100 سؤال. أما بالنسبة لشريحة النساء العربيات فإنّ هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يتطرّق للشابات والشباب بين أجيال 19-23 عاما'.

اقرأ/ي أيضًا | بلدية اللد تفرض غرامة مالية بسبب رفع الأذان

وأنهت أنّ 'جهاز التربية والتعليم سيء بمجمله، وأنّ المواطنين العرب يعتقدون أن 'إسرائيل دولة ديمقراطية لليهود فقط وليست للعرب'، ولا يرى الشبان العرب أفقًا مستقبليًا في البلاد، ويعتقدون أنهم مصنّفون كدرجة ثانية في الدولة'.

التعليقات