سخنين: لماذا ينتقل أصحاب المحال والورش من المنطقة الصناعية؟

تسود أوساط أصحاب المحلات التجارية والورش والمستثمرين في المنطقة الصناعية بمدينة سحنين أجواء من التذمر والقلق على مستقبل هذه المنطقة، بسبب ضعف الخدمات وحالة الفوضى والمماطلة في توزيع القسائم لمستثمرين جدد وهجرة رؤوس الأموال إلى منطقة "ترديون" الصناعية،

سخنين: لماذا ينتقل أصحاب المحال والورش من المنطقة الصناعية؟

سخنين/ تموز 2018 (تصوير "عرب 48")

تسود أوساط أصحاب المحلات التجارية والورش والمستثمرين في المنطقة الصناعية بمدينة سحنين أجواء من التذمر والقلق على مستقبل هذه المنطقة، بسبب ضعف الخدمات وحالة الفوضى والمماطلة في توزيع القسائم لمستثمرين جدد وهجرة رؤوس الأموال إلى منطقة "ترديون" الصناعية، الأمر يستهدف الحراك الاقتصادي في سخنين.

وأعرب بعض أصحاب المصالح والمستثمرين عن قلقهم المتزايد إزاء الوضع الراهن.

وقال صاحب منجرة بالبلدة القديمة في سخنين، محمد خليل حمزة، لـ"عرب 48" إنه "لا شك أن وجود منطقة صناعية هو أمر جيد، ومن المفترض أن تكون هناك تسهيلات لنقل مصالحنا من داخل البلد لخارجها، إلا أنني عالق هناك منذ 4 سنوات بعد أن قدمت طلبا للحصول على قسيمة أرض والانتقال للمنطقة الصناعية".

وأضاف أن "منجرتي تقع وسط حي سكني مأهول بكثافة وهناك تذمر من الجيران بسبب الازعاج والازدحامات ما يقيد من حركتنا وأوقات عملنا، لذلك توجهت لوزارة الاقتصاد للحصول على قسيمة للبناء، وجاؤوا واطلعوا على الوضع وظروف المنطقة بعد أن قدمنا خرائط لمحل صناعي وكل الإجراءات المطلوبة، لكن منذ 3 سنوات ونحن ننتظر لغاية اليوم دون أي جواب. توجهنا بعدها للبلدية إلا أن الإجابة كانت أن المماطلة من قبل الوزارة علما أن الشروط التي تطلبها الوزارة متوفرة لدي، وهي أنه عليك ألا تكون مالك قسيمة بناء من قبل في المنطقة الصناعية، وأن تكون المصلحة قائمة لديك منذ 3 سنوات على الأقل. والأغرب من ذلك أن الأراضي المخصصة لهذا الغرض لم تقسم ولم تطرح للبيع منذ 7 أعوام".

وختم حمزة القول إنه "قام بعض الذين يعانون من هذه المشكلة، مؤخرا، بتوكيل محامي والتوجه للقضاء".

هجرة رؤوس الأموال

محمد أبو يونس يعتبر مستثمرا معروفا ويملك مصلحة كبيرة في سخنين قرر ترك المنطقة الصناعية في سخنين والانتقال للمنطقة الصناعية "ترديون مسغاف"، قال في حديثه لـ"عرب 48" إن "إحدى المشاكل في المنطقة الصناعية سخنين هي أن الأرض المخصصة فيها وزعت أساسا كقسائم ضيقة المساحة لإقامة مصالح صغيرة الأمر الذي يحد من إمكانية التوسع وتطوير المصالح فيما إذا أراد المستثمر ذلك، وعلى سبيل المثال، أقمت مصلحتي في سخنين على مساحة 4 دونمات بينما تمكنت اليوم من الحصول على 18 دونما بالمنطقة الصناعية 'ترديون' والأمر غير المتاح في سخنين".

وحول فيما إذا كان هذا الانتقال لرؤوس الأموال سيضر في المنطقة الصناعية بسخنين، قال إنه "لا شك أن أي مصلحة كبيرة تخرج من سخنين تضعف المنطقة الصناعية، لكن للأسف الحقيقة أنقل مصلحتي من سخنين لأن الأمر متاح للتطور هناك أكثر والظروف مريحة ومنظمة. نحن كأصحاب مصالح في منطقة سخنين لم نتمكن لغاية الآن من تنظيم أنفسنا، ويجب أن نكون منظمين وأن نلتزم بالتعليمات وضوابط النظام من حيث تخزين المحتويات والحفاظ على الأرصفة ونظافة المكان وغيرها، وهذا للأسف لم يحدث في سخنين".

