وزير الإسكان الإسرائيلي: "البناء العربي في النقب إرهاب"

عرض وزير الإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال لجنة الداخلية أمسٍ، الإثنين، في الكنيست، خطة "سهم للجنوب" والتي تصبو إلى ترسيخ حالة حصار سكّاني "للتوسع العربي في النقب"، على القرى حساب القرى مسلوبة الاعتراف.

وزير الإسكان الإسرائيلي:

عتّير - أم الحيران المهدّدة بالهدم ("عدالة")

عرض وزير الإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال لجنة الداخلية أمسٍ، الإثنين، في الكنيست، خطة "سهم للجنوب" والتي تصبو إلى ترسيخ حالة حصار سكّاني "للتوسع العربي في النقب"، على القرى حساب القرى مسلوبة الاعتراف.

ووصف غالانت البناءَ العربي في النقب بأنّه "إرهاب"، وادّعى أنّه جزءٌ من "توسّع فلسطيني إسلامي مقرّه جنوب جبل الخليل".

وحسب خطّة غالانت، التي تمّت المصادقة عليها قبل عامين ونصف العام، ستّتم إقامة أربع بلدات قروية يهودية على طول الشارع بين بئر السبع وديمونا، وإقامة 5 بلدات جديدة هي "نافيه غوريون، دايا، شيلاح، دنيئيل وإيشل هانسي"، وإقامة مدينة "عير أوفوت" في منطقة العربة، ومستوطنة "حنون" في غلاف غزة، بالإضافة إلى إقامة 5 قرى زراعية لليهود في منطقة عراد، وإقامة مدينة كسيف في منطقة كسيفة لليهود المتدينين.

وتُضاف إلى هذه القائمة إقامة مستوطنة حيران على أنقاض قرية أم الحيران المخطط إخلاؤها، إلى جانب توسعة قرى يهوديّة قائمة.

واشتكى غالانت، في بيان عمّمه على وسائل الإعلام، من أنّه على الخط بين بئر السبع وإيلات – بمساحة 12 ألف كلم يوجد 100 ألف يهودي فقط، متخوفًا من أن "الحلم الصهيوني" في طريقه للزوال.

وصرّح الوزير أنّ "الجنوب تحت هجمة شرسة ليس من غزة فقط، بل من البدو الذين يسيطرون بصورة غير قانونية على الأرض وبالتالي على الحلم الصهيوني في النقب. هناك 2700 بؤرة في كل أنحاء النقب، عدا 18 قرية معترف بها. حجم البناء غير القانوني خرج عن السيطرة، البدو يسيطرون على 2-3% من مساحة الدولة، على البدو الانتقال إلى القرى والبلدات الـ18".

وولّدت تصريحات غالانت حالة من الغضب في الشارع العربي، وانتقد ناشطون تفوّهاته، ووصفوا خطّته بأنه "حرب واضحة على النقب وأهله".

وقال مدير المجلس الإقليمي السّابق للقرى غير المعترف بها، فادي مسامرة، لـ"عرب 48" إن الوزير اليميني المتطرف غالانت
"ينعتنا بالإرهابيين والخارجين عن السيطرة، وينسى أنه هو وأقرانه من يقومون بقتل المواطنين العزل و الصحافيّين والمسعفين في غزة في هذه اللحظة، كما نسي غالانت أن حكومته الممثلة بسلطة توطين البدو في النقب هي من خرجت عن السيطرة بهدمها لأكثر من 2000 بيت في السنة ونصف الماضية".

ويتساءل مسامرة " كيف وصل الأمر بالاستعمار إلى هذا الحد من الوقاحة، يقتل المدنيّين العزل ويتهم مسعفيهم بالإرهاب ويهدم البيوت ويتهم ساكنيها بالإرهاب، يبدو أن الكل إرهابيّ ما عدا المحتل".

وأضاف أن "الحربَ على النقب حقيقة وهي مستمرة منذ سنوات يعاني منها الإنسان العربي البسيط في النقب، منذ بداية تعرفه على منظومة الحكم العسكري التي تجلده يوميًا، لكن اليوم وجدت الفاشية الإسرائيلية وجهًا إضافيًا لتظهر به أمام مواطنيها العرب".

