حيفا: تحقيق مع مديرين لتخويف الطلاب من التظاهر

استدعت الشرطة مديري مدرستين في حيفا للتحقيق حول قيام طلاب مدرستيهما بتنظيم مظاهرات طلابية تضامنًا مع لأم الحيران واحتجاجًا على سياسة هدم البيوت وتشريد أصحابها.

حيفا: تحقيق مع مديرين لتخويف الطلاب من التظاهر

من المظاهرة الطلابية في حيفا

استدعت الشرطة مديري مدرستين في حيفا للتحقيق حول قيام طلاب مدرستيهما بتنظيم مظاهرات طلابية تضامنًا مع لأم الحيران واحتجاجًا على سياسة هدم البيوت وتشريد أصحابها.

وأصرت الشرطة على حضور المديران إلى مركز الشرطة رافضة الاكتفاء بمحادثة هاتفية كما يحدث في مثل هذه الحالات، وطلبت منهما في نهاية التحقيق منع أي تظاهرة أو محاولة لتنظيم أي حدث سياسي بين الطلاب.

وعلم موقع 'عرب 48' أن التحقيق جرى معهما لمدة زادت قليلًا عن النصف ساعة، بحضور محقق وأربعة أشخاص آخرين لم تتضح وظيفتهم.

وحمل المحققون مدراء المدارس المسؤولية الكاملة عن انطلاق تظاهرة تضامن مع أم الحيران، والادعاء أن المظاهرات كانت غير قانونية ولم يتم تصريحها من قبل الشرطة.

وطلبت الشرطة من المديرين إقناع الطلاب بعدم المشاركة في هذه التظاهرات 'غير القانونية'، عندها جابه أحد المدراء أن هذه ليست وظيفة مدير المدرسة، فوظيفة المدير داخل المدرسة وليس خارجها، وحين قال المحقق أنه يعرِف المُنظمين، رد مدير المدرسة، إذًا لماذا نحن هنا؟.

وكانت الشرطة قد حضرت بلباسٍ عادي إلى المدرسة وتحدثت مع مدير المدرسة الذي تطرق إلى أهمية حق التعبير، مشيرًا إلى أن المدارس اليهودية أيضًا تسمح بقيام الطلاب بالتظاهر في قضايا سياسية. واعتقد مدير المدرسة أن الشرطة اقتنعت بأقواله، لكنه اكتشف خطأ هذا الاعتقاد عندما تم استدعاؤه للتحقيق.

وجاء في تعقيب مدير المدير أن 'الشرطة تحاول إرسال رسالة لنا مفادها ان بإمكانها اعتقالنا أو التضييق علينا متى أرادت، وكذلك تحاول تخويفنا بإدخال أشخاص آخرين مثيرين للريبة إلى الغرفة، وفي هذه الحالة ربما يشعر المدير بالخوف ويتحول لجاسوس داخل المدرسة'. وأضاف أنه يعتقد أنها المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء مدراء مدارس في حيفا للتحقيق معهم.

وقالت الطالبة آنا ماريا لـ'عرب 48' إن 'التهديدات التي وصلت لكل الطلاب عبر رسالة من الشرطة، ولم تقتصر على الطلاب الذين شاركوا في التظاهرة، وجاء في الرسالة أن التظاهرة التي ستتم خارج المدرسة غير مرخصة، ونحن نعلم أن هذه الادعاءات تهدف لمنعنا من التعبير عن حقنا في التضامن مع أبناء شعبنا، وكانت عدالة قد أكدت للطلاب أنه لا حاجة للحصول على ترخيص للتظاهرة، وهذا ما شجعنا على المشاركة، مِن أجل دعم أهلنا في أم الحيران'.

وأضافت آنا ماريا أن 'المشاركين في التظاهرة أكدوا على أن قضية أم الحيران لا يمكن تجزئتها، ومن المفترض أن نساعد وندعم الطلاب، من أجل رفع صوتهم، وقد نجحت التظاهرة بإحداث ضجة لا بأس بها، وهناك حاجة للقيام بنشاطات تطوعية، وأن نعمل نحنُ على دعم أبناء شعبنا، وعدم الخوف، فقضيتنا قضية واجب وحق، وعلينا أن نُثابر مِن أجلِ نيل حقوقنا كشعب'.

من جهته رأى الطالب بيسان فرح أن التظاهرة جاءت للتضامن مع الأهالي في أم الحيران، وهو مطلبٌ شرعي يُساهم بتعزيز أواصر العلاقات بين أبناء الشعب الواحد، وعن الرسالة التي وصلت للطلاب عبر الواتس أب قال فرح إنه 'في البداية ظننا أن الرسالة صدرت عن مدراء المدارس، وأحضرنا الطلاب إلى المدارس كي نقنعهم أن هناك خطأ، لكن في اليوم الثاني عرفنا أنه تم التحقيق مع مدراء المدارس، وأنهم لم ولن يخاطروا بمصير الطلاب'

وأضاف فرح 'لن ينجحوا بتفريقنا عن بعضنا البعض، فنحنُ أهلٌ وابناء شعبٌ واحد، يعاني الأمريْن في النقب وسائر القرى غير المعترف بها، وفي كل أماكن تواجده'.

وقال الناشط رشاد عمري لـ'عرب 48' إن 'ما قامت به الشرطة هو ترهيبٌ غير مسبوق، بعد التحقيق مع مديري مدرستين في حيفا، بسبب التضامن ودعم أهلنا في أم الحيران'.

ويرى عُمري أن 'ما جرى في المدرستين بمثابة مغامرة على مستقبل طلابنا وحقهم في التظاهر والتعبير عن رأيهم، ولن يتمكن أحد من كسر إرادة الطلاب ومعلميهم ومدرائهم في مدارس حيفا'.

ووجه المحامي في مركز عدالة القانوني، محمد بسام، رسالة للمستشار القضائي للحكومة د. افيحاي مندلبليت والقائد العام للشرطة، وضابط لواء حيفا، جاء فيها أن 'الشرطة حاولت إخافة طلاب مدارس حيفا ومنعهم من التظاهر ودعوة مدراء المدارس لمركز الشرطة. نحنُ نتوجه اليكم مطالبين الشرطة بوقف ممارساتها وتجاوز سلطتها من خلال منع الطلاب العرب من التظاهر، إذ مِن حقهم التمتع بحرية التعبير'.

التعليقات