اللد والرملة: 9 نساء ضحايا العنف في 6 أعوام

تشير الإحصائيات إلى أنه منذ العام 2011 قُتل في مدينتي اللد والرملة 9 نساء عربيات، بعضهن سقطن ضحايا العنف داخل العائلة، فيما فشلت الشرطة في أداء مهامها وكبح جماح العنف وبقي المجرمون أحرارا طلقاء.

اللد والرملة: 9 نساء ضحايا العنف في 6 أعوام

تظاهرة رافضة لأشكال العنف ضد المرأة، يافا 2016 (أ ب)

لا تزال حالة الشابة العربية (30 عاما) التي أصيبت أمس، الأحد، بعيارات نارية في مدينة اللد خطيرة جدا، وقد خضعت لعملية جراحية في رأسها، ثم نقلت إلى غرفة العناية الطبية الفائقة.

الشابة المصابة ناشطة نسوية معروفة تعرضت لعيارات نارية أطلقها مجرم ملثم من مسدس مزود بكاتم صوت في منزلها، ولم تفلح صرخات شقيق المصابة لثني المجرم من أن يطلق النار، فقد صوّب سلاحه نحوه وقام بتهديده، فأطلق المجرم النار على الشابة ثم هرب من المنزل.

تشير الإحصائيات إلى أنه منذ العام 2011 قُتل في مدينتي اللد والرملة 9 نساء عربيات، بعضهن سقطن ضحايا العنف داخل العائلة، فيما فشلت الشرطة في أداء مهامها وكبح جماح العنف وبقي المجرمون أحرارا طلقاء.

وتزداد في الآونة الأخيرة وتيرة العنف ضد عدد من النساء والفتيات، وسط صمت المجتمع الذي لا يأبه لتعرض النساء إلى اعتداءات وتهديدات ومحاولات قتل وجرائم بشعة.

وقالت الناشطة آية زيناتي من مدينة اللد، لـ'عرب 48'، إن 'العنف ضد النساء لم يعد مجرد ظاهرة مع كل أسف، إنما بات وكأنه أمر طبيعي نعيش معه في اللد والمجتمع العربي، وهذا هو الأخطر في الموضوع، بمعنى أن نتعايش مع هذه الآفة على أنها طبيعية. ونحن نستنكر كل أنواع العنف سواء كان موجها ضد النساء أو غيرها من فئات المجتمع'.

وعن حقوق المرأة، قالت زيناتي إنه 'يجب على المرأة أن تفعل ما تراه مناسبا لها، وهذا حق أساسي لها ولأي إنسان وألا تُقيّد وفق معايير تُفرض عليها قسرا. يحق للمرأة أن تُدمج المرأة في المجتمع أكثر، وأن نمد لها يد العون والمساعدة بدلا من دحرها في الزاوية، وعلينا من الواجب أن نعيد صياغة العمل في مناهضة العنف وطرق العلاج من قبل المؤسسات، وأن نضع أصبعنا على المكان الذي فشلنا به، وعلينا تداول هذه القضية ليس فقط عند وقوع جريمة قتل، بل من الواجب أن تكون استمرارية لهذا العمل ليضم شريحة أكبر من الرجال والشباب والنساء والمسنين، ليكون حاجزا أمام جريمة القتل القادمة وصدها'.

وأشارت زيناتي إلى أن 'ظاهرة السلاح المتفشي في المجتمع العربي هي سبب رئيسي لازدياد جرائم القتل، لا سيما قتل النساء، سهولة الحصول على السلاح ووجوده بين جميع الأيادي أصبح الوسيلة الأولى للتفاهم وحل المشاكل، وعلى ذلك نطالب من الشرطة والمؤسسات المسؤولة أن لا تتقاعس مع هذه الظاهرة. وفي المقابل يجب أن لا نستثني الدور الكبير الملقى علينا نحن كمجتمع في توعية الشباب والنساء في كيفية الحد من العنف وقبول الآخر، والتسامح، وأن تكون للمؤسسات المسؤولة رؤية مستقبلية حيال هذه الظاهرة الخطيرة'.

وأنهت زيناتي بالقول إن 'كل امرأة في المجتمع العربي مهددة بالقتل، بل إن كل فرد أصبح مهددا مع استفحال العنف والجريمة، الكل يشعر أنه مستهدف في منزله وفي مكان عمله، وخاصة المرأة في المجتمع والتي تعتبر الحلقة الأضعف وهي تعاني كثيرا من هذه الظاهرة، ومن الصعب عليها أن تخرج أمام المجتمع وتطالب بالانفتاح. آمل أن يتغير تفكير المجتمع تجاه المرأة، وأن يتبع القول أفعال، وأن تكثف المؤسسات جهودها، وأن تغير صياغة تعاملها في الفعاليات'.

التعليقات