هدم بيت حمودة من قلنسوة: عندما يكون الألم ألمين

لا تبدو قضية هدم منزل عبد الحكيم حمودة من مدينة قلنسوة مجرّد صراع بينه وبين السلطات الإسرائيلية في أروقة المحاكم والمكاتب، إذ تتسع الأزمة عليه حين يرى معاناة أولاده من ذوي الاحتياجات الخاصة.

هدم بيت حمودة من قلنسوة: عندما يكون الألم ألمين

لا تبدو قضية هدم منزل عبد الحكيم حمودة من مدينة قلنسوة مجرّد صراع بينه وبين السلطات الإسرائيلية في أروقة المحاكم والمكاتب، إذ تتسع الأزمة عليه حين يرى معاناة أولاده من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تنهمر دموع عبد الحكيم حمودة وتختلج عليه مشاعر الحزن والغضب، حين يشاهد أمام عينيه معاناة أولاده وهم في صراع مع السلطات الإسرائيلية على حقهم الأساسي في الحياة.

ويعيش حمودة وعائلته في بيت لشقيقه، إذ ترفض السلطات حتى الآن منحه تراخيص بناء، في وقت يداهم المنزل خطر بالهدم الفوري.

وقال حمودة لـ"عرب 48" إنه "منذ فترة طويلة نعاني من أوامر الهدم المستمرة على منزلنا، واستُنزفنا أموالا طائلة وجهدا كبيرا كي نبقي المنزل قائما حتى هذه اللحظة ولا نعلم ما سيجري في المستقبل".

وتابع أن "هذا المنزل بنيته لأولادي، منهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة، كي يلعبوا في ساحاته دون أذى وحاجة إلى الخروج، ابني عمر يفرح كثيرا لمجيئه إلى المنزل ليلعب ويرى الحياة هنا وينسى ما أقحمه القدر من ألم".

وأشار حمودة إلى أن "الأموال التي اشتريت بها قطعة الأرض القائم عليها المنزل هي من مستحقات أموال الأولاد من التأمين الوطني، وهذا المنزل الذي بني من أجلهم، والآن يريدون أن يهدموه، أليس هذا الظلم والإرهاب بعينه وأنا لا أخجل من القول إن المنزل بني بأموال الأولاد ومن مستحقاتهم".

وتساءل حمودة "لماذا عندما بدأت بالبناء، كان يمر المراقبون من اللجنة اللوائية والمحلية للتخطيط والبناء، ويرونني في المراحل الأولى للبناء لم يتحركوا ولم يوقفوني على الفور، لكن عندما رأوا أني أنهيت بناء المنزل جاءوا وسلّموني أمر الهدم وكأنهم كانوا ينتظروني قصدا".

وعن ولده عمر، قال حمدة إن "لديه مشاكل في النمو الذهني، ولديه مرض يجعله يتلقى نوبات في كل لحظة متوقعة (بركوسيم) ويحزنني وضعه جدا، وفي ظل الصراع مع السلطة وأوامر الهدم يصير الألم ألمين، لكن ما أريده حتى وإن هدم منزلي، أن تتوقف النوبات لدى عمر ويستطيع المشي على قدميه كي نتمكن من التجول لننسى كل هذا الحزن".

وأكد أنه "لا يوجد تقصير من المسؤولين وما باليد حيلة، كل ما بوسعنا وبوسعهم بذل المزيد من الجهود، من البلدية والنواب في القائمة المشتركة والمحاميين، إلا أن السلطة تبدو مصرة على الهدم، ونحن نعلم أنه ليس لديهم ما يقدم سوى النضال في شتى الجوانب".

وتابع "أنا أسمع عن الإرهاب ومحاربة الإرهاب من قبل الدولة، ولا تعنيني السياسة ولا الحياة السياسية، أنا إنسان مسالم وكل البلدة تعلم من أنا، لكن ما أود أن قوله إن الدولة تريد أن تهدم منزلي، لماذا؟ ما الذي جنيته كي يهدموا بيتي. إن الإرهاب بعينه هو أن تهدم منزلا لإنسان".

وناشد "كل من بإمكانه المساعدة، بأي وسيلة كانت، أن يمد لنا يد العون، وأسأل الله أن يأتي بخير علينا وما كتبه الله لنا نرضى به".

 

التعليقات