قلنسوة قبيل الانتخابات: أحياء متهالكة و600 أمر هدم

تعاني مدينة قلنسوة في المثلث الجنوبي، من أزمات كثيرة، ولعل أزمة الأرض والمسكن هي أشدها وأضناها، إذ تُهدد الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها نحو 600 منزلا بالهدم، وسط عجز السلطة المحلية عن إيجاد حلول وتقديم البدائل.

قلنسوة قبيل الانتخابات: أحياء متهالكة و600 أمر هدم

(عرب 48)

تعاني مدينة قلنسوة في المثلث الجنوبي، من أزمات كثيرة، ولعل أزمة الأرض والمسكن هي أشدها وأضناها، إذ تُهدد الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها نحو 600 منزلا بالهدم، وسط عجز السلطة المحلية عن إيجاد حلول وتقديم البدائل.

ومع اقتراب كوعد انتخابات السلطة المحلية، لا يزال يعاني سكان الكثير من أحياء المدينة، من شوارع غير معبدة وبنية تحتية متآكلة، خاصة في حي البلدة القديمة.

عند الدخول إلى أزقة البلدة القديمة في مدينة قلنسوة، تسيطر صور القمامة والأوساخ التي تملأ المكان والجدران المتهالكة على المشهد. بيوت مهجّرة وآيلة للسقوط ومكاره بيئية تهدد سلامة وصحة المواطنين.

600 بيت مهدد بالهدم

في السياق، قال محمد عودة من مدينة قلنسوة لـ"عرب 48"، وهو صاحب منزل مهدد بالهدم، إنه "بات في يأس من أمره، وسط عجز جميع السلطات والمؤسسات والجهات المسؤولة والمعنية، ولا سيما السلطة المحلية، عن إيجاد حل له في أزمته".

وتابع: "لم أدع أي باب إلا وطرقته من أجل إنقاذ بيتي من الهدم المحتم، إلا أن السلطات الإسرائيلية تصر على الهدم، أسقط بيدنا، لقد فقدنا الأمل، بعد أن سلكنا جميع الطرق واتبعنا كل الأساليب".

وأضاف أنه "لا المهندسون ولا المخططون، ولا لجنة التنظيم ولا بلدية قلنسوة استطاعوا أن يقدموا لنا الحل، فقدنا الأمل في كل هذه المؤسسات، أنا لم أقم ببناء بيتي على أرض عامة أو أرض مصادرة تابعة للدولة، هذه أرضنا التي ورثناها وهي ملكنا الخاص".

وقال الشاب ضياء تايه، من سكان الحارة القديمة في قلنسوة: "نحن نعاني من التهميش بشكل عام من قبل البلدية ومن قبل وزارة الصحة ووزارة البيئة، انظر إلى هذه القطعة من الأرض، لها أكثر من مئة وريث، وورثتها غير مهتمين بحل مشكلتها، ناشدنا البلدية لتحل هذه المشكلة إلا أن شيئا لم يتقدم، الحل يكمن بتنظيفها وهذا أمر ليس بالصعب".

وأضاف أنه "للأسف تحول أجزاء من الحي إلى مكب قمامة كبير، يرتادها مدمني المخدرات، هنا تعثر الأفاعي والفئران على بيئتها الحيوية، ذلك بالإضافة إلى الرائحة الكريهة، الوضع سيئ جدا من الجانب الصحي، قبل فترة قصيرة دعينا رئيس البلدية ومديرا أعماله، اجتماعا وتحدثنا عن الوضع ووعدونا أن يقدموا المساعدة، وأن يحاولوا بذل ما بوسعهم، لكن حتى الآن، لم نتلق أي جواب".

وأشار تايه إلى أنه "نعاني أيضا من مكاره صحية كثيرة في الحي، يوجد كثير من الأفاعي والفئران والروائح الكريهة بسبب إضرام النار بين الفينة الأخرى بنفايات الحي، حياتنا صعبة في هذه البلدة، خصوصا من يعيشون في الحي القديم، إذ أنهم يتعاملون معنا كأننا مواطنين من الدرجة العاشرة، لأن غالبية الناس هنا بسطاء، فلا يوجد أحد مهتم بهم كباقي الأحياء في المدينة. في كل الأحياء في قلنسوة ينظفون القمامة مرتين في الأسبوع إلا في حينا مرة في الأسبوع، الحارة مهمشة جدا".

وتابع أن "الأشخاص المتواجدين في الحي هم أناس بسطاء ومعظمهم غير متعلم، والحالة الاجتماعية الاقتصادية لديهم متدنية جدًا، لا يبادرون للشكوى إلى البلدية والمؤسسات، غالبيتهم كبار في السن، أوضاعهم الصحية متردية".

وتساءل تايه: "لماذا يدخل المسؤولون إلى هذا الحي فقط في فترة الانتخابات ومن ثم يتلاشون؟ نحن لم نر أي مرشح أتى إلى هذا الحي وأصر على أن يرممه وأن يرفع من مستواه المعيشي، أم أنهم فقط من أجل كسب الأصوات".

وختم تايه حديثه بالقول: "نحن لا نطالب بأن يكون لنا مطار في الحي ولا مجمع ولا منتجع، وإن كانت هذه مطالب ليست مستحيلة، نحن ندفع الضرائب كغيرنا ومن حقنا أن نعيش بكرامة فيه، نطالب فقط أن تكون لنا حياة كباقي البشر نظيفة من الأوبئة والمكاره البيئية الصحية، وأن تتجه عيون المسؤولين علينا ولو لمرة واحدة كي نشعر أن لنا وجود في هذه المدينة".

هذا وقد توجهنا إلى رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة، للإجابة على استفساراتنا حول أوضاع الحي، إلا أننا لم نتلقَ أي رد حتى كتابة هذه السطور.

 

التعليقات