المدارس الأهلية غير جاهزة لمواجهة كورونا.. من أجبرها على العودة؟

أرغمت وزارة التربية والتعليم المدارس الأهليّة على إعادة فتح أبوابها هذا الأسبوع، بخلاف المدارس العربيّة الأخرى، التي خاضت إضرابًا، حتى الانتهاء من التجهيزات اللازمة لعودة آمنة، بناءً على توصيات وزارة الصحّة.

المدارس الأهلية غير جاهزة لمواجهة كورونا.. من أجبرها على العودة؟

خلال إضراب المدارس الأهلية قبل أعوام (أ ف ب)

أرغمت وزارة التربية والتعليم المدارس الأهليّة على إعادة فتح أبوابها هذا الأسبوع، بخلاف المدارس العربيّة الأخرى، التي خاضت إضرابًا، حتى الانتهاء من التجهيزات اللازمة لعودة آمنة، بناءً على توصيات وزارة الصحّة.

إلا أن وزارة التعليم، بحسب مصادر "عرب ٤٨"، أوحت للمدارس الأهلية بالتساهل مع التعليمات الصحيّة، منها صِغَر مجموعات التعليم، تخصيص المراحيض الكافية للطلاب، والتباعد بين الطلاب.

وتعتبر المدارس الأهلية الحلقة الأضعف في جهاز التعليم، ومهدّدة دائمًا بقطع تمويلها باعتبارها جمعيات خاصة، وليست مدارس حكومية رسمية. وأعلنت وزارة التربية والتعليم، مطلع الأسبوع، عن الاتفاق بين مدير الدائرة العربيّة في الوزارة، عبد الله خطيب، وبين المدارس الأهلية للعودة إلى التعليم.

وعلم موقع "عرب ٤٨" أنّه على ضوء المحادثة على تطبيق "زوم" مع خطيب، أرسلت المدارس رسائلها للأهالي لإعادة الطلاب، علما بأنّ معظم المدارس الأهلية لا تتوفر فيها لجان أولياء أمور.

ولفتت المدرسة المعمدانيّة في الناصرة، بوضوح، إلى أنها غير قادرة على تلبية شروط وزارتي الصحة والتربية والتعليم، لإعادة فتح المدرسة بما في ذلك عدم القدرة على الحفاظ على التباعد وعدم القدرة على تخصيص مراحيض كافية، إضافةً إلى شروط الوزارة ذاتها، التي ألقت على عاتق الأهل المسؤولية الصحيّة عبر التصريح اليومي الموقّع الذي تشترطه وزارة التربية والتعليم.

وحاول موقع "عرب ٤٨" الحصول على تعقيب مدير الدائرة العربية في وزارة التربية، عبد الله خطيب، الذي طلب إرسال الأسئلة على أن يرد عليها بشكل مفصل، وحال وصول الرد عن الأسئلة سيتم نشرها.

وعقّب مدير المدرسة المعمدانية، بطرس منصور، قائلا "نحن مضطرّون إلى فتح المدارس، رغم أننا غير قادرين على تلبية الشروط الصحية، فالوزارة تبدي ليونة معينة مع هذه الشروط، أنا كممثل للمدرسة يجب أن أغطي المدرسة من أي دعوى محتملة، وعليه أرسلنا هذه الرسائل. مدرستنا لديها ترخيص للعمل بشروط عادية، ولكن هذه الشروط لا نستطيع تلبيتها، ساحاتنا صغيرة، مباني مدرستنا صغير، عدد المراحيض قليل، وإن لم تفتح المدارس فلن نحصل على الميزانيات، فنحن بين المطرقة والسدان، ولا تأمين يغطي حالة كورونا، للأسف هناك فجوة بين متطلبات الوقاية الصحية وبين الواقع، رغم محاولتنا لتطبيق الشروط، علما أن عدد الحضور 25 من أصل 250".

"عرب ٤٨": ولكنكم اجتمعتم عبر "زوم" مع مدير الدائرة العربية، عبد الله خطيب، وأطلعتموه على النواقص والشروط الصحية الصعبة التي لا يمكنكم تنفيذها، ورغم ذلك طلب منكم إعادة فتح المدارس؟

منصور: "جوابه كان أن لدينا ليونة في هذا الموضوع، وأن الوزارة لن تشدد على تعليمات التباعد، المراحيض وعدد الطلاب في الصف، المشكلة أننا نبقى عرضة لدعاوى من قبل طرف ثالث ولا تغطية لتأمين في حال حدث ذلك".

بينما عقّب خطيب لـ"عرب ٤٨" بالقول "نحن قلنا إنّه يجب ملائمة التعليمات مع أوضاع المدرسة. والتعليمات كانت واضحة وترجمت إلى العربية، أبدينا ليونة في التعليمات، نعم صحيح، أنا أتحدث عن تطبيق تعليمات بشكل تدريجي. يأتي رئيس مجلس ويقول لا أستطيع ان اقسم طلاب الثوالث، سأبدأ مع الأول والثاني وأكمل مع الثالث عن بعد لفترة أسبوع فلا مشكلة".

وفي رسالة المدرسة المعمدانيّة في الناصرة للأهالي في الخامس من أيّار/مايو، أوضحت أن العودة إلى المدرسة "على مسؤوليّة أولياء الأمور الكاملة"، وأن هناك "فارقا بين المطلوب لتفعيل المدرسة بحسب تعليمات المعارف بحذافيرها وبين واقع المدرسة على ضيق مساحتها وإمكانياتها الأخرى".

وأعلنت المدرسة أنها لن تتمكّن من "الالتزام بتعليمات وزارة المعارف بالحفاظ على بُعد مترين بين طالب وآخر، وذلك يرجع إلى حجم الصفوف الصغيرة في مدرستنا، وكبر حجم المجموعة المتواجدة داخل الصف"، وأوردت أمثلة مثل أنّ "مدرستنا الابتدائية في المبنى العلوي تحوي حمامين – أحدهما للأولاد والآخر للبنات، في كل حمام 3 مراحيض. من هنا لن نستطيع الالتزام بتخصيص حمام لكل مجموعة بحسب طلبات المعارف".

التعليقات