الحليصة: عائلة المشتبه به تنفي علمها بمكانه وخلفية الجريمة!

والد المشتبه به لموقع عرب 48 وهو في حالة نفسية سيئة جدا: "ماذا أقول لكم؟! لا أعرف ماذا أقول؟ أنا متفاجئ من هذا الأمر، ومتفاجئ من ابني، أنا ربيته وأعرف تصرفاته تمامًا، ومتفاجئ مما جرى

الحليصة: عائلة المشتبه به تنفي علمها بمكانه وخلفية الجريمة!

حي الحليصة، ظهر اليوم (عرب ٤٨)

تصدّر حي الحليصة في حيفا عناوين الأخبار في اليومين الأخيرين، في أعقاب مقتل مواطن يهودي والاشتباه بأنّ خلفية الجريمة قومية. وانتشرت قوات خاصة من الشرطة في الحي بحثًا عن المنفذ الذي قالته إنه يختبئ فيه وفرضت حظرا على نشر تفاصيل الجريمة وهوية المشتبه به.

وكانت الشرطة قد اقتحمت حي الحليصة أمس الأربعاء، في أعقاب معلومات وصلت محققي 'الشاباك' بشأن مشتبه بحادثي إطلاق النار اللذين حصلا في الأيام الأخيرة في حيفا، وأسفرا عن مقتل شخص وإصابة آخر.

وقامت قوات الشرطة بإغلاق أحد الشوارع، وإبعاد السكان من المكان، وإجراء عمليات تفتيش مكثفة، بيد أنه لا يزال هناك أمر منع نشر لا يسمح بالكشف عن صورة وتفاصيل المشتبه به.

حي الحليصة العربي، الذي يعاني من إهمال سنوات وارتبط اسمه بالعنف لم يحظَ باهتمام السلطات طالما كان الضحايا من العرب، لكن في اليومين الأخيرين حضرت القوات الخاصة والشرطة و'الشاباك'، بعد الاشتباه بأنّ خلفية الجريمة قومية، واقتحمت منازل السكان الذين اشتكوا من معاملتها القاسية والسيئة.

والتقت مراسلة موقع عرب 48 بعدد من أهالي الحي. وقال والد المشتبه به لموقع عرب 48 وهو في حالة نفسية سيئة جدا: 'ماذا أقول لكم؟! لا أعرف ماذا أقول؟ أنا متفاجئ من هذا الأمر، ومتفاجئ من ابني، أنا ربيته وأعرف تصرفاته تمامًا، ومتفاجئ مما جرى، ولا أعرف أين هو الآن، لا أعرف أي شيء، حتى أنني أشعُر أنني ضائع، لم أتوقف عن الاتصال هاتفيا، حيثُ حاولت البحث عنه، ليته يسلِّم نفسه، فهو لديه أطفال، كما طُلب مني المثول أمام الشرطة.

وفي سؤال هل يُمكن أن يصغي لك ابنك ويُسلِّم نفسه، أجاب الوالد: 'مَن يقوم بعمل كهذا، يهمه أن يسمعني؟! لا أريده أن يسمعني ولا أريده أن يجيب على اتصالاتي. أنا متعب جدًا، 'خليها ع الله'.

أما والدة المشتبه الذي تلاحقه الشرطة، فقررت عدم التواصل مع الصحافة.

وقال خال الشاب المشتبه بالقتل: 'لم نعرف حتى اليوم طرف خيط حول هذه الواقعة، وقد تتمخض في النهاية عن لا شيء'.

وقال المحامي رأفت أسدي: 'كلنا نستهجن ما جرى، فنحنُ نتحدث عن شاب يدرس الحقوق، وهو ليس شخصًا عدائيًا أبدًا، لقد أمضيت هذه الأيام في محاولات للاتصال به ولأعرف مكانه، حتى استطيع إقناعه بتسليم نفسه، لكنه للأسف لا يرد على هاتفه الشخصي. وفي أية لحظة أتمكن من معرفة مكان تواجده، فإنني سأسلمه للشرطة'.

وأضاف: 'الواقعة التي أصبحت عملية القتل، ما زلنا لا نعرف تفاصيلها وخلفيتها. بعدنا مش عارفين طرف خيط من هالقصة'.

وقال الحاج حسني عفيفي من سكان الحي: 'لقد ألبسوا الحليصة ثوبًا لا يناسبه، إنها من أجمل المناطق التي عرفناها، وفي كل البلدات العربية هناك عنف ومشاكل، ولماذا يتهمون أهالي الحليصة تحديدًا'.

وتابع: 'أستهجن أنّ الشرطة تقوم بحملة مكثفة معززة بالقوات الخاصة، فقط لأنّ القتيل يهودي، ولو كان الأمر معاكسًا، لما استنفرت القوات الخاصة والشرطة وغيرهم'.

الحليصة والعنف

والشيخ عفيفي الذي يسكن في الحليصة منذ 26 عاما، يشير إلى أنّ عائلة الشاب الذي يتشبه بأنه قتل يهوديا، معروفة في بالحي بأخلاقها الحميدة وأن ابنها من أفضل الشبان في الحي، وهو شخصٌ متميِّز، متعلِم، وعائلته معروفة بالأخلاق والإنسانية، وشبان العائلة متعلمون.

وانتقد الشيخ عفيفي تصرُّف الشرطة التي حرمت المصلين من الوصول إلى المسجد، ما اضطُر العائلات إلى البحث عن طرق التفافية.

وأضاف قائلاً: 'في الحليصة أطبا وأكاديميون، وأهلُ الحليصة كرماء إلى حدٍ كبير، فقد استطعنا بفضل أهالي الحي تحصيل مبلغ عالٍ لدعم أشقائنا السوريين، كما دعمونا في فترة سابقة من أجل أهالي غزة'.

ويبلغ عدد سكان الحليصة يبلغ نحو 4 آلاف نسمة، ويقول الشيخ عفيفي: 'للأسف الشديد إن الكثيرين يتهمون شبان الحليصة بالعنف أكثر من سائر البلاد، لكن الواقع يختلف كليا، خاصةً أنني بحكم مهنتي ألتقي جميع أهالي حيفا، وجميعهم محبون وداعمون وطيبون'.

ويلوم الشيخ حسني عفيفي 'الصحافة التي تكتب قبل أن تتحرّى الحقيقة'، كما قال.

التعليقات