الطيبة: من يخدم الانضمام لاتحاد المياه؟

تسود حالة من الاستياء الشديد بين أهالي مدينة الطيبة، في الآونة الأخيرة، بعد إعلان بلدية الطيبة برئاسة المحامي شعاع منصور، انضمامها إلى اتحاد المياه والصرف الصحي "وادي عارة"،

الطيبة: من يخدم الانضمام لاتحاد المياه؟

تسود حالة من الاستياء الشديد بين أهالي مدينة الطيبة، في الآونة الأخيرة، بعد إعلان بلدية الطيبة برئاسة المحامي شعاع منصور، انضمامها إلى اتحاد المياه والصرف الصحي 'وادي عارة'، والذي سيكون المسؤول عن البنى التحتية من مد خطوط المياه والمجاري، والجباية مقابل استهلاك المياه والصرف الصحي.

وازداد التذمر بين الأهالي خاصة بعد أن تسلموا الفاتورة الأولى من اتحاد المياه في الأسبوع الأخير، والتي أظهرت ارتفاعا حادا في أسعار المياه، مقارنة مع الفواتير السابقة التي كانت تصدرها بلدية الطيبة، في حين تدعي بلدية الطيبة أن أسعار المياه وفق اتحاد مياه 'وادي عارة' أقل من تسعيرة البلدية في السابق، علمًا أن تسعيرة اتحاد المياه تشمل مقابل مياه الصرف الصحي الذي أضيف للفاتورة، الأمر الذي زاد الحساب للفترة الواحدة.

وفي الوقت الذي تظاهر فيه عدد من المواطنين في المجتمع العربي، في كفر ياسيف ومنطقتها وسخنين ومنطقة البطوف على سبيل المثال، بسبب الأسعار المرتفعة التي يفرضها اتحاد المياه، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، أثيرت التساؤلات في الطيبة جدوى الانضمام الى اتحاد المياه، علمًا أن أعضاء المعارضة في بلدية الطيبة قاطعوا جلسة البلدية بتاريخ 30.06.2016 التي صودق فيها على الانضمام لاتحاد المياه، والتي وصفوها بأنها غير قانونية.

وأعلن ناشطون في الطيبة عن تنظيم تظاهرة يوم غد الإثنين في تمام الساعة الـ17:30 أمام بلدية الطيبة، وذلك احتجاجًا على انضمام البلدية لاتحاد المياه، ومطالبتها بالعدول عن القرار، تزامنًا مع جلسة البلدية المقررة من أجل مناقشة مشروع اتحاد المياه 'وادي عارة'.

 البُعد السياسي

وقال د. حسام عازم لـ'عرب 48' إنّ 'الانضمام لشركة المياه من قبل بلدية الطيبة هو أمر ضار جدا ويمس مصالح البلدة، وهذا قرار يتنافى مع مصالح مواطني الطيبة. يمكن النظر للموضوع من جهتين، الأولى البعد السياسي للانضمام، والثاني هو البعد الخدماتي المهني. هذا القرار يسبب الخطر على مياه الطيبة، حيث الآبار الطيباوية التي تستطيع تلبية حاجيات الطيبة من المياه ستغلق ومن ثم تكون في خطر الاستيلاء عليها من قبل شركة 'مكوروت' والدولة، علمًا أن الدولة صادرت معظم أراضي الطيبة، والآن تريد السيطرة على مياهها. نرى أنه من واجب إدارة البلدية الحفاظ على مياه البلدة والوقوف أمام مخطط الاستيلاء، وألا تتعاون مع شركات المياه التي تسعى لتحقيق مآربها بالسيطرة على ثروات الطيبة الطبيعية'.

وأضاف أنه 'من ناحية العبء المادي على المواطن الأمر واضح، الأسعار سترتفع بشكل كبير وكله على حساب المواطن الفقير، ونحن نرى أن خصخصة المياه يمس بالعمال، ثم إن الادعاء أن البلدية مجبرة على الانضمام لشركة المياه غير صحيح إذ يوجد العشرات من القرى والمدن التي لم تنضم لشركات المياه، ويوجد عدد كبير أوقف التعامل مع الشركات، ولا يمكن ربط الميزانيات بالانضمام لشركة المياه لأن هذا مناف للقانون وغير قابل للتنفيذ، وللأسف ادعاءات إدارة بلدية الطيبة بعيدة عن الحقيقية'.

