لماذا رضخ مجلس جت وأزال اسم الشهيد عرفات؟

أثار تحريض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على أهالي قرية جت المثلث ومجلسها المحلي، بسبب إطلاق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على أحد شوارع القرية، وما تبعه من إجراء تمثل بمنح وزير الداخلية، أرييه درعي،

لماذا رضخ مجلس جت وأزال اسم الشهيد عرفات؟

اللافتة قبل وبعد إزالة اسم ياسر عرفات (عرب 48)

أثار تحريض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على أهالي قرية جت المثلث ومجلسها المحلي، بسبب إطلاق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على أحد شوارع القرية، وما تبعه من إجراء تمثل بمنح وزير الداخلية، أرييه درعي، مهلة 48 ساعة لرئيس مجلس محلي جت، محمد وتد، لإزالة اللافتة، حفيظة الناشطين الوطنيين في جت وسائر البلدات العربية بالداخل.

كما قوبل قرار مجلس محلي جت الذي اتخذ أمس بالإجماع في جلسة طارئة، إزالة اللافتة بشكل فوريّ بالاستهجان، وقرر المجلس مناقشة قضية أسماء الشوارع من جديد وقوننتها، الأمر الذي أثار غضب بعض السكان في القرية، حيث اعتبروه موقفا متخاذلا.

وتطور الأمر في جت، إذ ألقيت قنبلة على منزل رئيس لجنة تسمية الشوارع السابق، محمد كعوش، على ما يبدو بسبب موقفه من قضية إزالة اللافتة.

كعوش: موقف المجلس المحلي فضيحة

وقال رئيس لجنة تسمية الشوارع في حينه، محمد كعوش، لـ'عرب 48' إنّ 'رئيس اللجنة المعينة في باقة- جت آنذاك، يتسحاق فالد، لم يهمه الأمر الآن وأنكر كل الأسئلة التي وجهت له حول هذه القضية، كذلك أعضاء اللجنة في حينه الذين اختفوا وبقيت لوحدي في خضم هذه المعركة مع اليمين المتطرف، وللأسف لم يتصل أي واحد من أعضاء اللجنة من باقة الغربية وجت باستثناء عضو واحد ساندني في هذه القضية'.

وأوضح كعوش أن 'الجميع كان يعلم بأسماء الشوارع ومنها وزارة الداخلية التي تنكر ذلك، فالموضوع كان مطروحا في جلسات مفتوحة على العلن وليست سرية، وتلقت وزارة الداخلية رسائل فيما يتعلق بأسماء الشوارع، وكنت قد أرسلت أسماء الشوارع في العام 2008 إلى الوزارة وصودق عليها في العام 2011 فقط'.

وعن موقف مجلس محلي جت، قال كعوش، إن 'مجلس جت برئيسه وأعضائه للأسف استسلموا بسرعة، واتخذوا موقفا فاضحا وليس شجاعا، كان الأحرى بهم تسجيل موقف يليق بأهالي جت ومكانتها، لأن اسم ياسر عرفات لا يبعث على الخجل بل هو مدعاة للفخر على رؤوسنا'.

وعن إلقاء القنبلة الصوتية على منزله مساء، أمس، قال: 'لا أخاف أحدا، وإلقاء القنبلة الصوتية ليس بالأمر الجديد علي، إذ تلقيت العديد من التهديدات بسبب مواقفي ولن أحيد عنها، ومن يثبت على مواقفه لا بد له أن يتوقع هذه التهديدات ويواجهها'.

ورجّح كعوش أن يكون أحد الجناة قد استغل فرصة الفوضى لتصفية الحسابات معه، وقال، 'قد تكون عملية إلقاء القنبلة على خلفية تسمية الشوارع، وقد تكون أيضا تصفية حسابات من أحد الحاقدين من البلدة الذين استغلوا هذه الفرصة، لأنني أعلن عن مواقفي ولا أتردد أمام كل البشر'.

