الناصرة مع اقتراب العيد: مشاهد من ساحة العين

مازالت عيون التجار والباعة المتجولون في ساحة عين العذراء في النّاصرة، تترقبُ حركةً تجاريّة أكبر تعودُ عليهم وعائلاتهم بالدخل والنفع الاقتصادي والاجتماعي، من الداخل الفلسطينيّ والضفة الغربية يتجولون أو ينثرون بضاعتهم لعرضها على الزائرين

الناصرة مع اقتراب العيد: مشاهد من ساحة العين

(الصور بعدسة "عرب 48")

مازالت عيون التجار والباعة المتجولون في ساحة عين العذراء في النّاصرة، تترقبُ حركةً تجاريّة أكبر تعودُ عليهم وعائلاتهم بالدخل والنفع الاقتصادي والاجتماعي، من الداخل الفلسطينيّ والضفة الغربيّة يتجولون أو ينثرون بضاعتهم لعرضها على الزائرين، الذين، بدورهم، يبحثون عن السعادة في هذا المكان المقدس، الذي يرتدي حلّة الألوان في عيدهِ البهيّ.

حال الباعة

وفي حديث له مع 'عرب 48'، هنأ صاحب بسطة ألعابٍ في عين العذراء، أحمد موسى من مدينة جنين، الجميع، بمناسبة اجتماع المولد النبويّ وميلاد السيّد المسيح وهي صدفة جميلة جدًا وبها أجواء رائعة، على حد تعبيره.

وأضاف موسى، 'اخترتُ العمل هنا لأنّ الناصرة مدينة سياحية وأثرية، وكبداية لعيد الميلاد فالحركة التجارية ممتازة ونتأمل أن يكون الوضع أفضل من 18 إلى 23 كانون الأول/ ديسمبر، الزبائن تأتي في منتصف الأسبوع إلى الساحة لزيارتها، ولكن الناس تأتي بكثافة أكبر في آخر أيام الأسبوع، الخميس، الجمعة والسبت، وبهذا يكون الانتعاش التجاريّ أكبر، ولكن باقي الأيام الناس منشغلة ولا تأتي إلا في فترة بعد العصر إلى الليل'.

بائع آخر بسط الحلوى لبيعها للأطفال، يدعى تامر بلال من الناصرة، تحدث إلى 'عرب 48'، وقال إنّ 'أجواء العيد هي من شجعته على فتح بسطته هنا، فهذا الشهر مزدحم بالاحتفالات، أبيع البوبكورن والكريب وبعض الألعاب أيضًا'.

تابع بلال، 'من أعماق قلبي أفرح لرؤية الألفة والمحبة ما بين الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة بكونهم يحتفلون سويًا بالعيد، وللأسف الأجواء السياسيّة في كل العالم تسبب ضغوطات للناس كافّة هنا، فنشاهد على التلفاز المآسي والأحزان وننتظر قدوم هذا الشهر للتخفيف عن أنفسنا بالاحتفال والفرح، وها قد بدأت الناس تتفاعل مع الأجواء الميلاديّة في الساحة وتأتي لرؤية الشجرة وتجلس في المقاهي'.

الزائرون

وقفت ثلاثةُ فتياتٍ بعمر الزهر، كارين أبو عطا، فيفيان رشرش، لونا عودة، في منتصف ساحة عين العذراء في الناصرة، أتين إلى هنا لمشاهدة شجرة عيد الميلاد التي تعتبرُ الأضخم في الشرق الأوسط، اشترين الحلوى في زيارةٍ لأبناء الصفّ الواحد.

وقالت رشرش إن 'الجو جميل جدًا وأشعر أن السنة المقبلة ممتلئة بالحب'، أما عودة فأشارت إلى 'تميّز الشجرة بالزينة وألوانها وهي أجمل من باقي السنوات'، وفي النهاية لخّصت أبو عطا، مع تأكيد البقية 'أنّهن جمعيًا يشعرن بالفرح'.

زينة الميلاد

يجلسُ صاحب متجر لزينة الميلاد، بديع بيطار من مدينة الناصرة، ليرتب محله المكتظ ببابا نويل، شجرة الميلاد، الغزلان البيضاء، أكواز الصنوبر، كرات الزينة، الأضواء، والشكولاتة، عندما تحدث لـ'عرب 48' قائلا، 'لا توجد أجواء عيد، لا توجد زينة في الشوارع بعد، وجزء من الشوارع لازال معتمًا ولا يحتوي على إضاءة رغم قربه من ساحة العين، ولكننا نحمد الله أنّ الحركة التجاريّة بدأت ومع هذا يجب أن تكون أكثر مما هي عليه اليوم'.

واستطرد بيطار، 'نبيع كل ما يتعلق بعيد الميلاد سواء الزينة أو ملابس بابا نويل، أما الأكثر إقبالاً للشراء من قِبل الناس فهي الشجرة، فهناك من يجدد شجرته كل بضعة أعوام والبعض الآخر يشتري زينة جديدة'.

بائعو الضفة.. ومظاهر العنصرية

حين كان موسى من جنين واقفًا في ساحة العين بالناصرة طالبًا لقمة العيش، عارضًا على الأرض بضاعته البسيطة التي تشكل ألعابًا للأطفال، بجانبه كانت طاولة يجلسُ خلفها فتى قاصر يبيع الحلوى للزبائن، ورغم وحدة المكان والزمان والشروط، باغته شرطيّ إسرائيليّ، يعرفُ مسبقًا أنّ موسى من الضفة ويملك التصريح للعمل هنا، طلب منهُ أن لا يبيع هنا على الإطلاق مهددًا إياه بأنّه سوف يمزق له تصريحه بينما الطاولة المجاورة التي يجلسُ بها فتى من الناصرة، طلب منها الرجوع إلى الوراء بضعة أمتار ليس إلا.

موسى لديه تصريح للعمل والإقامة في الداخل الفلسطينيّ بشكل قانونيّ، ولكنّه يعاني من بعض العراقيل بكونه يحمل الهوية الفلسطينيّة، معربًا أنّه يعاني من عنصرية في التعامل، مؤكدًا، 'كوني فلسطينيّ يحاولون أن يعرقلوا عملي ومنعي من البيع رغم قانونيّة ذلك، أما المواطن الحامل للهوية الإسرائيليّة بجانبي فلا يتعرض لما أتعرض له'.

وقال والظلم يعتريه، 'الشرطة تقوم باستفزاز مواطني الضفة الغربيّة المتواجدين هنا بالرغم من حيازتهم التصريح القانونيّ، يقوم ذات الشرطيّ بفحص تصريحي بشكل يوميّ على المحطة رغم علمه بأنني أملك التصريح وهو قانونيّ، ولكنه يحاول استفزازي ويهددني بتمزيق التصريح وحرماني من العمل هنا دومًا'.

التعليقات