العنف في الناصرة: "جريمة إطلاق نار كل أربعة أيام"

تظهر تقارير صدرت مؤخرًا عن الشرطة أن جريمة إطلاق نار واحدة على الأقل تحدث مرة كل أربعة أيام في مدينة الناصرة، وأنه في العامين الماضيين تصدرت الناصرة قائمة المدن الأكثر تعرضًا للعنف داخل شوارعها، من خلال إطلاق النار وعدد الإصابات

العنف في الناصرة:

من تظاهرة مناهضة للعنف في الناصرة، أرشيفية (عرب 48)

قالت تقارير صدرت مؤخرًا عن الشرطة الإسرائيلية إن جريمة إطلاق نار واحدة على الأقل تحدث مرة كل أربعة أيام في مدينة الناصرة، وإنه في العامين الماضيين تصدرت الناصرة قائمة المدن الأكثر تعرضًا للعنف داخل شوارعها، من خلال إطلاق النار وعدد الإصابات والقتلى عمومًا، في إشارة لارتفاع ملفت في وتيرة العنف المستشري في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني.

وتعالت في مدينة الناصرة في الأيام الماضية، أصوات منددة بظاهرة العنف، فخرج العشرات للتظاهر ضدها، وفي هذا الصدد، استطلع "عرب 48" رأي عددٍ من الشخصيّات النصراوية.

وائل عمري

وقال رئيس الاتحاد المحلي لأولياء أمور الطلاب في الناصرة، وائل عمري، لموقع "عرب 48" إنه ينبغي "علينا أن نضع نصب أعيننا ارتفاع هذه الظاهرة المقلقة في المدارس أولًا، ومن ثم في الشارع العام في المدينة، في المدارس الإعدادية والثانوية. على سبيل المثال هناك مظاهر يوميّة تواجهها الإدارات، وهذا بسبب عدم توفير برامج علاجية لاحتواء الطلاب بل إن الإهمال وصل بإدارة بعض المدارس بعدم الاستعانة بالعاملين الاجتماعيين والطواقم الخارجية، وهذا سبب كافٍ لزيادة وتيرة العنف".

وأضاف عمري "أما في الشارع العام في المدينة، نعاني من استشراء ظاهرة ما بات يُعرف بـ‘الخاوة‘ التي تجبى من بعض المحال التجارية والحارات الفقيرة، وتزداد الوتيرة عامًا بعد عام، لانعدام وجود لجان شعبية واجتماعية في المدينة أولًا، وثانيًا هناك مسؤولية مباشرة تقع على عاتق الشرطة، وبرأيي أن الشرطة تغض الطرف عن هذه الظواهر وعن المشتبهين بها، وهذا سبب مباشر لازدياد منسوب العنف في الشوارع".

عبد الكريم عزّام

ومن جهته، شرح نائب رئيس الحركة الإسلامية في الناصرة، عبد الكريم عزّام، في حديثه لـ"عرب 48"، عن طُرق علاج الظاهرة، بالقول إن "العنف ظاهرة عامة ليست خاصة بالناصرة وعلاجها يكون علاجًا شاملًا من خلال تضافر جهود السلطة الحاكمة، المتمثلة بالشرطة، وجهاز التعليم، والجهاز القضائي، والسلطة الرابعة؛ الإعلام".

وأضاف عزّام أنه "لا يمكن علاج الظاهرة إلا علاجًا جماعيًا شاملًا لجميع هذه الجهات، بحيث تتحدث كل الأطراف بلغة واحدة واضحة خالية من الخطاب العنيف واللغة الإقصائية، فالكلمة الطيبة أساس التغيير على صعيد الأفراد، والرقابة والتربية والعقاب على صعيد السلطة، وبث المبادرات الإيجابية وإعطاء قدوة حسنة وأمل للأجيال الجديدة بدلًا من خطاب الإحباط واليأس، وهذا كفيل بتعديل الموازين لصالح الخير وصناعته".

بهاء سليمان

وفي المقابل، كان لمدير نادي سوق الناصرة، بهاء سليمان، رأي مغاير، وصرّح لـ"عرب 48" أن "إحصائيات الشرطة فيما يتعلق بظاهرة العنف في المدينة يتم تهويلها، فأنا ابن السوق وأرى أن وتيرة أحداث العنف قد انخفضت في السنوات الأربع الأخيرة في السوق أولًا، وفي المدينة ككل، ولا أنكر هنا أن هناك مظاهر عنف في المطاعم والمحال التجارية، ولكنها فرديّة، ولا توصف بالظاهرة، وأستغرب من بعض الفئات التي تردد كلمة ظاهرة، وتحاول أن تضخم الصورة".

وأضاف سليمان أن "هناك حالات فرديّة ومشاكل شخصيّة بين أفراد تحيل أحيانًا إلى إطلاق النيران، فبعض التجار يلجؤون لنقود السوق السوداء ما يسبب لهم المشاكل مع السوق السوداء، والمشاكل لا تتعلق بمفهوم ‘الخاوة‘ الذي يتم الترويج له".

 

التعليقات