الشرطة تضايق طالبًا عربيًا في جامعة تل أبيب

وتعرض أبو عريشة، وهو طالب سنة ثالثة في مجال العلوم السياسية والإدارة، للمضايقة يوم الثلاثاء الماضي بسبب رفضه إظهار بطاقة هويته في الوقت الذي تواجد فيه داخل الحرم الجامعي.

الشرطة تضايق طالبًا عربيًا في جامعة تل أبيب

تعرض الشاب ياسر أبو عريشة (30 عاما) من قرية الفريديس، لمضايقة واعتداء كلامي من قبل شرطي وأفراد من أمن جامعة تل أبيب حيث يَدرُس.

وتعرض أبو عريشة، وهو طالب سنة ثالثة في مجال العلوم السياسية والإدارة، للمضايقة يوم الثلاثاء الماضي بسبب رفضه إظهار بطاقة هويته في الوقت الذي تواجد فيه داخل الحرم الجامعي.

وعن الحادثة العنصرية، قال أبو عريشة لـ'عرب 48' إنه 'عند الساعة الثانية عشر من بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، فوجئت برؤية دورية شرطة داخل الحرم الجامعي، بخلاف العرف التاريخي القاضي باستقلالية الجامعات وعدم تواجد الشرطة داخل الحرم، الأمر الذي أثار استغرابي وعزز من فضولي لمعرفة السبب، خصوصًا وأن الشرطة لا تدخل الحرم الجامعي سوى بإذن من إدارة الجامعة في حال تلقت بلاغ حول وقوع حوادث جنائية وتنوي من خلالها تنفيذ اعتقال مشتبهين وما شابه'.

عندها خرجت من كلية الإدارة حيث أتعلم وأعمل، ووقفت في الساحة المحاذية على بعد 20-30 مترا من المكان الذي تواجدت فيه دورية الشرطة، من ثم بدأت بالتصوير من خلال هاتفي الخليوي دون أن أعلم حيثيات ما جرى، علمًا أن أفراد من الأمن وبمرافقة شرطي كانوا يتحدثون مع شاب كان يجلس على مقعد هناك.

بعد دقائق معدودة من بدء التصوير، توجه نحوي أحد أفراد أمن الجامعة وسألني حول ماهية ما أقوم به وطلب مني إظهار بطاقة هويتي، وبدوري رفضت ذلك حتى وصل الأمر إلى حد توجه المسؤول عن الأمن والشرطي إلي واللذين أصرا أيضًا على أن أظهر بطاقة هويتي، الأمر الذي رفضته مرة أخرى.

بحسب اعتقادي، أرى بأن ما تعرضت له كان من دافع عنصري، فلو كان الحديث يدور عن طالب يهودي لما أقدموا على فعل ذلك معه.

لماذا رفضت إظهار بطاقة هويتك لأفراد الأمن والشرطي؟

أولا، بسبب ما تعرضت له في وقت سابق من ذات اليوم، في الوقت الذي تواجدت فيه بالمحطة المركزية في تل أبيب، حين اختارني أحد أفراد الأمن من بين كل المسافرين من أجل إظهار بطاقة هويتي له، حينها انتابني شعور سيء ليزداد أكثر بعد ذلك نتيجة ما تعرضت له أيضًا في الحرم الجامعي.

ثانيا، أنا على اطلاع تام على قوانين وتعليمات الجامعة، وكما هو معروف بأن كل شخص عليه الخضوع لفحص أمني قبل دخوله إلى الحرم الجامعي، الأمر الذي يؤمن لك الدخول دون أن يتعرض لك أي أحد من منطلق الحفاظ على الأجواء التعليمية وعدم تعكرها، باستثناء وقوع حالات معينة.

 كيف كانت معاملة وتصرف الشرطي معك؟

بدون شك كان تصرفه همجيًا من منطلق أنه لم يبرر لي حيثيات ما جرى كي أتفهم ذلك دون أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، إذ قام بفرض نفسه علي وشدد على أن أظهر له بطاقة هويتي وإلا فسيقوم باعتقالي.

عندما رفضت إظهار بطاقة هويتي، قام الشرطي باستخدام العنف الكلامي بحقي، كما أقدم على سحبي باتجاه دورية الشرطة، ما سبب لي الإهانة أمام أنظار الطلاب والمعلمين الذين تواجدوا في المكان.

وفور ذلك وصل عميد كلية الإدارة إلى المكان وأكد للشرطي بأنني طالب وأقوم بالدريس أيضًا لديهم، إلا أن الأخير في المقابل لم يقتنع وأصر على أن أظهر له بطاقة هويتي، عندها طلبت مني نائبة عميد الكلية أن أعطيها بطاقة الطالب كي تريها للشرطي، وبدوري لم أتردد عن فعل ذلك من منطلق احترامي لها وللعميد.

ولم تقف همجية الشرطي عند هذا الحد، حيث قال لي بعد إخلاء سبيلي 'لو لم يتدخل عميد الكلية لكنت الآن في معتقل أبو كبير ومن ناحيته سينهي ورديته عند الساعة الثالثة عصرا'.

هل تدرس القيام بخطوات معينة ضد الشرطي؟

كلا، وأنا على الصعيد الشخصي لم تكن لدي أي نية لوصول الأمور إلى ما وصلت إليه، ومن ناحية أخرى فقد تبرر لي مع الأسف الشديد بأن الجامعة لا تحترم القوانين والتعليمات المتبعة، ما يؤدي إلى سهولة دخول الشرطة إلى الحرم الجامعي واعتراض أي شخص كان دون سابق إنذار كما حدث معي.

كيف ردت الجامعة على ما حدث؟

الجامعة ادعت بأن 'حضور الشرطي كان بسبب بلاغ حول وقوع حادثة سرقة وتواجد المشتبه به داخل الحرم الجامعي، ومن هذا المنطلق وبسبب تواجدي على مقربة من المكان، قاموا بالاشتباه بي أيضًا في الضلوع بحادثة السرقة'، بحسب تعقيب الجامعة.

من هنا فأنا أرى بأن رد الجامعة كان مؤسفا للغاية وقد ادعت ذلك كي تبرئ نفسها مما حدث، وفي الوقت ذاته لم أتوقع بأن يبدر منها أيضًا رد تعبر من خلاله عن دعمها ومساندتها لي.

التعليقات