البعنة: ما هو مصير المدرسة الثانوية الشاملة؟

يتساءل أهالي قرية البعنة عن مصير المدرسة الثانوية الشاملة، التي تدير شؤونها 'الكلية القطرية سخنين' منذ أكثر من 15 عاما، في أعقاب مطالبة مجلس محلي البعنة استعادة المدرسة لإدارته من جديد وتوجهه إلى القضاء من أجل تحقيق ذلك.

وكان مجلس محلي البعنة قد عقد جلسة خاصة جرى خلالها التصويت بالإجماع على استعادة إدارة المدرسة الشاملة، ثم أعقبها إبراق رسالة لإدارة الكلية القطرية في سخنين من أجل إعادة المدرسة كي يدير المجلس المحلي شؤونها بدءا من العام الدراسي المقبل.

وقال رئيس مجلس محلي البعنة، عباس تيتي، لـ'عرب 48'، إن 'المدرسة الشاملة هي رمز من رموز البعنة، وأنا أرى بأن السعي من أجل استعادة هذا المعلم هو حق شرعي للمجلس المحلي وأهالي القرية عموما بعد أن غُيّبت عن القرية ما لا يقل عن 15 عاما'.

وعن سبب إدارة الكلية للمدرسة بدلا من المجلس المحلي، قال تيتي، إن 'العوائق المالية التي تركتها الإدارات السابقة حالت دون التقدم لاستعادة شؤون المدرسة الشاملة في وقت سابق، وعليه فإننا اليوم قد أزلنا هذه العوائق وأكبر دليل على ذلك المشاريع والإنجازات التي حققناها في جهاز التربية والتعليم بالقرية، كما أننا على الصعيد المالي قادرون اليوم على سد كافة احتياجات المدرسة'.

وأكد أنه 'على الرغم من كل الظروف ما كان يجب أن تُسلّم هذه المدرسة لأي كلية كانت، وعليه أطالب كافة الأهالي بالوقوف إلى جانب المجلس المحلي حتى نتمكن من استعادة المدرسة كي تكون شامخة بطلابها وإدارتها ومعلميها'.

وأضاف تيتي أن 'التصويت في الجلسة التي عقدت بخصوص المدرسة جرى بإجماع الأعضاء الذين حضروا، حيث كان هناك غياب عدد من الأعضاء ولا يراودني أدنى شك بأنهم تغيبوا لأسباب معينة غير متعلقة بعدم موافقتهم على استرجاع المدرسة. الخطوة المقبلة ستكون عقد اجتماع مع إدارة الكلية في سخنين، حيث سنتقدم لهم بالشكر على ما قدموه للمدرسة منذ أكثر من 15 عاما، وبدورنا سنضع كافة الأمور على الطاولة حتى استعادة المدرسة بكل هدوء ودون أي عوائق'.

وحول الدوافع التي تقف من وراء المطالبة الآن باستعادة المدرسة، أوضح رئيس مجلس محلي البعنة: 'لا أعمل من أجل غاية سياسية أو أهداف معينة، بل على العكس تماما، عملي كله من أجل مصلحة القرية عامة، ولو كان الهدف من وراء ذلك هو التمسك بمقعد الرئاسة لما استقلت من هذا المنصب في الدورة السابقة، مع الإشارة إلى أنني على استعداد كي أضع يدي بأيدي أهل قريتي من أجل النهوض بقريتنا نحو الأفضل. وأؤكد أننا نأمل بأن تتفهم الكلية القطرية في سخنين الأمور بشكل واقعي حتى لا تصل إلى ما هو غير مستحب من نواح قانونية وغيرها. سمعت أن الكلية بحوزتها مستندا يثبت أنها تدير شؤون المدرسة لمدة 25 عاما، وأنا أرى بأن هذه الادعاءات عارية عن الصحة، إذ لنا الحق الكامل في استعادة شؤون المدرسة بعد الاستشارة القضائية وتوجهنا لوزارة التربية والتعليم'.

وقال رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب بالمدرسة الثانوية الشاملة سابقا، الشيخ داوود سعيد، لـ'عرب 48'، إن 'تسليم المدرسة لكلية سخنين القطرية منذ سنوات كان بسبب وضعية المجلس السيئة من ناحية مالية آنذاك، حينها اضطرت إدارة المجلس لتسليم المدرسة لجمعية معينة وإلا فكانت المدرسة ستغلق أبوابها'.

وأضاف أن 'ما نراه اليوم أنه بمقدور المجلس المحلي إدارة شؤون المدرسة الشاملة، باعتبار أنه جدير بذلك أفضل من أية جهة كانت مع احترامي لإدارة كلية سخنين أو أي طرف آخر، وعلى من يشكك في ذلك أن يذهب إلى المؤسسات التعليمية الأخرى بالقرية كي يرى عن كثب كيف تسير الأمور فيها من تلبية احتياجاتها وما إلى ذلك'.

وأوضح سعيد أن 'كلية سخنين تدير أمور المدرسة الشاملة بشكل جيد، لكن ليس بالشكل المطلوب، ومن هذا المنطلق أنا على ثقة بأن المجلس المحلي يستطيع القيام بالمهام المطلوبة منه تجاه المدرسة على أكمل وجه'.

وحول سبب إلغاء لجنة أولياء أمور الطلاب في المدرسة، قال سعيد إنه 'بسبب التقصير وكثرة المطالب في سد الفجوات بنواح عديدة من المدرسة، تم إيقاف عمل اللجنة منذ سنتين على أثر تدخل خارجي، وحتى هذا اليوم مع الأسف الشديد لا توجد لجنة أولياء أمور طلاب في المدرسة الثانوية، ومن غير المعقول أن تكون مدرسة تضم بين صفوفها نحو 1000 طالب وطالبة بدون لجنة أولياء أمور الطلاب، ودون شك أن ذلك يؤدي إلى عدم تقديم الخدمات بالمستوى المطلوب، ومعروف ضمنا على من تعود الفائدة. حان الوقت لأن تدار شؤون المدرسة من قبل المجلس المحلي بالقرية، ومن هنا نتوجه بالشكر لكلية سخنين القطرية على ما قدمته من خدمات رغم وجود تقصيرات معينة، وبدون أدنى شك كانت لها بصمات معينة في المدرسة'.

إلى ذلك، حاول 'عرب 48' الحصول على تعقيب إدارة الكلية القطرية في سخنين، إلا أنه ورغم توجهنا عدة مرات لم تزودنا الكلية بأي تعقيب يذكر، وبدورنا سنقوم بنشره فور وصوله إلينا.