عين ماهل: أصوات رافضة لـ"تكريم المُحرّض"

تزداد الأصوات الرافضة والغاضبة في بلدة عين ماهل والمجتمع العربي ضد قرار رئيس مجلس محلي عين ماهل، وليد أبو ليل، "تنظيم احتفال لتقديم شهادة تقدير لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، يوم الخميس الموافق 28.12.2017".

عين ماهل: أصوات رافضة لـ

منظر عام في عين ماهل (عرب 48)

تزداد الأصوات الرافضة والغاضبة في بلدة عين ماهل والمجتمع العربي ضد قرار رئيس مجلس محلي عين ماهل، وليد أبو ليل، "تنظيم احتفال لتقديم شهادة تقدير لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، يوم الخميس الموافق 28.12.2017".

وتأتي هذه الزيارة في توقيت مريب، حيث أنها تأتي في ظل موجة غضب عارمة وإجماع فلسطيني في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة على رفض إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وسياسة التمييز والعنصرية والعدائية التي تمارسها حكومة نتنياهو ضد المواطنين العرب في البلاد.

تكريم المُحرّض

نظمي علوان

وقال عضو اللجنة الشعبية سابقا في عين ماهل، نظمي علوان، لـ"عرب 48" إن "الزيارة مرفوضة جملة وتفصيلًا، ففي الوقت الذي تتصاعد نبرات الغضب في المجتمع العربي، في أعقاب قرار ترامب المجنون، يطل علينا المجلس المحلي بهذه الزيارة الأكثر جنونًا، لماذا التكريم؟ أيكرّم من يحرض كل يوم على المجتمع العربي بأسره؟".

وأضاف علوان أنه "لسنا ضد مصلحة البلدة وجميعنا يريد تطوير البلدة وإيجاد الحلول، ولكن هذا لا يبرر الزيارة والتكريم، فاتفاقية 922 مخصصة لجميع البلدات العربية وليست فقط لعين ماهل، ولم نر أي بلدة قامت بتكريم نتنياهو".

زيارة مرفوضة

رامي حبيب الله

وقال الشيخ رامي حبيب الله لـ"عرب 48" إن "رئيس المجلس هو موظف حكومي، ولا بد له من تلبية لقاء مع أي من وزراء الحكومة أو حتى رئيس الحكومة وهذا أمر طبيعي، ولكن اعتراضي واستنكاري الشديد على تكريم نتنياهو، وطريقة الزيارة، فلماذا تم دعوة وجهاء البلدة لهذه الزيارة؟ فهم ليسوا مضطرين لمقابلة أي من وفود الحكومة، ثم لماذا أجواء الاحتفال هذه؟".

وتابع حبيب الله أن "هذه الإجراءات وخطط التطوير التي يدعي المجلس إنجازها ويبرر زيارة نتنياهو بها، كان من الممكن أن تجرى من غير الزيارة، فنحن نستنكر أي زيارة لنتنياهو في أي توقيت كان، لا سيّما في هذا التوقيت الذي يشتعل فيه الشارع العربي غضبًا عقب قرار الرئيس الأميركي، ترامب".

تضليل واضح

غانم حبيب الله

وقال المربي غانم حبيب الله لـ"عرب 48" إن "التكريم مرفوض جملة وتفصيلًا في جميع الأوقات والأزمان".

وتساءل: "أيكرّم من سبّب هذه السياسات والإهمال لهذه البلدة والبلدات العربية؟".

وأضاف أنه "من جهة أخرى تريد إدارة المجلس أن تسوّق الزيارة بأنها زيارة عمل وتكريم بعد أن توصلوا لاتفاقية تطوير للبلدة، وهذا تضليل صريح، فالخطة الخماسية معلوم بأنها معدّة لجميع البلدات العربية ولم تقتصر فقط على عين ماهل، ويمكن تحصيلها والعمل بها دون أي زيارة لأي من الوزراء أو حتى نتنياهو".

وختم حبيب الله بالقول إنه "علينا السؤال، هل يحاول رئيس مجلس عين ماهل أن يتخلف عن قرارات وعمل رؤساء السلطات المحلية؟ لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ترفضان بلا شك هذه التصرفات والتكريمات".

حراك رافض للزيارة

علي حبيب الله

وأعرب الباحث الاجتماعي والناشط في التجمع الوطني الديمقراطي في عين ماهل، علي حبيب الله، عن استنكاره لزيارة نتنياهو إلى عين ماهل، وقال لـ"عرب 48": "نحن في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ندين ونستنكر الزيارة جملة وتفصيلًا، وهذا الموقف ينبع من مبدأ الزيارة وشخص نتنياهو، الذي عمل دائمًا على إقصاء البلدات العربية بل والتحريض على العرب في البلاد، وهذه سياسات متبعة له منذ عقود مضت، منذ توليه المنصب التنفيذي له، فالزيارة ليست زيارة عمل كما يروّج لها البعض بل هي كما أعلن ويعلن عنها، زيارة تكريم، فعلى مدى عقود توالى الوزراء المختلفون على البلدة بزيارات مختلفة، أما اليوم فالزيارة مرفوضة على جميع الأصعدة".

وأضاف حبيب الله أنه "نعمل خلال هذه الأيام على حشد أكبر عدد ممكن من الاهالي بحملة توعية واسعة يشترك بها حزب التجمع الوطني الديمقراطي وشخصيات عامة في البلدة من كافة الأحزاب والتيارات، وذلك بهدف وضع الأمور في نصابها الصحيح ولنطلق كلمتنا الرافضة".

تبرير مستهجن

إياد وسليم أبو ليل

والغريب والمستهجن في الأمر وجود بعض الأصوات المؤيدة لزيارة نتنياهو، حيث اعتبر إياد أبو ليل أن "هذه الزيارة فيها من الإيجابيات ما فيها، فقرية عين ماهل تعاني من ظلم مصادرة أراضيها طيلة سنوات مضت، وليس هناك وحدات سكنية للأزواج الشابة، والأدهى عدم توفر منطقة صناعية للقرية على غرار معظم البلدات العربية، ناهيك عن مشاكل الخارطة الهيكلية ومسطح القرية، وهذه الأراضي المصادرة هي حق شرعي لأهالي القرية، سعى المجلس لاسترجاعها، وتطوير القرية وتزويدها بكافة الخدمات، فلماذا نعارض الزيارة التي قد تأتي ثمارها لاحقًا؟".

وعلل سليم أبو ليل تأييده للزيارة بالقول إن "المطلب الأساسي لنا هو توسيع الخارطة الهيكلية، لأننا نعاني من الاختناق مما دعا عدد كبير للسكن خارج القرية، وهذه الخطة 922 ستحل هذه المشكلة فلماذا نعترض؟ أنعترض على الزيارة؟ هذا ليس مبرر للاعتراض بنظري".

وزعم أبو ليل أن "الزيارة زيارة عمل"، ورد على سؤالنا "دعينا لا نخلط الحابل بالنابل، هذه زيارة عمل وليست زيارة عادية كما قلت، حتى لو أحاطتها أجواء من الاحتفال والتكريم، ولكنها في نهاية الأمر زيارة عمل، أما عن القدس فنحن دائما متضامنين مع شعبنا".

التعليقات