سنملأ الحي بصور ياسر عرفات

وحول دور الهيئات الوطنية والأحزاب السياسية في المجتمع العربي، تساءل محمد كعوش، 'أين لجنة المتابعة والقائمة المشتركة؟ لماذا لم يحضروا لدعم الرئيس وسط هذه الهجمة الشرسة عليه؟ لماذا تركوه وحيدا ليتخذ القرارات؟ نحن نتفهم الضغط الذي مورس على رئيس مجلس من قبل الحكومة، لكن المؤسف ألا نلمس موقفا مشرفا من المتابعة والمشتركة'.

ونوّه كعوش أنه هو الذي اختار إطلاق اسم ياسر عرفات على الشارع، 'أقولها بكل الفخر أن ياسر عرفات هو تاج على رؤوسنا، وإذا أزالت الحكومة اسم ياسر عرفات عن لافتة الشارع، فسوف نملأ الحي صورا له وسوف أطلق اسم ياسر عرفات على منزلي رغما عنهم'.

وتد: إطلاق اسم الشهيد ياسر عرفات حق مشروع

وقال رئيس مجلس جت المحلي، محمد طاهر وتد، لـ'عرب 48' إن 'إطلاق اسم الشهيد ياسر عرفات على شارع أو مؤسسة هو حق مشروع للشعب الفلسطيني الذي يعتبر القائد الراحل رمزا وطنيا، وكان قد حصل على جائزة نوبل للسلام ووقّع على اتفاق مبادئ للسلام مع إسرائيل، ولن نتهاون في هذه القضية'.

وعن قرار مجلس محلي جت إزالة اللافتة، قال وتد إن 'إدارة المجلس عقدت جلسة طارئة بعد تلقي الرسالة واتخذ قرارا بإزالة اللافتة، بشكل مؤقت، إلى حين انعقاد لجنة تسمية الشوارع بعد توسيعها، ثم ستقوم اللجنة بإطلاق التسميات على شوارع البلدة وإرسالها للمصادقة لوزارة الداخلية، كأجراء رسمي متبع، علما أن تسمية الشوارع لم تكن قانونية في حينه، وفي حال لم تصادق الوزارة على التسمية أو غيرها من التسميات المقترحة لعدد من الشوارع فسنتوجه للقضاء من أجل النظر في القضية'.

وأشار رئيس مجلس محلي جت إلى أنه 'في العام 2006 أدارت لجنة معينة شؤون جت وباقة الغربية، قبل فك الدمج، وترأسها اللجنة يتسحاق فالد، من حزب الليكود، وفي تلك الفترة أقام لجنة لتسمية الشوارع، واتُخذ القرار بإطلاق اسم ياسر عرفات على الشارع، لكن للأسف لم يتم إرسال الأسماء المقترحة للشوارع وبينها شارع يحمل اسم ياسر عرفات، إلى وزارة الداخلية، والآن نحن بصدد تنفيذ ذلك بعد توسيع لجنة تسمية الشوارع وضم عدد من ممثلي الجمهور إليها، لأن الداخلية تزعم أنها لم تصادق على الاسم وطالبتنا بشطبه، علما أن القانون ينص على مصادقة وزارة الداخلية على تسمية الشوارع'.

القضية سياسية وليست قانونية

إلى ذلك، أوضح الرئيس محمد وتد، أن 'القضية سياسية من الدرجة الأولى، وليست قضية قانونية كما يزعمون، فرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يستغل كل فرصة من أجل التحريض على المواطنين العرب، ليبعد الأنظار عنه ويداري فشله الذريع في إدارة الحكومة، وشهدنا ذلك في التحريض السابق في قضية الحرائق وأم الحيران'.

وأكد أنه 'رغم التحريض الأرعن الذي شنته الحكومة ووزير داخليتها أرييه درعي، إلا أنني وللأسف لم أتلق أي دعم من القوى الوطنية والسياسية. تُركت وحيدًا وسط هذا التحريض غير المسبوق علي وعلى قرية جت'.

التعليقات