مفرق الموت قرب عيلوط: إهمال يتسبب بقتل الأرواح

شارعٌ قتل فيه 48 شخصا منذ العام 2005، يقعُ في قضاء أكبر المدن العربيّة في البلاد، الناصرة، وتحديدًا في مفرق قرية عيلوط الواصل بين الناصرة وشفاعمرو، شارع 79.

مفرق الموت قرب عيلوط: إهمال يتسبب بقتل الأرواح

مجموعة صور التقطت بعدسة "عرب 48"

ليست نهاية الأزمة أن تنجو من شارع الموت الذي يحمل رقم 79، فالخوف سيرافقك كل يوم صباحًا، ظهرًا ومساءً، عند المرور منه ذهابًا وإيابًا، ربما إلى العمل أو التعليم أو أي غرض آخر...

شارعٌ قتل فيه 48 شخصا منذ العام 2005، يقعُ في قضاء أكبر المدن العربيّة في البلاد، الناصرة، وتحديدًا في مفرق قرية عيلوط الواصل بين الناصرة وشفاعمرو، شارع 79.

 

المعاناة... كل يوم

دارين عابد وكوثر الجرتلي ومحمد رحال، هذه ثلاثة من أسماء آخر ضحايا هذا الشارع، الذي يعاني من سوء البنية التحتية ويفتقد للتخطيط السليم والدوارات والشارات المروريّة. وتستمر معاناة الأهالي كل يوم رغم مصرع وإصابة المئات.

ابنة قرية عيلوط، سناء أبو راس، تعاني كسائر أبناء القرية كل يوم في هذا الشارع.

تعمل أبو راس ممرضة في إحدى عيادات عين ماهل، وفي بداية عملها هناك في شهر شباط/ فبراير من العام 2008، كانت تقود سيارة من نوع 'تويوتا' وفي طريق عودتها من عملها في عين ماهل إلى بيتها في عيلوط وقع حادث طرق معها في هذا المفرق بسبب عدم الإفساح لها بدخول الشارع.

وقالت أبو راس لـ'عرب 48' إن 'السيارة حديثة، لكن الأهمّ من هذا سلامتي رغم أنّ ألم الإصابة ما زال يرافقني لغاية يومنا هذا'.

وتابعت أنّه كلّما ذهبت إلى مكان عملها وعادت منه فهي تشعر بالخوف من أن تصطدم بها سيارة ما رغم مرور السنوات، وهي حالة نفسيّة كما وصفتها تعاني منها في كل مرة تريد الخروج أو الدخول إلى هذا المفرق، فلا أحد يفسح المجال للآخر بالمرور، وهو شارع يعاني كل يوم تقريبًا من الحوادث الداميّة.

لا مُجيب

رئيس مجلس محلي عيلوط، إبراهيم أبو راس، قال لـ'عرب 48' إنّ 'هذا الشارع تحوّل اسمه إلى 'شارع الدم'، فمنذ العام 2005 حتى يومنا قُتل فيه 48 ضحيّة، شارع دائم الحوادث لدرجة أنه لا يمرّ يوم بدون حادث في هذا المفرق، وقد توجهنا للجهات المسؤولة ووعدتنا بنصب شارة ضوئيّة ودوار وتحسين الدخول إلى المفرق، ولغاية اليوم لم يفعلوا أي شيء'.

وقارن أبو راس بين البلدات اليهوديّة والعربيّة، وقال إنه 'في المناطق اليهوديّة حتى لو كان يعيش 1000 نسمة وفي القرية 100 سيارة يضعون شارات مروريّة ضوئيّة، أريد أن أفهم لماذا لا يضعون لنا رغم أننا في عيلوط 10 آلاف نسمة؟ وهذا الشارع يمرّ منه مواطنو الناصرة ويافة الناصرة، وهو شارع رئيسيّ'.

وأشار إلى أنّ 'هذا المفرق من أخطر المفارق، وقد اعترفت وزارة المواصلات بأنّه أخطر مفرق في البلاد، فنحن أهالي عيلوط لا نستطيع الخروج منه لخطره على حياتنا، وأصبحنا نشعر بأننا في سجن'.

وفي سياق متصل، قال مرعي موسى من عيلوط، لـ'عرب 48' إنّ 'طلاب الجامعات كل يوم صباحًا يخاطرون بحياتهم وهم يقطعون الشارع، وهي مهمّة صعبة تأخذ معهم وقتًا أطول مما يجب، وفي بعض الأحيان يتأخرون عن الباص ويتأخرون عن محاضراتهم بسبب أزمة السير في هذا المفرق الذي يدخلون ويخرجون منه بصعوبة ويستغرق ساعة أحيانًا، وهي معاناة يعاني منها العمّال والطلاب، وندعو كافة المدن والقرى المجاورة للوقوف معنا في هذه القضية'.

المستوطنات 'تتملك' الميزانيات

وشدد عضو المجلس البلدي في الناصرة، شريف زعبي، من جهته على تسمية مفرق عيلوط بـ'شارع الموت'، لأنّه غير منظم من ناحية السير، لا يحتوي على شارات ضوئيّة أو دوار لينظم السير بأمان ولمنع الحوادث، وقال إن 'نظرنا كيلومترات معدودة من هنا سنجد مستوطنتي شمشيت وسولليم الصغيرتين، يعيش فيهما أقل من 1000 مواطن يهوديّ ولديهم مفرق آمن مجهز بكل آليات تنظيم السير'.

وأضاف: 'أما هذا المفرق الذي يمر منه أهالي عيلوط والناصرة البالغ عددهم أكثر من 80 ألف مواطن فهو غير مجهز بكل آليات تنظيم السير، وهو خطر جدًا، وقد سمعنا دومًا عن قتلى في هذا الشارع، أغلبيتهم من سكان المنطقة العرب، وهذا ناتج عن إهمال الميزانيات الممنوحة للمناطق العربيّة، بينما اليهوديّة ترصد لها مبالغ كبيرة، وعلى سبيل المثال مفرق سولليم وشلوميت سابقتا الذكر كلف خزينة الدولة 115 مليون شيكل، بينما في مفرق عيلوط هناك تخطيط لتوسيع الشارع، لكنهم لا يفعلون أي شيء منذ عشرات السنوات بهذا التخطيط الذي سينتهي في العام 2020'.

وأنهى أنه 'في الوقت الراهن لا نطالب إلا بوجود شارة ضوئيّة لمنع حوادث الطرق والتخفيف من الإصابات الواقعة في صفوف المواطنين جراء الإهمال في بنيتنا التحتيّة'.

 

التعليقات