أهالي حيفا: نحمل البلدية مسؤولية حوادث "شارع الموت"

موقع "عرب 48" يحاور والد ضحية حادث الدهس، بالإضافة إلى عدد من سكان الحي، إثر ازدياد الحوادث ووقود ضحايا في شارع "ابن جبيرول"

أهالي حيفا: نحمل البلدية مسؤولية حوادث "شارع الموت"

تعيش مدينة حيفا في الأيام الأخيرة، أجواء حزينة وغاضبة في أعقاب كثرة حوادث الدهس على شارع 'ابن جبيرول'، التي أسفرت آخرها عن مصرع الطالبة ندى إبداح (16 عاما) متأثرة بجراحها الخطيرة، مساء الثلاثاء الماضي.

ويحمل سكان حي 'ابن جبيرول' بلدية حيفا مسؤولية كثرة حوادث الطرق التي أسفرت عن وقوع عدة ضحايا وإصابات في السنوات الأخيرة، كما يطالبونها بإيجاد حل سريع قبل وقوع ضحية أخرى.

علي إبداح

وبهذا الصدد، حاور 'عرب 48' والد ضحية حادث الدهس، بالإضافة إلى عدد من سكان الحي، إثر ازدياد الحوادث.

وقال والد ضحية حادث الدهس، علي إبداح، إننا 'تلقينا نبأ وقوع الحادث كالصاعقة، بينما كنا نتناول وجبة الإفطار تلقينا اتصالا من مستشفى رمبام يفيد بتعرض ابنتنا لحادث دهس، وطلبوا منا الحضور إلى المستشفى'.

وحمل إبداح رئيس بلدية حيفا والمسؤولين عن قسم الهندسة بالبلدية، 'مسؤولية وفاة ابنتنا، لا سيما وأن ندى ليست الضحية الأولى التي تتعرض لحادث دهس على نفس الشارع'.

غازي قميرات

في حين، قال غازي قميرات وهو أحد سكان الحي، إن 'أهالي الحي الشرقي وشارع ابن جبيرول الذي نسميه بـ(شارع الموت)، هم جزء لا يتجزأ من مدينة حيفا، ومن هذا المنطلق نطالب رئيس البلدية بإيجاد حل سريع لهذا الشارع الذي نعاني منه بعدما أودى بحياة 4 أشخاص وإصابة آخرين في السنوات الأخيرة'.

وأضاف أنه 'كان لنا توجه لرئيس البلدية في العام 2010 بعدما لقي الطفل عدي هنابزي مصرعه بحادث دهس من قبل شرطي، حينها تلقينا وعودا بإيجاد حل سريع لمشكلة الشارع، إلا أنه حتى اليوم لم يفي بوعده وكل ذلك كان كلام في الهواء'.

وختم حديثه بالقول إن 'مطلبنا الأساسي هو إيجاد حل لهذا الشارع، ومن هنا أطالب أصحاب الشأن في البلدية بالحضور إلى هنا لإيجاد وسيلة من شأنها أن توفر الأمان للمشاة على هذا الشارع'.

 صابر هنابزي

بدوره، قال ساكن آخر في الحي، صابر هنابزي، إنني 'فقدت ابن شقيقي في العام 2010، بعدما تعرض لحادث دهس على نفس الشارع من قبل دراجة نارية كان يقودها شرطي آنذاك'.

وتابع 'منذ ذلك الحين توجهنا مرارا لرئيس بلدية حيفا لإيجاد حل لهذا الشارع، واليوم بعد مرور 7 أعوام لم نجد بالمقابل سوى لا مبالاة ورفض مطالبنا، ناهيك عن التمييز بحقنا على مختلف الأصعدة مقارنة بأحياء أخرى في المدينة، ما يعني بأننا نعيش في حي مهمش ومنسي على الرغم من أننا نقوم بدفع ضريبة المسقفات (أرنونا) أكثر من أحياء أخرى'.

