المثلث: كيف تبدو أجواء العيد في ظل كورونا؟

تسود أجواء استثنائية في منطقة المثلث الجنوبي قبيل عيد الأضحى المبارك في ظل انتشار جائحة كورونا، إذ غابت مظاهر الفرح بقدوم العيد بسبب تفاقم انتشار الفيروس في البلاد عموما والمنطقة على وجه التحديد.

المثلث: كيف تبدو أجواء العيد في ظل كورونا؟

كورونا تغيّب أجواء العيد في المثلث الجنوبي (عرب 48)

تسود أجواء استثنائية في منطقة المثلث الجنوبي قبيل عيد الأضحى المبارك في ظل انتشار جائحة كورونا، إذ غابت مظاهر الفرح بقدوم العيد بسبب تفاقم انتشار الفيروس في البلاد عموما والمنطقة على وجه التحديد.

وتتجسد هذه الأجواء وسط تحذيرات من فرض قيود مشددة على عدة بلدات في المنطقة التي تشهد تصاعدا مقلقا بعدد الإصابات بفيروس كورونا، إذ بلغ مجمل الإصابات في قلنسوة 423 وفي الطيبة 296 وفي كفر قاسم 208، وفقا للمعطيات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة.


علاوة على ذلك، غيّبت الجائحة أيضًا المزيج النادر في هذه الفترة من كل عام، بين أداء مناسك الحج ولهفة الفرح. ناهيك عما خلفته من ظروف اقتصادية صعبة بالإضافة إلى الأزمة التجارية بسبب القيود التي فرضت من أجل الحد من انتشار الفيروس.

أوضاع اقتصادية صعبة جدا

وقال ممدوح حاج يحيى، وهو صاحب محل خضروات في مدينة الطيرة، لـ"عرب 48"، إن "أوضاع الناس اليوم سيئة جدا ومنهكة اقتصاديا ونفسيا، إذ أن الأحوال يرثى لها اقتصاديا. حقيقة مهما تحدثت عن الأوضاع لا يمكن لي أن أصفها بشكل دقيق".

ممدوح حاج يحيى

وتابع أن "هناك مسؤولية تقع على أصحاب المحلات في مساعدة الناس، يجب على الجميع أن يخفضوا الأسعار، وإن تحدثت عن مجال عملي، أرى أن الكثير من الأسعار مبالغ بها جدا، ومن هذا المنطلق بإمكاننا نحن أصحاب المحلات التجارية أن نخفض الأسعار لمراعاة ظروف الناس مع الحفاظ على تحقيق أرباح جيدة".

ونوه بأنه "ليس من الضروري أن نبيع بأسعار عالية وكميات قليلة، إذ يمكننا بيع الكثير بأسعار منخفضة، وذلك سيعود علينا بالأرباح وعلى الناس بالفائدة، كما أرى أنه من الواجب أن يضع أصحاب المحلات الأسعار على المنتجات حتى لا يُحرجوا زبائنهم حين وصولهم إلى مرحلة الدفع".

وأشار إلى أن "التقييدات التي فرضت إلى جانب تجول الشرطة في الشوارع والمحلات، عكّر صفو الأجواء على الناس، وأيضا على أصحاب المحلات التجارية".

وختم حاج يحيى بالقول إن "العيد أتى بظروف صعبة جدا، إذ أن الأجواء غابت عن العالم كله وليس فقط في منطقتنا، وذلك بسبب التخوف الموجود لدى الناس والأوضاع الاقتصادية المتردية، ونحن نسأل الله أن يمر هذا العيد وأن تنتهي معه الجائحة، حتى يأتي العيد القادم بحال أفضل على الجميع".

لا أجواء للعيد

ووصف أحمد جبارة، وهو صاحب مقهى "باريستا" في الطيبة، أجواء العيد لـ"عرب 48"، بالقول إنها "غير موجودة ولا نلمس أي فرحة على وجوه الناس، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ففي الحقيقة نلمس هذه الأيام أن الوضع بات أكثر سوءًا من بداية الجائحة، إذ أن كل يوم يمر مع انتشار الفيروس يزداد معه الوضع سوءًا".

أحمد جبارة

وحول الحركة التجارية، أشار إلى أن "الناس تخاف من التواجد في الأماكن العامة، ناهيك عن أن سلم أولويات الناس تغير في ظل الجائحة، فقد أصبحت الرفاهية عندهم في أسفل السلم".

وأضاف: "نحن في المقاهي والمطاعم تقلص دخلنا بنسبة 50% على الأقل، غير أن المصاريف بقيت كما هي، لا بل ازدادت بسبب إجراءات التعقيم وأجهزة الوقاية التي اضطررنا لتوفيرها في محلاتنا".

وأوضح أن "المصالح التجارية الصغيرة ليست كالمحلات التجارية الضخمة، باعتبار أن هذه المحلات تتلقى الدعم الكافي من الحكومة بسبب كمية العاملين لديها، وذلك خوفا من أن يطردوا عددا كبيرا من العمال لديها في فترة قصيرة، وعلى هذا الأساس تقوم المحكمة بتغطية غالبية خسائرهم".

وأعرب جبارة في نهاية حديثه عن استيائه من المساعدات الحكومية، قائلا إنها "لا تغطي أسبوع إغلاق واحد، وهي حقيقة مضحكة، فعندما نتحدث عن إغلاق مطعم أو مقهى نحن لا نقصد محلا لبيع الملابس، لأننا نتعامل مع مواد غذائية يمكنها أن تتلف، وهذا ما يسبب ضررا كبيرا لنا".

التعليقات