كورونا في دبورية: "تقصير الوزارات سيعود بكوارث إن لم يتمّ علاجه وضبطه"

"هناك عمل جبار واستثنائي يقوم فيه المجلس المحلي في دبورية، ويغطي بل وحتى يأتي بمكان عمل السلطة المركزية التي عليها القيام بهذا الدور، وهذا ما أكدنا عليه منذ البداية، هذا التقصير من قِبَل الوزارات المختلفة سيعود بكوارث"

كورونا في دبورية:

السكان ملتزمون بإجراءات الوقاية (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

منذ الدخول إلى قرية دبورية، تواجه حاجزًا للشرطة أُقيم بطلب من المجلس المحلي الذي أغلق مداخل دبورية من جهة إكسال وعرب الشبلي، فيما أبقى على مدخل واحد باتجاه شارع "65" حيث نُصب حاجز آخر للشرطة للسماح فقط لأصحاب التصاريح، بدخول القرية التي أُصيب فيها حتى اليوم 25 شخصا بفيروس كورونا المستجد وفقا لرئيس المجلس.

وتُعدّ دبورية الأعلى من حيث تسجيل الإصابات بين البلدات العربية، وكثافة تفشي الفيروس، بمعدّل 220 إصابة من كلّ 100 ألف نسمة، ما دفع المجلس المحلي لاتخاذ إجراءات صارمة داخل البلدة وأطرافها كإغلاق المداخل، والضغط على السلطات لزيادة عدد الفحوصات، وقيادة حملة توعية مكثفة في البلدة.

شوارع القرية خالية من الحياة التزاما بالحجر (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

ويبدو جليًّا منذ دخول القرية، الالتزام شبه الكامل، سواءً باستخدام الكمامات أو من خلال الحركة شبه المعدومة، والإغلاق شبه التّام، باستثناء بعض المحلات التجارية، غير أن الناس باتوا أكثر تفاؤلا اليوم بعد إجراء مئات الفحوصات، وتأكيد سلامة أصحابها من الفيروس الذي انتقل إلى عدد من سكان القرية، كما قال لنا أهالٍ؛ عن طريق موظفين من القرية، قد عملوا في بيت للمُسنين، في بلدة "يفنيئل" القريبة.

بدوره، قال رئيس المجلس المحلي، زهير يوسف، في حديث مع موقع "عرب 48": "في البداية نؤكد أن لدينا في دبورية 25 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وهذه تُعدّ بشائرَ خيرٍ بعد، لأننا أُبلِغنا في يوم الأمس، أن عدد المُصابين 29، فيما تأكد اليوم أن 4 من بينهم غير مصابين بالفيروس".

السكان ملتزمون بإجراءات الوقاية (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وأضاف يوسف: "من بين الـ25 حالة 21 شخصا يتواجدون خارج القرية في فنادق، وعليه تفادَينا خطر العدوى، وكما هو معروف لدينا؛ إن مصدر العدوى جاء من 13 عاملا من القرية عملوا في ’يفنيئل’".

وتابع: "لدينا وعي هنا في دبورية وهناك تفهم وتقبل من الأهالي لضرورة الحجر الصحي والإجراءات الصارمة التي اتخذناها، حتى أننا التزمنا بالحجر أكثر مما طُلب منا، كما أُجري يوم الجمعة أكثر من 400 فحص، وخلال الأسبوع الماضي أكثر من 600 فحص، ولذلك وصلنا إلى حالة التفاؤل بعد كميات النتائج السلبية (النتائج السلبية للعينات المفحوصة تعني أنها غير حاملة للفيروس) التي وصلت".

رئيس المجلس، زهير يوسف (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وأكمل يوسف: "نسعى لوصول دبورية إلى بلد خالية من الفيروس، ونحن نسعى جاهدين لذلك، ونتمنى لجميع المرضى الشفاء العاجل، ونٌطمِن الجميع بأن كافة المصابين دون سن الخمسين عاما، أي إنهم ليسوا من الشرائح المعرضة لخطرٍ أكبر بسبب الفيروس"، كما شكر رئيس المجلس "أعضاء القائمة المشتركة على جهودهم المبذولة لسماع مطالب مجلس دبورية والضغط لمساعدة المجلس المحلي لاحتواء الأزمة".

بدورها، قالت النائب، هبة يزبك، من القائمة المشتركة والتي تواجدت في جلسة عمل مع المجلس المحلي بالتزامن مع إجراء "عرب 48" للتقرير الصحافي: "أولا نحن هنا لنقف مع أهلنا في دبورية والاستماع إلى مطالب المجلس، للعمل على تنفيذها، والضغط لتنفيذ الإجراءات المطلوبة".

