الناصرة: الليلكي بين الموالاة والمعارضة

أثار قيام بلدية الناصرة بطلاء أرصفة شوارع المدينة باللون الليلكي، لون "ناصرتي" قائمة رئيس البلدية، علي سلّام، العديد من ردود الفعل المعارضة والمؤيدة لها، في الأيام الأخيرة.

الناصرة: الليلكي بين الموالاة والمعارضة

الليلكي "سيد الألوان" بالناصرة

أثار قيام بلدية الناصرة بطلاء أرصفة شوارع المدينة باللون الليلكي، لون "ناصرتي" قائمة رئيس البلدية، علي سلّام، العديد من ردود الفعل المعارضة والمؤيدة لها، في الأيام الأخيرة.

ورود طويل

وقالت الناشطة في قائمة "ناصرتي"، ورود طويل، لـ"عرب 48" إن "الأقاويل كثرت في الفترة الأخيرة بشأن الطلاء الجديد لأرصفة المدينة، ولكن الموضوع يمكن اعتباره كصدفة ليس أكثر ودون تخطيط مسبق، ولا أظن أنه يمثل ماَرب سيئة للبلدية".

وردا على سؤالنا حول كيف يمكن اعتبارها كصدفة لا سيما وأن الليلكي هو لون قائمة "ناصرتي" التي يترأسها علي سلّام؟ قالت طويل إنه "حتى لو كان القصد التعبير عن هوية المدينة التي أكدت أنها مع قائمة "ناصرتي" برئاسة علي سلام، فلا أرى أي مشكلة في ذلك، بل إن هذا مشروع كون قائمة "ناصرتي" حصدت التأييد الشعبي من خلال اللعبة الديمقراطية بفارق 10400 صوت مؤيّد لها".

وتساءلت طويل: "أليس من حق القائمة التي تتمتع بالتفاف شعبي في المدينة أن تخطو خطوة تعرفها وتعرف المدينة من جديد؟ لا سيما أنها قدمت طوال سنوات إدارتها للبلدية الكثير من المشاريع والإنجازات لأهل الناصرة لم تقدمها الإدارات السابقة على مدى عشرين عاما مضت".

رشدي شحبري

وفي نفس السياق، أعرب المربي رشدي شحبري عن رأيه لـ"عرب 48" بأن "طلاء أرصفة الناصرة باللون الليلكي هو إضافة جمال ورونق للمدينة، لما يحمله هذا اللون من تميّز، كما أنه يحمل معاني ورسائل ترتبط بتركيبة اللون، فهو يعبر بالمقام الأول عن التميز ورؤية الأمور بمنظور جديد لذلك فهو يعتبر لونا ملكيا".

وأردف أن "اللون الليلكي الرائع يليق بمدينتنا المميزة، عاصمة البلدات العربية، ويجعلها تحمل طابعا فريدا ومعاصرا، خاصة لما قامت به بلديتنا برئاسة علي سلام من إنجازات عصرية تشبه لونها العصري وأعمال مستمرة وجهد كبير من أجل إحداث قفزة نوعية تنقل المدينة إلى آفاق جديدة ومنظومة حياة عصرية تليق بسكانها".

وختم شحبري بالقول إنه "عليكم أن تنظروا للكأس المليء وبعين إيجابية وألا تحملوا المواضيع أكثر من حجمها الطبيعي".

مجد دانيال

وفي الجانب الآخر، هناك من يعارض هذه الخطوة، لعدة أسباب، وقال الصحافي مجد دانيال، لـ"عرب 48"، إن "عملية طلاء أحواض الورود في مدينة الناصرة بلون حزبي إن دل فإنه يدل على شعور بالنقص وعدم الثقة. هذه ظاهرة تتكرر في دول الحزب الواحد حيث يقدم الحزب الحاكم على نشر صور الرئيس وألوان الحزب في الشوارع".

وأضاف أنه "على رؤساء البلديات والمجالس المحلية في قرانا ومدننا العربية إثبات وجودهم من خلال الإنجازات على أرض الواقع وليس بطلاء الأرصفة وأطراف الطريق بألوان حزبية".

ومن جهته، قال الصحافي ساهر غزاوي، لـ"عرب 48" إن "الخطوات الإيجابية التي تقوم بها البلدية أو أي جسم نصراوي آخر لدعم أهالي المدينة بشكل عام تحظى بدعمنا كمواطنين، وطبعا كغيري من أبناء الناصرة أحب أن أرى دائما الوجه الجميل للمدينة، أما أن تلّون الشوارع والأماكن العامة بلون خاص لأنه شعار معتمد لقائمة أو حزب ما فهو غير مقبول".

ساهر غزاوي

وأضاف أنه "حتى لو كانت القائمة تقود البلدية فهذا غير مبرر لصبغ جميع معالم وأزقة وأرصفة المدينة بلونها. الناصرة لجميع سكانها وأطيافها وأحزابها ومكوناتها، وهذه الخطوة لها دلالات حزبية غير مشروعة".

أما عضو بلدية الناصرة عن كتلة الجبهة المعارضة، رنا زهر، فقالت لـ"عرب 48" إن "استخدام رموز حزبية كاللون الليلكي الذي دهنت به أرصفة المدينة ومبنى البلدية الحالي والجديد، وأقلام الحبر الليلكية التي وزعت على الطلاب في المدينة كهدية من رئيس البلدية في بداية السنة الدراسية الحالية، وأوراق المراسلات الرسمية مع إشارة "الصح" الذي كان يستخدمها مكتب رئيس البلدية في بداية الدورة، وكنت قد أرسلت استجوابا بالأمر منبهة من هذه الممارسات، هي كلها ممارسات غير سليمة وغير قانونية عند استعمالها بالحيز العام، إذ أنها تضفي صبغة فئوية ضيقة على خدمات من المفروض أنها عامة ولجميع الناس على مختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية".

رنا زهر

وأكدت أن "مدينة الناصرة، ببلديتها ومبانيها وأرصفتها، هي للجميع دون تفرقة، وإضافة رموز حزبية عليها تعد نوا من أنواع التمييز والتفضيل لصالح فئة معينة من المواطنين المعدودين على حزب الرئيس، وضد كل من هم غير معدودين على حزب الرئيس وهم كثر، عدا عن كون الهدايا الرمزية مع الإشارات الحزبية هي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية في وقت غير وقته ومكان غير مكانه".

وختمت زهر بالقول إنه "على مكتب رئيس البلدية أن يتعامل مع الأمور برسمية وحيادية حزبية ومع مواطني المدينة بتساو تام".

التعليقات