واختتم قائلا إنه 'من هذا المنطلق سنواصل الاعتصام والتظاهر حتى يتم إيجاد حل جذري وفوري في ظل انعدام الأمان، فعلى الصعيد الشخصي كنت قد واجهت خطر التعرض لحادث دهس مرات عديدة، الأمر الذي بات يبث الرعب والخوف في نفوس الأهالي عند عبور الشارع'.

بينما أكد مصطفى عكاشة، وهو أحد سكان الحي، 'شهدنا العديد من الكوارث بهذا الشارع في العامين الأخيرين، بحيث لقي 4 أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون جراء حوادث دهس، الأمر الذي يثبت وجود خلل ما بهذا الشارع في ظل عدم وجود مطبات ودوار وإشارة ضوئية'.

مصطفى عكاشة

وطالب عكاشة، بلدية حيفا، في نهاية حديثه: 'بإيقاف هذه المهزلة قبل وقوع ضحية أخرى، وبدورنا سنواصل التظاهر إلى أن نصل إلى البلدية نفسها'.

وقالت شوق عطور من سكان الحي، إننا 'نعيش في حالة من الصدمة والخوف نتيجة هذا الشارع المرعب، نظرًا لما نشاهده من حوادث طرق مروّعة'.

وأكملت أن 'اثنين من أقربائي أصيبا بجراح خطيرة نتيجة الحوادث على هذا الشارع، مع الإشارة إلى أن أحدهما يتلقى اليوم علاجا نفسيا من الصدمة التي ألمت به، والأخرى لا زالت تتلقى العلاج الطبي'.

وأضافت، 'من هنا أطالب بمساعدتنا من أجل الكف عن رؤية أطفالنا وهم يموتون على الشارع، كما ندعو البلدية إلى الاستماع لمعاناتنا وتوفير الأمان لنا'.

وذكر أحمد سليمان، وهو أحد سكان الحي، أننا 'نواجه خطر هذا الشارع بشكل يومي، ناهيك عن خوفنا على أولادنا وترددنا في إرسالهم لبساتين الألعاب التي أقيمت في الجانب الآخر من الشارع خوفا على حياتهم'.

وشدد 'من هنا نطالب بلدية حيفا ورئيسها الذي نعاني بسببه، إلى إيجاد حل فوري خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي حال لم يتحقق ذلك سنقوم بتصعيد خطواتنا الاحتجاجية ليس على نطاق الحي وحسب إنما على مستوى مدينة حيفا ككل، هذا ليس مطلبنا وحدنا إنما هو مطلب كافة أهالي حيفا'.

شوق عطور

بدوره، قال المحامي جورج شحادة من مدينة حيفا، إن 'ما يحصل في هذا الحي هو جريمة بحق الأهالي والسكان، لا سيما وأن هذا الشارع الذي أطلق عليه اسم (شارع الموت) حصد أرواح العديد من المواطنين، ناهيك عن الإصابات التي وقعت نتيجة الحوادث'.

وأكد على ضرورة استمرار النضال من أجل الحد من هذه الآفة، باعتبار أن سكان الحي هم أصحاب حق، وواجب على البلدية ورئيسها تأمين كل وسائل الوقاية لهم من أجل العيش بأمان.

وأشار إلى أن 'مندوب البلدية تعهد أمام الأهالي في اجتماع عقد بالأيام الأخيرة، بأنه سيحضر إلى اجتماع آخر يوم غد، الأحد، وبحوزته الحلول النهائية لمشكلة الشارع'.

واعتبر أن 'الأهالي لن يقبلوا أي وعود شفوية، فهم يريدون تعهدا خطيا ورسميا من قبل البلدية ورئيسها من أجله تقديم الحل بموجب خبراء ومختصين في مجال المواصلات والأمن والأمان على الطرق'.

واختتم بالقول: 'من هنا ندعو كافة الأطر السياسية والحزبية والاجتماعية إلى جانب أصحاب الضمائر الحية، لتقديم يد العون ومساندة الأهالي في نضالهم العادل'.

التعليقات