سوق البطالة: خريجات عربيات ينتظرن توظيفهن في المدارس

لا تجد الخريجات العربيات من الكليات والجامعات في البلاد أماكن عمل مناسبة، ولا يجري استيعابهن في المدارس والمؤسسات التعليمية.

سوق البطالة: خريجات عربيات ينتظرن توظيفهن في المدارس

(صورة توضيحية)

لا تجد الخريجات العربيات من الكليات والجامعات في البلاد أماكن عمل مناسبة، ولا يجري استيعابهن في المدارس والمؤسسات التعليمية.

وينتظر ما يزيد عن 11 ألف معلمة من المجتمع العربي منذ أكثر من 13 عاما، التوظيف في سلك التربية والتعليم، على الرغم من إنهاء دراستهن وحصولهن على شهادات جامعية وشهادات تدريس.

وتحولت البطالة للكثيرات من المعلمات إلى معاناة ومأساة شخصية، بعد أن فقدن الأمل بوظيفة كن يحلمن بها منذ صغرهن.

صدمة

وقالت المعلمة مروة محروم من مدينة الناصرة لـ"عرب 48": "تخرجت منذ 5 سنوات من كلية سخنين لتأهيل المعلمين، تخصص لغة إنجليزية، وعندما تخرجت صدمت بواقع التوظيفات في وزارة التربية والتعليم، ونسبة البطالة بين الخريجات، فكان أمامي فقط أن أسجل لوظيفة في المدارس بمنطقة النقب، نظرًا لتوفر الوظائف هناك أكثر من منطقة الشمال، فتوظفت بالفعل لمدة عام وعدت إلى الناصرة لأسجل من جديد في المدارس".

مروة محروم

وأضافت أنه "للأسف، لم يتم استيعابي في أي من المدارس في المنطقة، لغاية الآن، وهذا تسبب لي بمأساة أعيشها كل يوم بسبب شعوري الدائم بالظلم، فليس من المعقول أن أدرس وأتعب 4 سنوات لأجلس في البيت، وليس أمامي سوى البحث عن وظائف أخرى في محلات الملابس وغيرها. بنظري هذا ليس بسبب مستوى تعليمي وهذا يعيدني أنا وكثيرات للمربع الأول، حيث كنت أظن سابقا بأن الأمر يجري عن طريق الواسطة، ولكنني اليوم موقنة بأن الواسطة هي عامل ثانوي وعدد المعلمات كبير وقد يفوق أماكن العمل بمراحل".

وحول تفكيرها بمواصلة انتظار التوظيف حسب قوائم الانتظار، قالت محروم إنه "دائما أفكر بترك الانتظار وتعلّم مهنة مفيدة تنفعني، بدل الانتظار الطويل ضمن آلاف المعلمات اللواتي قد تخرجن منذ سنوات قبلي".

قوائم الانتظار

وقالت الخريجة حليمة بدارنة من مدينة سخنين لـ"عرب 48": "تخرجت منذ 10 سنوات من دار المعلمين العرب في حيفا بتخصص تربية خاصة، ولغاية هذه اللحظة لم يتم استيعابي في أي من المدارس بحجة قوائم الانتظار، على الرغم من تحصيلي العالي في اللقب الأول، وعلى الرغم من مواظبتي سنويًا على التسجيل وطلب التوظيف. توجهت للكثير من المدارس التي عرضت علي العمل ساعات قليلة بوظائف محدودة وجربت فعلًا، ولكنني لم أكمل، فتوجهت للسلطات المحلية لأعمل في مشاريع لفترات محدودة، لغاية انتهاء مدتها".

حليمة بدارنة

وتابعت بدارنة أنه "في المقابل هناك الكثير من المعلمات اللواتي تخرجن بعد تخرجي أو في ذات الفترة وتحصيلهن أقل، وقد توظفن فعلًا، وهذا يزيد من شعوري بالظلم. أليست هذه مأساة؟، لماذا يتحتم علي الانتظار وهدر الوقت والحياة؟، لأن غيري قرر توظيف الأخريات عن طريق الواسطة؟ تعبت سنوات طويلة في الدراسة، وحاولت كثيرًا أن أبحث عن عمل لعقد من الزمن ولم أجد، في الوقت الذي يتحتم علي العمل لأنني متزوجة ويتوجب علي مساعدة زوجي".

وختمت بدارنة بالقول إن "وزارة التربية والتعليم تعتمد في المجتمع العربي قوائم الانتظار للحد من الواسطات، ولكن هذا لا يجدي نفعا وفعليًا هناك الكثير من الحالات، وبنظري على الوزارة تغيير النهج وإيجاد الحلول".

ظلم

وقالت أميرة أبو غانم من قرية كفر كنا لـ"عرب 48" إن "الخطأ كان استكمالي لشهادة التدريس وانتظار التوظيف في سلك التربية والتعليم، التي تنتظرها آلاف مؤلفة من الخريجات اللواتي لم يتوظفن بعد، فعندما تخرجت منذ سنوات كانت الفكرة التي تلوح في الأفق أمامي الانتقال إلى النقب وطلب التوظف في المدارس هناك، ولكن وضعي الاجتماعي كان يحول دون ذلك، نظرًا لأنني أم لطفلين، فكان صعب علي الانتقال، واخترت الانتظار هنا عوضًا عن ذلك، ولكنني أموت كل سنة مائة مرة بسبب محاولات الالتحاق بمدارس مختلفة ووظائف شتى، لكن دون جدوى".

وأضافت أن "محاولاتي للالتحاق بسلك التربية والتعليم والحصول على وظيفة تدريس، اليوم، أقل من الماضي. أردت العمل لأساهم في تحسين اقتصاد البيت وحاول الالتحاق ببرامج تدريسية مختلفة، ولكن هذا لم يوقف شعوري بالظلم، ومن جهتي أنصح الفتيات أن يتخصصن بمواضيع ومجالات بعيدة عن التدريس لأن هذا مضيعة للوقت ليس إلا، مع كل الأسف"

ساجدة صباح

وختمت أبو غانم بالقول إن "رغبتي بالعمل في التدريس تستند على إيماني بأنني أستطيع المساهمة في تربية الأجيال، ولكن للأسف هناك الكثير من المعلمات اللواتي يتوظفن دون حق، بسبب الوساطة للأقرباء، ولا يقدمن للطلاب أدنى عطاء أو فائدة".

بديل

وقالت ساجدة صباح من قرية طرعان لـ"عرب 48" إن "اليأس والإحباط من انتظار توظيفي دون أمل انعكس على نفسيتي سلبيا".

وأضافت أنه "على الرغم من إنهائي للدراسة حديثًا إلا أنني أرى ماذا حدث مع المعلمات اللواتي ينتظرن توظيفهن منذ أعوام عديدة، وهذا سبب لعزوفي عن الانتظار في القوائم الطويلة، فالوضع الاقتصادي يحتم علي العمل ويضطرني للقبول بأي وظيفة كانت في شتى المجالات بالقوى العاملة، وأفكر فعليًا بدراسة موضوع آخر لعلي أجد وظيفة تناسبني ومكانا أعمل فيه".

التعليقات