تسود مدينة كفر قاسم في منطقة المثلث الجنوبي، أجواء مشحونة وغاضبة في أعقاب استشهاد المأسوف على شبابه، محمد محمود طه (27 عاما) إثر مواجهات بين الشرطة والأهالي، الليلة الماضية.
واندلعت هذه المواجهات في ظل تقاعس الشرطة عن أداء عملها في مواجهة العنف الذي يضرب كفر قاسم، ووضع حد للجرائم التي أودت بحياة 6 من أهالي المدينة منذ مطلع العام الجاري.
وتعالت أصوات المواطنين في كفر قاسم، مؤخرا، مطالبة برحيل الشرطة عن المدينة نظرا لارتفاع معدل الجريمة وعدم إلقاء القبض على القتلة المجرمين.
وعن استشهاد ابنه، قال والد الشهيد، محمود طه، لـ'عرب 48'، إننا 'تلقينا نبأ استشهاد ابني كالصاعقة، حيث تعيش العائلة في حالة من الصدمة الشديدة ونكاد لا نصدق هول الفاجعة، لا سيما وأن ابني كان إنسانا مسالما وعلى علاقة طيبة مع كل من عرفه، وقد ترك وراءه زوجة ثاكل'.
وأضاف أن 'ابني أعدم وقتل بدم بارد مع سبق الإصرار على يد شرطي لأنه عربي، وذلك بعدما أطلق الشرطي 3 عيارات نارية لتستقر في رأس ابني في الوقت الذي كان يشارك فيه بمظاهرة سلمية أمام مركز الشرطة، احتجاجا على ما قام به عناصرها من اعتداء على رجال الحراسة، وذلك دون أن يشكلوا أي ذرة خطر كما تدعي الشرطة'.
وحمّل والد الشهيد الشرطة مسؤولية استشهاد ابنه، وقال إن 'الشرطة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن تفشي العنف وجرائم القتل بالمدينة في ظل تقاعسها بذلك من جهة واجتهادها في تحرير المخالفات للمواطنين من جهة أخرى'.
وشدد على أن 'الشرطة ترى بأن دم المواطن العربي رخيص، وأنا أقول لها إن دمنا ليس رخيصا، وأتمنى من الله أن ينتقم من قاتل ابني وأن يحاكم بشكل عادل وألا يغلق الملف ضده فيما بعد'.
وختم طه بالقول: 'أتمنى أن يكون ابني آخر الضحايا في مجتمعنا العربي، وألا تتذوق أي عائلة ما نمر به نحن من ظروف صعبة. جثمان ابني لا زال في معهد التشريح في أبو كبير، ومن المتوقع أن يتم تحريره وموارته الثرى عصر اليوم، وكلنا أمل بألا تقف عقبات أمامنا لنودعه ونشيعه كما يجب'.
التعليقات