وختم مسامرة حديثه باعتقاده "أنّ تصريحات غالانت هي البداية فقط لمرحلة جديدة من الحرب على النقب، وعلينا في النقب فتح الأعين جيدًا للملاحقة الاجتماعية لعملاء السلطة الذين سوف يظهرون في الفترة القادمة لشدّ الخناق على أهله".

أمّا المربيّ محمد الدهابشة، وهو معلّم لموضوع المدنيات من قرية الفرعة مسلوبة الاعتراف، فقال لـ"عرب 48" إنّ تصريحات الوزير اليميني المتطرف يؤاف غالانت هي انتقاص مباشر من مواطنة العرب في النقب وتحريض واضح على الأقلية العربية".

وأضاف: نحن في النقب معتادون على التحريض ضدنا، يرى فينا الإعلام الإسرائيلي والسلطة التشريعية وحتى القضائية عبر الكثير من أحكامها وحسب مصطلحاتهم، خطرًا أمنيًا وديموغرافيًا ومستوطنين عربًا لأرض ليست لنا، وهذا طبعًا أمر بعيد عن الواقع تمامًا".

وأضاف أنّه "في كل الدول الديمقراطية في العالم تحظى الأقليات، وبالأخصّ الأصلانيّة منها، بحقوق خاصة تساعدها على الحفاظ على مميزاتها الثقافية، ولكن، في دولة إسرائيل الديمقراطية، تعتبر الأقلية العربية العنزة السوداء والدعاية الانتخابية لكل مرشح ولكل من يحاول تسويق أجندة سياسية يحاول فعل ذلك على ظهر العرب حيث يعتبر التحريض على العرب الطريق الأقصر للحصول على دعم الرأي العام الإسرائيلي، اليميني بطبيعته".

وأنهى الدهابشة حديثه قائلًا "في أساسيات العلوم السياسية تعتبر محاولة منع الأقليّة من التكاثر والتحريض عليها بسبب الخوف من تحولها إلى أكثرية انتقاصًا ومسًا مباشرًا بالديمقراطية، وهو ما تحاول إسرائيل فعله في النقب بشكل مستمر، تحديد النسل وتقليص التكاثر العربي الذي تراه خطرًا ديموغرافيًا".
أمّا المحامي والناشط الحقوقي في النقب، شحدة ابن بري، عقّب لـ"عرب 48" بالقول "يريد العنصري يوآف جالانت الانضمام إلى جوقة المحرضين للحصول على مكاسب سياسية من الشارع الإسرائيلي اليميني، وذلك عن طريق إعلان الحرب على عرب النقب الصامدين في قلب المعاناة، هذه هي البداية فقط".

وأضاف ابن برّي "يحاول غالانت وأمثاله تحويل عرب النقب إلى كيس لكم، المجتمع العربي في النقب يمثل إحدى أكثر المجموعات المعرضة للملاحقة السياسية والحياتية بشكل يومي والتي تعيش في أسوأ الظروف الحياتية داخل دولة إسرائيل، نحن في النقب نعاني الأمرّين من التحريض الحكومي والإعلامي علينا غير القانوني حسب المعايير الحياتية الأساسيّة، والذي يصل حدَّ قولبة الرأي العام الإسرائيليّ ضد عرب النقب وتحويلهم إلى هدف لكل فاشي إسرائيلي".
ومضى بالقول إنّهُ "بدلًا من الحديث عن الإصلاحات والمساواة والبناء وتحسين ظروف الحياة يدفع العنصريون أمثال غالانت المجتمعَ العربي إلى مواجهةٍ مباشرةٍ، وفعلًا، أعلن الحرب على المجتمع العربي في النقب حسب تصريحاته".

وأنهى قائلاً "حين يصرّ الوزير غالانت على استخدام مصطلحات عن مجموعة سكانية تحمل نفس المواطنة التي يحملها هو، مثل إرهابيين ومجرمين ويجب إنهاء الوجود العربي والسيطرة على العرب، ويصف العرب في النقب بأنهم أخطر من حماس، هذا يدل على الخوف الفعلي والجهل ويظهر الوجه الحقيقي للديمقراطيّة".

التعليقات