وختم أبو يونس بالقول إنه "رغم تقصير الوزارات أو البلدية، كان علينا أن نتحمل المسؤولية في الإدارة والتنظيم وفرض النظام والمطالبة بالحقوق بشكل جماعي ومنظم".

قسائم أرض للتسويق!

وقال صاحب محل تجاري ومركّز اللجنة الشعبية في سخنين، وليد غنايم، لـ"عرب 48" إن "المنطقة الصناعية قامت على 270 دونما بالأساس وهناك 50 قسيمة أرض جديدة معرفة كأرض صناعية خطط لها منذ 10 أعوام وصودقت قبل 7 أعوام إلا أنها لغاية الآن لم تسوّق، علما أنها لا تف احتياجات أصحاب المصالح المستحقين والمتقدمين للحصول على قسائم أرض، وهم قرابة 100 مستثمر".

وأضاف أن "البلدية مطالبة بممارسة الضغوط على السلطات لتسويق هذه القسائم دون مماطلة، والمطالبة بتوسيع المنطقة الصناعية. غالبية المصالح في البلدات العربية صغيرة وتفتقر لإمكانيات إقامة المصالح الكبيرة وتوفير الأرض لهذا الغرض واستقطاب مستثمرين كبار لخلق حراك اقتصادي وتجاري قابل للتطور، وهذا من شأنه توفير فرص عمل وإتاحة المجال أكثر لانخراط المرأة في سوق العمل".

وحول سبب انتقال بعض المستثمرين إلى "ترديون" قال غنايم، إن "بعض المستثمرين اشتروا قسائم أرض وأقاموا مصالح في ترديون بسبب عدم توفر القسائم في سخنين، والاعتقاد بأن المصروفات هناك أقل منها في المنطقة الصناعية بسخنين إلى جانب الامتيازات والتخفيضات في أثمان ضريبة المسقوفات 'الأرنونا' بنحو 20% وتقديم الخدمات وصيانة المكان بشكل منظم".

وختم غنايم بالقول إن "نحو 15 مستثمرا نقلوا محلاتهم إلى ترديون بسبب عدم توفر القسائم المناسبة في سخنين. يجب العمل على تحسين الخدمات والنظام وتوفير أجواء مناسبة للاستثمار والعمل الجاد لتوسيع المنطقة الصناعية في سخنين وفتح المجال للمستثمرين الكبار والضغط على السلطات المختصة بهدف انتزاع حقوقنا والمساواة وليس أقل من المساواة"..

ومن جهته، قال نائب رئيس بلدية سخنين، منيب طربيه، لـ"عرب 48" إن "التأخير والمماطلة في توزيع القسائم لا علاقة للبلدية بها إطلاقا بل هي متعلقة بدائرة الأراضي، والبلدية تعمل كل ما بوسعها من أجل توسيع المنطقة الصناعية والتسريع في توزيع قسائم الأرض".

وأضاف أن "18 شخصا من أصحاب المصالح تقدموا، مؤخرا، بشكوى ضد دائرة الأراضي لإجبارها على تحرير وتوزيع القسائم".

وحول تقديم الخدمات، قال طربية إن "أصحاب المحال في المنطقة الصناعية لهم الحق بالخدمات والبلدية تقدمها وفق الإمكانيات المتاحة، ناهيك عن أن بعض أصحاب المصالح لا يسددون الضرائب المستحقة لأنهم يريدون تخفيضات، والمفروض أن ينتظموا كلجنة لتسهيل العمل من أجل خدمة مصالحهم".

وعن هجرة المستثمرين، قال إنها "ليست هجرة، فهناك من اشترى قسيمة منذ سنوات في المنطقة الصناعية ترديون وأقام مصالح فيها لأنها تفوق بتطورها المناطق الصناعية في البلدات العربية، وهذا بسبب التمييز ضد المواطنين العرب. وليس هناك وجه مقارنة بين المنطقة الصناعية في سخنين وبين المناطق الصناعية في البلدات اليهودية مثل كرمئيل أو تيفن وترديون وغيرها".

وختم طربيه بالقول إن "السلطات تستطيع إقامة منطقة صناعية في سخنين بنفس مستوى المناطق الصناعية في البلدات اليهودية، بيد أن وزارة الصناعة تعطي الأولوية لليهود وبالتالي، رغم كل هذا، علينا العمل والتعاون معا وأن نخطط ونمارس الضغوط ونطالب بمناطق صناعية متقدمة أسوة بالمناطق في التجمعات اليهودية".

التعليقات