 ورأى أنه 'من أجل حل مشكلة شبكة المياه في المدينة على بلدية الطيبة القيام برسم خطة لترميمها عن طريقها أو عن طريق شركة خاصة للطيبة تكون تحت سيطرة البلدية، وبناء خطة مستقبلية مدروسة، حيث أن مياه آبار الطيبة تكفينا، ويتوجب على البلدية ترميم آبارها وإذا احتاج الأمر شراء بئر أخىر، هكذا نحافظ على مياه البلد ونقدّم خدمة لكل الأهالي بأسعار معقولة، ونوفر أماكن عمل جديدة لأهل الطيبة، إضافة إلى القيام بالمراقبة المهنية لشبكة المياه ومنع سرقتها والعمل على جباية الأثمان من المواطنين بشكل ناجع وحازم'.

وأنهى عازم أن 'تظاهرة رفع الشعارات التي ستنظم غدا هي حلقة من عدة حلقات نضالية سيقوم بها أهالي الطيبة، بضمنهم كوادر أحزاب سياسية وحركات شبابية، شابات وشباب، نساء ورجال. سنتصدى لهذه الخطوة الخطيرة التي نفذتها إدارة البلدية في كل المجالات المتاحة لنا، عن طريق المعارضة داخل البلدية والنضال الجماهيري والتوجه للقضاء ووسائل الإعلام وكل الوسائل السياسية والاجتماعية والثقافية'.

المطالبة بإلغاء الاتفاقية

وقال المواطن عبد الكريم مصاروة لـ'عرب 48' إن 'الأهالي يطالبون بأن يتراجع رئيس البلدية شعاع منصور عن هذا القرار، لأنه لا يعود بالفائدة على المواطنين وهو ضار جدا'.

وأضاف أن 'إدخال هذه الشركة ليس في صالح البلدية والمواطنين، وعليه أرجو إلغاء الاتفاقية مع هذه الشركة لأن هذا مطلب جماهيري بحت. لا يعقل رفع سعر كوب المياه بهذه النسبة العالية، نحن لسنا بمقاطعة ساكسونيا لكي يطبق علينا هذه القوانين الجائرة يا من تسموا أنفسكم مياه وادي عارة'.

تعقيب بلدية الطيبة

وقال الناطق بلسان بلدية الطيبة فالح حبيب في بيان عمم على وسائل الإعلام إنّ 'بلدية الطيبة اِعتمدت في السابق تحديد ثمن المياه ورسوم المياه والصرف الصحي للبناء الجديد بناءً القانون المساعد في المدينة، وكانت تفرض ثمن كوب المياه الواحد في الحد الأدنى 8.46 شيكل، وفي الحد الأقصى 12.96 شيكل، وتقسم وفقا للمعيار الآتي: التسعيرة الأولى لثمن كوب المياه 4.69 شيكل، يُضاف إليها ثمن تصريف الصرف الصحي للكوب الواحد 3.77 شيكل، لتصبح 8.46 شيكل كما ذكرنا ويصبح السعر في الحد الأقصى وفقا للمنظومة آنفا 12.96 شيكل'.

وأضاف البيان: 'اعتمدت بلدية الطيبة وفقا لقانونها المساعد على تسعير رسوم لترخيص مبنى وفقا لمنظومة مقسمة إلى رسوم التوصيل لشبكة المياه، رسوم عن كل متر مربع للأرض، رسوم لكل متر مربع للمبنى ورسوم لتوصيل البيت السكني للمياه. على سبيل المثال: بيت من 200 متر مربع تكلف الرسوم 13939 شيكلا وفقا لتسعيرة بلدية الطيبة، مقابل تسعيرة الاتحاد الموحدة لوحدة سكنية بمساحة 200 متر مربع وهي 11695 شيكل. أما رسوم ربط البيوت الجديدة لشبكة الصرف الصحي بالمقارنة لمبنى بمساحة 200 متر مربع فإن سعر الاتحاد أقل بحوالي 30% حيث يدفع المواطن 12600 شيكل مقابل 16100 شيكل حسب القانون المساعد للبلدية. أما ما بدا كارتفاع بالأسعار مؤخرا، فلدى غالبية من راجعوا اتضح أن السبب يعود إما لفوارق الفواتير بسبب نهج التقدير الذي اتُبع للأسف أو لعدم إضافة ثمن التصريف الصحي نتيجة أخطاء تراكمية عانت منها البلدية'. 

 

التعليقات