تحويل البطوف لمحمية طبيعية ضربة للمزارعين

تسودُ بلدات البطوف حالة من التذمر والقلق في أعقاب الإعلان عن تحويل سهل البطوف إلى محمية طبيعية، ما يعني منعهم من زراعة الأشجار وخاصة الزيتون ومنعهم من إقامة معرشات فيه،

تحويل البطوف لمحمية طبيعية ضربة للمزارعين

سهل البطوف، شباط 2018 (عرب 48)

تسودُ بلدات البطوف حالة من التذمر والقلق في أعقاب الإعلان عن تحويل سهل البطوف إلى محمية طبيعية، ما يعني منعهم من زراعة الأشجار وخاصة الزيتون ومنعهم من إقامة معرشات فيه، بعد أن شهد حراكا تجاريا نشطا من خلال إقامة سوق تقليدي للمنتوجات الزراعية إلى جانب مهرجانات كبيرة للتسويق في الأعوام الأخيرة.

وأجرى "عرب 48" جولة ميدانية في سهل البطوف، واستمع من المواطن علي واكد نصار، من مدينة عرابة، لشرح عن الأضرار الجسيمة التي ستلحق بالفلاحين وأصحاب الأراضي.

علي واكد نصار

وقال نصار لـ"عرب 48" إنه "لا يكفي أننا مرة عالقون بين غرق السهل ومرة تحت وطأة أضرار الجفاف ليأتي هذا المخطط ويوجه الضربة القاضية للمزارعين".

وشدد على أن "هناك مخططات لتغيير ملامح البطوف لأغراض وغاية غير المعلن عنها. والمشكلة الأكبر أن المخطط يتم الإعلان عنه مع غياب شبه تام للسلطات المحلية واللجان المختلفة، وكذلك عدم الاكتراث من أصحاب الأراضي لأنهم، لربما، غير مدركين لحجم المخاطر وليس هناك أي تحرك من قبلهم أو إقامة لجنة تمثلهم".

وأكد نصار أن "السلطات تريد فرض حقائق على أرض الواقع بحجة الحفاظ على جمالية سهل البطوف، لكن هذا يعني بكلمات أخرى سحب البساط من تحت أرجل المزارعين بهدف تيئيسهم، وهذا من شأنه أن يدفع الكثير منهم إلى ترك الزراعة، وهذا هو الأخطر".

وختم نصار بالقول إن "لجنة التخطيط والبناء، وبحسب تقرير نشر في صحيفة 'هآرتس' ستفرض شروطا وتقييدات مشددة على المزارعين منها منعهم من إقامة أي سقيفة أو مخزن زراعي ومنعهم من زراعة الأشجار بذريعة أنها تؤثر على جمالية سهل البطوف إلى جانب ادعاء غريب في الترويج بأنه من شأن هذا المخطط إنعاش سهل البطوف من خلال تجفيف مناطق الغرق وتخفيف وتقليل الأضرار التي تسببها مياه الأمطار".

محمد حيادري

وفي نفس السياق، نفى رئيس اللجنة التعاونية بالبطوف، محمد حيادري، من مدينة سخنين، أي علم له بإقرار هذا المخطط.

وقال حيادري لـ"عرب 48" إنه "بدورنا سنتابع الأمر وإذا أثبتت صحة هذا الإعلان عن البطوف كمحمية طبيعية سنعترض بكل السبل المتاحة".

وأكد أنه "خلال الاجتماع الذي تم مع الدوائر الحكومية المعنية في 18.12.2017 ومع طاقم من المهنيين طرحنا جملة مطالب تخص سهل البطوف واحتياجات المزارعين أمام لجنة التخطيط والبناء وبمشاركة وزارة الزراعة والبيئة وغيرها، ومنها موضوع الزراعة الحديثة واستحقاقاتها وشق طرق زراعية ومد خطوط للري الزراعي وإرشاد زراعي منظم وغيرها، أما قضية المحمية الطبيعية فلم تطرح في هذا الاجتماع".

وختم رئيس اللجنة التعاونية بالبطوف بالقول: "إننا سنتابع ما جاء في تقرير صحيفة 'هآرتس' لمعرفة مصدر التقرير ومن أطلق هذا التصريح لمتابعة الأمر".

علي عاصلة

وتكررت دعوات لتشكيل لجنة مهنية من مهندسين وغيرهم في الآونة الأخيرة، لطرح صيغة مفيدة لمواجهة هذه المخططات.

وقال رئيس بلدية عرابة، علي عاصلة، لـ"عرب 48": "نحن نعارض إجراء أي تغيير على وضعية سهل البطوف، وسنعمل على ما يفيد يرضي أصحاب الأراضي والمزارعين وإشراكهم في مناقشة أي تغييرات مطروحة".

وأكد أنه "سنعمل لمنع أي تغييرات لا تخدم المزارعين وأصحاب الأراضي، لكن في الجهة المقابلة هناك حاجة لإيجاد حلول لمنع غرق البطوف كل شتاء، وهناك جلسات ستعقد لمناقشة هذه الخطة، وعلى اللجنة عدم الانفراد بقراراتها".

التعليقات