الناصرة: إغلاق مشاوي الزعيم بعد 68 عامًا

منذ 68 عامًا ومشاوي الزعيم متواجد على الضفة المقابلة لعين العذراء، بقرب بيت الصداقة، ولكن مؤخرًا تم إغلاقه بعد توجه مالكي الأرض، المسكوب الروسي، إلى أصحاب المطعم والقضاء، وإصدار أمر بإغلاقه بحجّة التشويه على المظهر العام لبيت الصداقة.

الناصرة: إغلاق مشاوي الزعيم بعد 68 عامًا

منذ 68 عامًا ومشاوي الزعيم متواجد على الضفة المقابلة لعين العذراء، بقرب بيت الصداقة، ولكن مؤخرًا تم إغلاقه بعد توجه مالكي الأرض، المسكوب الروسي، إلى أصحاب المطعم والقضاء، وإصدار أمر بإغلاقه بحجّة التشويه على المظهر العام لبيت الصداقة.

الكنيسة الروسية، التي تملك الأرض حيث يقع مشاوي الزعيم، وخلفه بيت الصداقة والساحة أمامها، قامت بإغلاق مشاوي الزعيم بعد فترة من المفاوضات عقدت إبانها صفقة، ولكنّ يبدو أنّ الأزمة لم تنتهِ ومازالت عالقة لتؤثر على رزق 8 عائلات تعتاش منه ولا تملك أي مصدر آخر للرزق.

8 عائلات قطع رزقها

وقف أحد أصحاب مطعم الزعيم، سعيد حسني الزعيم، أمام المطعم وهو مغلق، ليشرح لـ'عرب 48' قضيته قائلاً، 'القصة بدأت منذ أتت مؤسسة المسكوب الروسي وادّعت أنّ المطعم ملك لهم، وبعد دخول عدة جلسات محكمة اتفقنا معهم مؤخرًا أن نعقد صفقة إيجار واستئجار لمدة 10 سنوات، 5 سنوات سابقة دفعنا ثمنها و5 سنوات ستأتي أيضًا دفعنا ثمنها، ولكن للأسف بعد أن قمنا بتسديد المبلغ والاتفاق تفاجأنا من أمر إغلاق المطعم في 3 كانون الثاني/ يناير الجاري.

واستطرد ساردًا، 'أتى أمر الإغلاق قبل 10 أيام فقط، وكان قرارًا مفاجئًا لنا لأننا كنا قد اتفقنا معهم، حاولنا التواصل مع المحامي الخاص بالمسكوب الروسي ولكنه لم يجب على اتصالاتنا، في هذه الوضعية نحن غير راضين كعائلة عمّا جرى، فنحن جميعنا نسترزق من هذا المطعم وتوجهنا للبلدية وعلى رأسها علي سلام'.

وتابع 'وفقًا للقانون، بعد 20 عام إن كان هناك أمر إخلاء أو إغلاق يجب تعويض صاحب المحل، ولكننا متواجدون هنا منذ 68 عامًا وها هم أغلقوا مكان رزقنا بدون تعويض نهائيًا'.

ونوّه بكل غضب، 'بذل أبي جهودًا في عملهِ بهذا المطعم ونحن 8 أخوة لدينا أبناء ونجمع قوتنا منه ويريدون ببساطة أن يغلقوه، وبهذا أفضل أن أشنق نفسي قبالة المطعم لأكون عبرة لجميع المتآمرين على قطع أرزاقنا وأفضل أن أشنق نفسي على أن يتم إغلاقه'.

القانون أم العدالة؟

أفاد المحامي علاء علاء الدين، أنّ المشكلة بدأت من عدم تسجيل الأرض التي يقع عليها مبنى الصداقة وما يحيطها، على اسم جمعيّة خاصة تتبع للحزب الشيوعيّ بعد أن أعطى الاتحاد السوفيتيّ السابق أو أحد مؤسساته هذه الأرض إلى الحزب الشيوعيّ، ولم يتم تسجيلها على اسم الحزب أو أي أحد آخر.

وتابع، 'ربما قرار عدم تسجيل الأرض أتى من منطلق عدم التملك رغم أنّ هذا التصرف خاطئ لأنّه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عادت مؤسسة المسكوب للمطالبة بأملاكها في العالم، ومن ضمنها هذه الأرض، فمن ناحية ملكية قانونية أثبتت مؤسسة المسكوب ملكيتها وطالبت بحقوقها ومن هنا أتى أمر إخلاء بيت الصداقة بعد جلسات المحكمة'.

وأضاف علاء الدين، 'للأسف القانون لا يبحث عن العدالة، يبحث عن الأدلة وله أسس، وبالنسبة لهذه القضية، تصرف المسكوب تصرف قانونيّ ولكنه غير عادل بنظري، فهناك عائلات تسترزق من هذا المحل ويجب على المُلّاك إيجاد بديل لهم وتعويضهم، أما بلدية الناصرة فلا صلاحية لها بهذا الشأن، لأنّ هذا صراع ملكية بين أفراد، ومن الممكن أن تكون البلدية قد غضّت الطرف عن تراخيص معيّنة وسمحت لهم بالاستمرار بإقامة المطعم كنوع من التضامن والمحبة، ولكن القانون غير عادل'.

 مواطنون يستنكرون

أعرب المواطن حمّاد عبده أنّه يستنكر إغلاق محل مشاوي الزعيم، الذي يتواجد في عين العذراء منذ 68 عامًا، وقد تم تناقله من الأجداد إلى الأبناء إلى الأحفاد، الذين يعملون اليوم بهذه المصلحة، وهذا باب رزق لا يجوز أن يتم إغلاقه.

وأفاد، 'أرى أن يكون الحل كما باقي المحلات في بيت الصداقة، فالمحال في بيت الصداقة أبرمت اتفاقيات مع الكنيسة الروسية والمحال تدفع لهم ثمن الإيجار، فهذا أراه أنسب الحلول، أما القول أنّه يخرّب ويشوه المظهر العام فهذا أمر غير صحيح وغير حقيقيّ، عدا عن أنّه تم تجديد وترميم المحل فالمحال التي بقيت في العين قليلة، وهو أحدها ومع خروجه سيتقلص عددها الضئيل أساسًا'.

وفي هذا السياق اعتبرت الناشطة الحقوقيّة سمر عزايزة، أنّ هناك جانب في القضيّة يجب فحصه بما يتعلق بموضوع التصاريح والبناء غير القانوني بمدينة الناصرة، لأنّ كثير من المحال موجودة ولكن بشكل غير قانونيّ.

واختتمت، 'من المهم أن يتم فحص المعايير المتعلقة بعمل البلدية لتأخذ بلدية الناصرة على عاتقها مسؤولية ترخيص جميع المحال بدون محسوبيات'.

ومن جهةٍ أخرى استنكر المواطن محمد حمامدة إغلاق المطعم، فلهذا المحل تاريخ عريق، يتبع إلى الجد الذي كان يبيع المشاوي على عربته، لهذا المحل تاريخ إذ في الفترة التي تهالك بها السوق وأغلقت جميع المحال كان هو المحل الوحيد الذي يضيء في العين، ويعيش من هذا المحل حوالي 50 نفر، واستنكر بشدة ما يقولونه أنّه يشوّه المظهر العام معتبرًا أنّ هذا كلام فارغ.

 

التعليقات