قلنسوة: بعد عام من مصرع تكروري وعابد لم يُكشف سبب الانفجار

بعد عام من الحزن والألم، تجلس عطاف تكروري أمام غرفة نجلها المرحوم أمير، تحتفظ بأغراضه التي لا زالت مكانها، عطره، كتبه وملابسه على ذات الهيئة لم تتحرك ساكنًا، وكأن الغرفة لم يفارقها أمير منذ رحيله.

قلنسوة: بعد عام من مصرع تكروري وعابد لم يُكشف سبب الانفجار

والد المرحوم أمير تكروري، آذار 2018 (عرب 48)

بعد عام من الحزن والألم، تجلس عطاف تكروري أمام غرفة نجلها المرحوم أمير، تحتفظ بأغراضه التي لا زالت مكانها، عطره، كتبه وملابسه على ذات الهيئة لم تتحرك ساكنًا، وكأن الغرفة لم يفارقها أمير منذ رحيله.

تزور الوالدة الثاكل غرفة ابنها، يوميا، ترتب سريره، تتفقد أغراضه وثيابه، ترتبها ثم تضمها إلى صدرها، توقا وشوقا لأمير.

الثلاثاء الأسود

انتشلت طواقم الإنقاذ جثتي الشابين أمير تكروري (24 عاما) وأنس عابد (23 عاما) من مدينة قلنسوة بعد أن لقيا مصرعيهما في حريق اندلع بمخزن للمفرقعات والألعاب النارية إثر انفجار وقع، يوم الثلاثاء الموافق 14.03.2017، في البلدة اليهودية 'فورات' وسط البلاد.

ولا تزال القضية في أروقة المحاكم، ولم تحدد التحقيقات سبب الانفجار، لغاية الآن، فيما تلعق عائلتا الضحيتين مرارة الألم والفراق.

تستذكر عائلة تكروري اللحظات الأخيرة التي عاشها ابنها أمير قبل أن يودعها تاركا خلفه الذكريات، بحلوها ومرها.

وقال والد الشاب أمير عبد المالك تكروري لـ"عرب 48" إن "العائلة تعيش في حالة متوترة وعصيبة منذ يوم الحادثة، لم ننس ابننا أمير للحظة، أذهب كل يوم في الصباح إلى المقبرة قبل القيام بأي شيء، وبعد العمل يجب زيارة ضريحه أيضا".

والدة المرحوم أمير تكروري، آذار 2018 (عرب 48)

وعن نجله أمير، قال الوالد إنه "كان شابا طيب القلب، سمحا لا يغضب أحد، ولم يتخاصم مع أحد طيلة حياته، كان يحب العمل وترك خلفه الكثير من الأصدقاء. لدينا أربعة أولاد، لكنه كان الأكثر تقربا لأمه".

وختم تكروري بالقول موضحا إنه "لغاية اليوم القضية تدار في أروقة المحاكم، دون معرفة سبب وقوع الانفجار".

وقال أكرم تكروري، شقيق المرحوم أمير، لـ"عرب 48" إن "أخي كان عامود البيت، نفتقده ولا تفارقنا صورته وذكرياته. منذ أن وقعت الحادثة أصبحنا نعيش في كابوس، وفي كل يوم يمر البيت نشعر بفقدانه أكثر".

وأضاف أن "العائلة بدأت تدرك أن أمير غير موجود معنا ولن يعود. أدخل غرفته أحيانا وأتحدث عله يجيب، لكن دون جدوى. عندما كنت أسمع عن وفاة شخص كنت أقول اللهم أعنهم، لكن عندما توفي شقيقي تذوقت الألم واستوعبت أنه لا أحد يشعر بالألم غيرك".

وختم شقيق المرحوم بالقول إنه "كان يساعدني في عملي ويهتم بنا بشكل دائك، كان حنونا رحمه الله".

الأبن الصديق

وقالت الوالدة الثاكل، عطاف تكروري، لـ"عرب 48" إن "فقدان ابني أمير آلمني وأحزنني كثيرا لأنه كان صديقي وليس فقط ابني، كان دائما معي، نخرج سوية، نأكل، نطبخ ونجهز كل الأمور، وإذا ما أردت شيئا كان عنواني أمير. صحيح أنني أحب كل أولادي بالطبع، لكن أمير كان صديقي وأحببته أكثر".

وروت الوالدة عن ابنها أنه "قبل وفاته بيومين قال لي عن شيء يضايقه، قلت له استغفر وصلِّ صلاة الاستخارة قبل أن تفعل شيئا. كان هذا الحديث الأخير بيننا. في اليوم ذاته، استيقظ باكرا، قال لي صباح الخير، جلس وهو مبتسم. سألته ما هذه الهدية التي وضعتها بجانبي؟ حيث كانت خارطة، لكنني لم أفهم منها أي شيء، فقال لي إن خارطة لبناء بيت لي ولك، فقلت له لكن هذا مجرد تخطيط فكيف ستقيم بيتا؟ فأجاب أنه عندما أعود من العمل سأخبرك، قبلني وابتسم".

لا تتوقف الأم عن الحديث عن ابنها أمير، "كان طيبا ومطيعا وذكيا، أتقن كل شيء قام به، أحببته دون حدود وفخرت به، لكنني اليوم أفتقده بألم وحزن شديدين".

وختمت الوالدة الثاكل بالقول إن "فقدان الابن مؤلم جدا، قلب الأم يتمزق على فراقه وشعورها بالحزن والأسى لا يوصف. أدخل غرفته وأنظفها وأرتبها وكأنه موجود معنا. أتمنى لو كان بيننا أو لو كان بمقدوره العودة، أتمنى فقط أن يعود".

التعليقات