أبو مطير: أيهما يسبق قرار المحكمة بالاعتراف أم جرافات الهدم؟

تقع بيوت عائلة أبو مطير في قرية اللقيّة، على ضاحية غير معترف بها، تبعد 7 أمتار فقط عن نهاية مسطّح القرية الحاليّ، وطرأ تقدّم قضائي وتخطيطي في النضال لإدخالها إلى الخريطة الهيكليّة للقرية، إلا أنّ السلطات الإسرائيلية تسابق الزمن لهدمها

أبو مطير: أيهما يسبق قرار المحكمة بالاعتراف أم جرافات الهدم؟

من المداهمات الأسبوع الماضي (عرب ٤٨)

تقع بيوت عائلة أبو مطير في قرية اللقيّة، على ضاحية غير معترف بها، تبعد 7 أمتار فقط عن نهاية مسطّح القرية الحاليّ، وطرأ تقدّم قضائي وتخطيطي في النضال لإدخالها إلى الخريطة الهيكليّة للقرية، إلا أنّ السلطات الإسرائيلية تسابق الزمن لهدمها، مع توزيعها، الثلاثاء الماضي، إنذارات بالهدم والإخلاء للأهالي.

ويناضل أهالي عائلة أبو مطير منذ سنوات طويلة لتحصيل الاعتراف بالحي الذي يسكنوه ودرء خطر التهجير الذي تهدّد به سلطات الهدم الإسرائيلية، ويؤكّدون أن مسعاهم القضائي المستمرّ منذ أربع سنوات وصل إلى مراحل متقدمة، تشير إلى قرب الاعتراف بهم، بناءً على المستندات التي قدّموها إلى القضاء وتشمل طابوهات وكواشين.

والثلاثاء الماضي، اقتحم مفتشو الوحدة القطرية لإنفاد قوانين التخطيط والبناء، معزّزين بقوات وحدة "يوآب"، التابعة لسلطة "تطوير النقب"، حارة أبو مطير في قرية اللقية، وقاموا بتوزيع إنذارات بالهدم والإخلاء طالت أكثر من ثلاثين مبنى ومنزلا للعائلة، ومن بين البيوت المهددة بالهدم والإخلاء بيت النائب السابق عن القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، وبيوت أبنائه وعائلته.

وقال الزبارقة عن ملاحقته وإلصاق أوامر الهدم على بيته وبيوت أبنائه وبيوت عائلته لـ"عرب 48" نحن نتحدث عن حملة طالت 30 بيتًا على الأقل، وهي كلّها بيوت ليست جديدة البناء، منها ما عمره 45 عامًا وأقلها عمرًا بني منذ 30 عامًا، وهذه البيوت موجودة على بعد 7 أمتار فقط من الخريطة الهيكلية للقرية، ولها الحق الكامل في أن تكون ضمنها، وتملك الجهوزية للتخطيط والاعتراف والضم إلى قرية اللقية، وليس التهديد بهدمها وإلصاق أوامر هدم بدوافع انتقامية عليها".

أما حول الشرطة وتعاملها، فقال الزبارقة "تعامل أفراد الشرطة عند اقتحامهم للحي يدلّ على حقدهم الداخلي تجاه العرب، ولم يستند الاقتحام إلى حجّة قانونية أو موضعية واضحة، كانت فقط محاولة لفرد العضلات وتخويف الأهالي".

وأضاف الزبارقة " بالطبع لا أحد سوف يترك بيته أو يخضع لمحاولات الإرهاب والتخويف السلطوي، نحن باقون في بيوتنا، وهو حقنا التاريخي ولدينا كل الأوراق التي تثبت حقوقنا، ونتوقّع الفوز في نضالنا القضائي والتخطيطي، ما يحدث عندنا هو جزء من معركة أهالي النقب الكاملة لمنع مصادرة الأرض العربية وتثبيت ملكيتنا عليها".

وأنهى الزبارقة قائلا "سنواجه محاولات التهجير بالنضال الشعبي والقانوني على حد سواء ولن نسمح بالمساس بحقوقنا".

