يافا: مشروع القطار الخفيف يهدد محلات تجارية

يرفض أصحاب المحلات التجارية العرب في مدينة يافا مشروع القطار الخفيف الذي تنوي بلدية تل أبيب- يافا تنفيذه في الفترة القريبة، وسيؤدي إلى إغلاق الشارع المسمى "شديروت يروشالييم" في مسلكيه لمدة عامين أو أكثر، بسبب إنشاء سكة حديد للقطار الخفيف.

يافا: مشروع القطار الخفيف يهدد محلات تجارية

شارع "شديروت يروشالييم" في يافا (تصوير "عرب 48")

يرفض أصحاب المحلات التجارية العرب في مدينة يافا مشروع القطار الخفيف الذي تنوي بلدية تل أبيب- يافا تنفيذه في الفترة القريبة، وسيؤدي إلى إغلاق الشارع المسمى "شديروت يروشالييم" في مسلكيه لمدة عامين أو أكثر، بسبب إنشاء سكة حديد للقطار الخفيف.

ولا يزال أصحاب المحلات التجارية العرب يتمسكون برفضهم لقرار إغلاق الشارع كليا لمدة عامين أو أكثر، ويطالبون البلدية بإيجاد حلول بديلة تضمن سير الحركة التجارية في المنطقة.

ولا تقتصر المعاناة المرتقبة على أصحاب المحلات التجارية في المنطقة فحسب إذ يرجح سكان الحي أن أزمات كثيرة سيواجهونها فور إغلاق الشارع أهمها صعوبة التنقل والاكتظاظات المرورية.

وقال صاحب محل تجاري بالمنطقة، محمد أبو زيد، لـ"عرب 48": "منذ 9 أعوام أعتاش من هذا المحل فهو مصدر رزقي الوحيد لعائلتي ولا مكان آخر لي. لم أعد أمتلك القوة لنقل المحل إلى مكان آخر، والبدء في طريق جديدة، وأسعار الاستئجار في أماكن أخرى مرتفعة جدا ويتم يستغلون التجار كثيرا. توجهنا إلى عدة جهات وأعضاء البلدية والمؤسسات في يافا، لكن لا حلول في الأفق".

محمد أبو زيد

وأوضح أن "هذا المشروع تحت مسؤولية شركة خاصة، وهي التي فازت بهذه المناقصة وأوكلت تنفيذ العمل لمقاول ثانوي، والمقاول لا يعنيه حقوق التجار ومطالبهم. شاركنا في جلسة خاصة بحضور مندوبي الشركة والبلدية وعرضنا مطالبنا، لكنهم لم يتقبلوا اقتراحاتنا وأصروا على إغلاق الشارع كليا".

وأشار أبو زيد إلى أن "الشارع من الاتجاهين بدون تحديد فترة زمنية سيتسبب بأزمة كبيرة. لا نملك أي حل، ولو كان هذا المشروع شمالي تل أبيب لما تصرفوا هكذا. أبسط الاقتراحات التي قدمناها كي تسهل علينا رفضوها، للأسف لا يريدون أن يسمعوها مرة أخرى".

وأضاف: "اقترحت عليهم العمل في ورديتين خلال اليوم والليل، لكنهم ادعوا أن الأعمال ستسبب الإزعاج لسكان الحي في ساعات الليل، هذا ادعاء باطل لأنهم كانوا يستخدمون أثقل المعدات الكبيرة خلال ترميم ملعب كرة القدم في ذات الحي ليلا ونهارا. نعلم أن السلطات الإسرائيلية تخطط وتعمل ضدنا كسكان عرب في يافا، هذا مخطط واضح. طلبنا أن نواجه رئيس البلدية، لكنه رفض ذلك قاطعا. إغلاق هذا الشارع يعني إغلاق مصلحتي وقطع مصدر رزقي الوحيد. هذا الشارع هو الشريان الرئيسي للمحلات التجارية، ولولا أنه يستقطب أعدادا كبيرة يوميا لما أقمت مصلحة تجارية هنا، فكيف يريدون إغلاق الشارع؟".

وختم أبو زيد بالقول إن "إغلاق الشارع سيضر بكل المؤسسات الموجودة هنا وحتى عابري السبيل وسكان الحي إلى جانب محلاتنا التجارية. يوجد هنا بنوك وعيادات طبية، كيف سيتنقل السكان بينها هنا؟".

محمود سعيدي

وقال الشاب محمود سعيدي وهو صاحب محل تجاري في الشارع ومن سكان الحي أيضا، لـ"عرب 48"، إن "المعاناة ستكون علينا مضاعفة وستمس مصدر رزقنا وحياتنا اليومية، وستشكل أزمة خانقة خلال اليوم وستصعب علينا التنقل من مكان إلى آخر وكذا نقل أولادنا إلى المدرسة والمستشفى والنوادي".

وأضاف أن "إغلاق الشارع سيسبب معاناة على السكان بصورة أكبر من المحالات التجارية. الحي يضم مدرستين وكذلك في شارع 'ييفت' المحاذي 5 مدارس، وفي كل يوم نعاني من أزمة سير فكيف إذا تم إغلاق الشارع من المسلكين".

وعن الحركة التجارية، قال إن "الحركة التجارية جيدة في يافا، لأن يافا مدينة معروفة بتاريخها العريق، والكثير من السياح يزورونها ما يساهم بدعم الاقتصاد العربي في يافا".

وختم سعيدي بالقول: "نطالب الإبقاء على مسلك واحد على الأقل مفتوحا كي نتنقل بسهولة. لا يعقل أن ندخل يافا من شارع واحد فقط، وهو دائم الاكتظاظ. إغلاق الشارع بهدف إقامة سكة القطار الخفيف سيزيد من الازدحام المروري بالمنطقة".

 

التعليقات