بيت جن: سعد يروي تفاصيل مأساة مصرع زوجته

لم تكن تتوقع عائلة شفيق سعد من قرية بيت جن بمنطقة الجليل الأعلى، أن تنتهي جلسة مع أصدقاء لها في منزلها بمأساة أودت بحياة ربة المنزل في أعقاب اندلاع حريق بإحدى غرف المنزل.

بيت جن: سعد يروي تفاصيل مأساة مصرع زوجته

المرحومة إيمان حلبي سعد وزوجها وابنهما (عرب 48)

لم تكن تتوقع عائلة شفيق سعد من قرية بيت جن بمنطقة الجليل الأعلى، أن تنتهي جلسة مع أصدقاء لها في منزلها بمأساة أودت بحياة ربة المنزل في أعقاب اندلاع حريق بإحدى غرف المنزل.

وقعت الحادثة المأساوية يوم 22.12.2017، أبت الوالدة إيمان حلبي سعد (34 عاما) إلا أن تدخل الغرفة التي التهمتها ألسنة النيران لاعتقادها أن أحد أبنائها كان بداخلها، وما أن دخلت إليها حتى حوصرت فيها ولم تتمكن من الخروج منها إلا وهي مصابة بحروق درجة ثالثة رقدت على أثرها 54 يوما في المستشفى قبل أن يقر الطاقم الطبي مصرعها بعد فشل كافة محاولات إنقاذ حياتها، الأسبوع الماضي.

تركت ضحية الحريق وراءها زوجا ثاكلا وثلاثة أبناء تعتصر قلوبهم ألما وحزنا على فقدانها.


استذكر زوج الفقيدة، شفيق سعد، في حديث لـ"عرب 48" حيثيات وقوع الحادثة المأساوية، وقال إنه "في يوم الحادثة استضفنا في منزلنا أصدقاء لنا من دالية الكرمل، وفي لحظة معينة شممنا رائحة دخان قوية جدا، ليتضح لنا أن حريقا اندلع في إحدى غرف المنزل وكان مصدره هاتف خليوي بينما كان موصولا بالشاحن".

وأضاف الزوج الثاكل أنه "فور ذلك قمت بإخراج أبنائي من المنزل دون أن أتواصل مع زوجتي التي من حنية روحها وخوفها على أولادنا دخلت إلى الغرفة التي التهمتها ألسنة النيران وحوصرت فيها، وفي غضون ثوان معدودة سمعت صراخ زوجتي داخل الغرفة حيث لم يكن أمامي سوى التوجه إليها وكسر باب الغرفة بعدما أغلق عليها إلى أن تمكنت من تخليصها بيد أنها كانت تعاني من حروق درجة ثالثة خصوصًا في اليدين. زوجتي صعدت إلى سيارة الإسعاف بعد أن كانت تمشي على قدميها، وفي تلك اللحظة استدعوا مروحية طبية بعدما انهيار جهاز المناعة لديها بسبب تأثر جلدها من الحروق".

وعن سبب وفاة زوجته، أوضح سعد أن "الحروق لم تكن السبب وراء وفاة زوجتي، إنما تراكم الفيروسات والالتهابات في مناطق عديدة من جسدها، ومن هذا المنطلق لا أرجح بأن يكون هناك إهمال طبي، لكنني أرى بأنه على المستشفيات أن توفر الوقاية بشكل أكبر خصوصًا في قسم العلاج المكثف في ظل ما نسمعه من تفشي الجراثيم وما إلى ذلك".

وأشار إلى أن "أكثر أمر كان من الممكن أن يساهم في إنقاذ حياة زوجتي هو وجود مطفأة في المنزل، ومن هنا أناشد الجميع بتوخي الحيطة والحذر من أي إهمال قد يحصل، مع التشديد على ضرورة وجود مطافئ في كل منزل في ظل ما نشهده من اندلاع حرائق بالآونة الأخيرة. آمل أن تكون زوجتي آخر ضحية نتيجة الحرائق وأن نكون عبرة لغيرنا".

وختم سعد بالقول إن "زوجتي أنجبت 3 أبناء وهم لطفي (8 سنوات) وغيد (5 سنوات) وجمال (عامان)، أشرفت على تربيتهم بأحسن ما يكون، عاشت معي الأيام بمرها قبل حلوها، علمًا أنني كنت قد فقدت من قبل اثنين من أشقائي في ريعان شبابهما بالإضافة إلى والدي، ولطالما كانت هي سندي وظهري في الحياة".

التعليقات