وحسب شهادات الأهالي من عائلة أبو مطير، تسعى السلطات الإسرائيلية إلى إرغامهم على التنازل عن أرضهم، بسبب تقدم النضال القضائي والجهد التخطيطي للاعتراف ببيوتهم، مستغلة الأزمة السكنية الخانقة في القرية لدفعهم للتنازل عن دعاوى ملكيتهم على أرضهم". 

وجاءت حملة الاقتحام لبيوت أبناء عائلة أبو مطير، بعد أيام من زيارة وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، "لمعايدة عرب النقب"، باستضافة رئيسان من رؤساء السلطات المحليّة العربية في النقب، هما رئيس مجلس اللقية، أحمد الأسد، ورئيس مجلس عرعرة النقب، نايف أبو عرار، وهو ما لاقى استنكارًا واسعًا في المجتمع العربي في النقب. 

ويقول أهالي حارة أبو مطير إنّ علاقتهم بأرضهم تاريخية، وإنّهم موجودون فيها ما قبل نكبة العام 1948 ولن يتنازلوا عنها مهما ضغطت السلطات.

أبو مطير: شهدتُ تهجير عائلتي
أبو مطير: شهدتُ تهجير عائلتي

وعقّب الحاج السبعيني أحمد أبو مطير، لـ"عرب 48" قائلًا "أنا من مواليد قرية اللقية، ولدت فيها في العام 1949 سنة بعد نكبة فلسطين في أرضي وأرض عائلتي وعاش فيها آبائي وأجدادي قبلي وعايشت تهجير عائلتي إلى منطقة تل عراد على أيدي الجيش الإسرائيلي، عانت عائلتنا وأهالي النقب معاناة كبيرة على مدار السنوات، ولا تزال هذه المعاناة مستمرّة، بسبب القمع الذي تمارسه إسرائيل علينا من تهجير وملاحقة خلال النكبة والحكم العسكري واليوم". 

وأضاف أبو مطير "لدينا أوراق ومستندات من قبل قيام دولة إسرائيل تثبت ملكيتنا لأرضنا وما يتم اليوم من ملاحقة لأهلنا هو ملاحقة سياسية وشخصية لنا، فوجئنا باقتحام موظفي الهدم لبيوتنا ولم ينجزوا شيئًا سوى بث الكراهية وإخافة الأطفال، هذا هو أسلوبهم وطريقتهم الوحيدة للتعامل، وهو أمر مبالغ فيه جدًا، الجميع يعلم أن أرضنا على وشك الدخول في الخريطة الهيكلية للقرية وهو ما يقلق ’سلطة تطوير النقب’ لأنها لم تستطع خلال السنوات دفعنا إلى مغادرة أرضنا أو التنازل عن ملكيتها".

وأنهى أبو مطير قائلا "لن نترك أرضنا مهما حاولت السلطات الضغط علينا، وحقّنا التاريخي والطبيعي العيش بها بكرامة".

وعن الضائقة السكنية في قرية اللقية والتضييق على الأزواج الشابة، قال الشاب سليمان أبو مطير "شهدت السنوات الأخيرة تغييرات كبيرة في شكل بلدة اللقية: مخطّطات ضخمة تسلب الأرض بشكل تدريجي من الخريطة الهيكلية للبلدة وضعتنا في وضع حرج، بلا قسائم بناء وبلا مساحات لتوسع القرية، وعنف مستشرٍ سببه الأساسي الضيق في المساحات وممارسات سلطات التخطيط والبناء، قاعدة لاكيت الاستخباراتية وشارع رقم 6 ومستوطنة كرميت، واليوم يحاولون سلبنا أرضنا نحن، أيضًا".

وأضاف "المستقبل الوحيد لأبنائنا وشبابنا هو على أرضنا، ولا نرى مستقبلًا بديلًا له ولدينا جميعًا قناعة تامة بأننا سوف نفوز في معركة الملكية".

التعليقات