النائب هبة يزبك (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وأضافت يزبك: "هناك عمل جبار واستثنائي يقوم فيه المجلس المحلي في دبورية، ويغطي بل وحتى يأتي بمكان عمل السلطة المركزية التي عليها القيام بهذا الدور، وهذا ما أكدنا عليه منذ البداية، هذا التقصير من قِبَل الوزارات المختلفة سيعود بكوارث إن لم يتم علاجه وضبطه بالشكل الصحيح".

وأردفت: "نحن هنا في دبورية نلاحظ أن المجلس المحلي هو من يقوم بالعمل عوِضًا عن عمل الوزارات المختلفة لحصر انتشار الفيروس، ونحن نريد من السلطات أن تتحمل مسؤوليتها في كل البلدات العربية".

النائب هبة يزبك خلال الاجتماع (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وقالت يزبك: "لدينا حالات قليلة ولكننا نلاحظ أنه كلما زادت الفحوصات كلما ارتفع عدد الإصابات داخل المجتمع العربي، نحن نطالب وزارة الصحة نشر معطيات مسار المصابين وهذا المعطى غير متوفر في المجتمع العربي حتى اللحظة، ونحن كذلك نبحث قضية السيطرة على المداخل ومخارج البلدات".

وختمت يزبك بالقول: "ونحن نقبل على رمضان نعلم أن مكافحة انتشار الفيروس يعتمد بالأساس على الحجر الصحي، ولكننا نعلم كذلك أن اللقاءات الاجتماعية تزداد في رمضان، وهنا من الضروري أن نؤكد على (ضرورة) استمرار الالتزام في رمضان لمنع انتشار الوباء داخل مجتمعنا".

الممرض سميح مصالحة (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وقال الممرض في مستشفى العفولة، سميح مصالحة من دبورية، في حديثه لـ"عرب 48": "هناك حالة خوف وقلق في البلدة بسبب تفشي الفيروس، ولكن يقابله التزام جيد، نحن نأمل خيرا، وما يدفعنا لذلك، هو الالتزام في البلدة سواء على صعيد حركة السير أو من خلال لبس الكمامة وغيرها من سبل الوقاية، وأتمنى الصحة لأهالي دبورية وللبشرية جمعاء".

بدورها، قالت مسؤولةُ إحصاءِ وتتبعِ حالات الإصابة، في لجنة الطوارئ في مجلس دبورية، غيداء عوض لـ"عرب 48": "نواجه صعوبات كبيرة في البلدة، سواء في ما يتعلق بفرض الإغلاق داخل البلدة، أو من خلال التنسيق ما بين تعليمات الوزارات في ما بينها".

مسؤولةُ إحصاءِ وتتبعِ حالات الإصابة، غيداء أبو سيف (عرب 48)

وأضافت عوض: "الأسوء من ذلك أننا كسلطة محلية لا تصلنا معلومات كافية من وزارة الصحة، ولا حتى أرقام صحيحة لعدد الإصابات، وعليه نضطر لإجراء هذا العمل بأنفسنا، ولذلك اتخذ رئيس المجلس المحلي القرار بتولي هذه المسؤولية، وهو ما ساعد في حصر الإصابات وعدم تفاقمها".

وأكملت: "واجهنا صعوبات كثيرة أثناء نقل المصابين من البلدة إلى فنادق مخصصة لهذا الشأن، والتغلب على المسارات البيروقراطية ما بين وزارة الصحة، والجبهة الداخلية وغيرهما، ما اضطر مصابين البقاء في بيوتهم لأربعة أيام وهذا غير معقول، ومع ذلك نحاول الضغط لتسريع العمليات سواء في نقل المصابين، أو إجراء فحوصات، وأعتقد أن البلدات التي تفشى فيها الفيروس ينبغي أن تتبع نفس الخطوات التي قمنا فيها في دبورية".

شخصان يرتديان كمامتين (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وقال الصيدلي، أحمد جيجيني: "كان الوضع عاديًا جدا حتى مطلع الأسبوع الماضي، والذي ظهرت فيه الإصابات بسبب العدوى التي انتشرت عقب إصابة العمال، وهذا ما أدخل الخوف والقلق إلى القرية، وفقط بعد الإجراءات الصارمة التي اتُّخذت من قبل المجلس المحلي، توقف انتشار الفيروس، مع إجراء المئات من الفحوصات، والنتائج هذه الأيام مطمئنة".

الصيدلي، أحمد جيجيني (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وأضاف جيجيني: "ووفق طبيعة عملي، أستطيع أن أشير إلى نسبة الانضباط المرتفعة في دبورية مع اتباع التعليمات وحتى أننا في حالة انضباط أعلى بكثير مما طلبت وزارة الصحة اتباعها، إذ إن هناك التزاما لافتا بالحجر المنزلي، وتمسكًا بسبل الوقاية ما يدعونا إلى التفاؤل بنهاية تفشي الوباء عما قريب".

التعليقات