مؤتمر "مدى الكرمل": "مقاربات سياسيّة واجتماعيّة بين كورونا والانتفاضة الراهنة"

عقد مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة مؤتمره السنويّ للعام 2021، أمس السبت، في قاعة مسرح وسينماتك أم الفحم. وناقش المؤتمر جانبًا من واقع الفلسطينيّين في إسرائيل.

مؤتمر

من مؤتمر مدى الكرمل عام 2021 في أم الفحم

عقد مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة مؤتمره السنويّ للعام 2021، أمس السبت، في قاعة مسرح وسينماتك أم الفحم. وناقش المؤتمر جانبًا من واقع الفلسطينيّين في إسرائيل، كما تناول هذا العام "مقارَبات سياسيّة واجتماعيّة بين جائحة كورونا، والانتفاضة الراهنة".

وافتتح المؤتمر، الساعة العاشرة صباحًا، بكلمة ترحيبية من رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير صبحي، أعرب فيها عن فخره باستضافة مدينة أم الفحم للمؤتمر السنوي لمركز "مدى الكرمل"، وتحدث عن التحديات التي تواجه المجتمع العربي في ظل الأوضاع الراهنة، وتمنى النجاح للمؤتمر الذي يعالج القضايا الحارقة للمجتمع العربي. واستمرت أعمال المؤتمر حتّى الساعة الرابعة عصرّا، تخللها عرض دراسات من قبل عدد من طلاب الماجستير والدكتوراة، وجرى التعقيب على هذه الدراسات من قبل متخصصين.

وقال المدير العام لمركز مدى الكرمل، د. مهند مصطفى، في مستهل كلمته إنه "لا يمكن فهم ما حدث من الهبة الشعبية وسياسات إسرائيل في تعاملها معها دون إدراك تراكم من الأحداث والتحولات في صفوف الفلسطينيين في إسرائيل، وطبيعة النظام الإسرائيلي".

وأضاف أنه "ربما إجراء مقاربة مقارنة مع انتفاضة القدس والأقصى في تشرين الأول/ أكتوبر 2000 سوف تساعدنا على فهم كنه الهبة الشعبية الحالية باختلافهما وتشابههما. لقد فاجأت الهبة الشعبية إسرائيل كما فاجأتنا نحن الفلسطينيين أنفسنا".

وأكد أنه "لا بد من البدء بمركزية مدينة القدس التي بدأت تشكل مكانا يوصل ما قطعته النكبة على مستوى الوعي أولا، ثم على مستوى الممارسة السياسية ثانيا. وبطبيعة الحال مركزية المسجد الأقصى السياسية والدينية في تعزيز هذا الوصل وقطع القطع بين أبناء الشعب الفلسطيني".

استطلاع مدى الكرمل

وعرض د. مصطفى نتائج استطلاع حديث أجراه "مدى الكرمل" حول أسباب الهبة الأخيرة، ودور الأحزاب العربية في الهبة الشعبية وأداء النواب العرب، إذ اتضح منه أن 58% من المواطنين العرب يعتقدون بأن السبب الرئيس للهبة الشعبية هو انتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على حي الشيخ جراح، بينما يعتقد 18% من العرب أن السبب هو الغضب من تخاذل الشرطة في معالجة قضايا العنف، و17% يعتقدون أنه التمييز ضد المواطنين العرب.

وحسب الاستطلاع فيما يتعلق بدور الأحزاب العربية في الهبة الشعبية فيعتقد 63% من الجمهور العربي بأن دور الأحزاب العربية ضئيل وضئيل جدا في نشوب هذه الهبّة الشعبية.

وعن سؤال حول "ما هو مدى رضاك عن أداء النواب العرب خلال الهبة الشعبية"؟ أجاب نحو 70% من المواطنين العرب بأنهم غير راضين عن أداء أعضاء الكنيست العرب.

وحول تأييد المواطنين العرب لدخول الأحزاب العربية إلى الحكومة ظهر بأن 74% كانوا يؤيدون دخول الأحزاب العربية إلى الحكومة، لكن هذه النسبة تراجعت بعد الهبة الشعبية الأخيرة إلى 70%.

جلسات ومداخلات

وفي كلمتها، قالت أستاذة كرسيّ لورنس دي بيل، كلّيّة الحقوق في الجامعة العبريّة في القدس، ورئيسة الهيئة الإداريّة لمدى الكرمل، بروفيسور نادرة شلهوب - كيفوركيان، إنه "جئت من البلدة القديمة في القدس إلى أم الفحم، لنفكر سويا رافضين التقسيمات الجغرافية التي شرذمت تحليلنا وإنتاجاتنا المعرفية. جئت لأشجعكن وأشجعكم على المشاركة البحثية المعرفية ونتحرر. وهذا ما فعله ويفعله مركز مدى الكرمل بمساعدة مفكرينا الفلسطينيين. نتحرر من القوالب النظرية المهيمنة ونعزز الإنتاج الفكري الفلسطيني في هذه اللحظة المفصلية، في خضم منظومات المراقبة والملاحقة الضبطية والسيطرة".

وانتقدت بشدة "جهود إسرائيل اللامتناهية على كي الوعي الفلسطيني واعتقال الفكر"، وقالت إن "الانتفاضة الحالية برهنت على أن الوعي لا يمكن كيه.. إذا كانت جائحة كورونا قد كشفت عنصرية الدولة، فإن انتفاضتنا وإضراب الكرامة وما تلاهما من استهداف لأشخاص، وخاصة القاصرين، كجزء من استهداف جيل المستقبل للسيطرة عليهم وتأطيرهم هو أمر صعب المنال ولن يمر".

وكما في كلّ عام، شاركت في المؤتمر كوكبة من الأكاديميّين، السّياسيّين والنّاشطين الذين ناقشوا ستّ أوراق بحثيّة سيتمّ نشرها في كتاب سيصدر في غضون الأيام القليلة المقبلة. كما تحدث في افتتاحية المؤتمر المُحاضر في كلّيّة التربية - جامعة حيفا، عضو اللجنة الأكاديميّة للمؤتمر، ورئيس لجنة الأبحاث في مركز مدى الكرمل، د. أيمن إغباريّة.

وترأس المُحاضر والباحث في قسم العلوم السياسيّة في جامعة تل أبيب وعضو اللجنة الأكاديميّة للمؤتمر، بروفيسور أمل جمّال، الجلسة الأولى في المؤتمر تحت عنوان "العسكرة لدى المجتمع الفلسطينيّ بين جائحة كورونا والانتفاضة الراهنة".

وفي هذه الجلسة، عرضت المُمثّلة عن مركز الأبحاث "من يربح من الاحتلال"، والباحثة في مجال الاقتصاد السياسيّ والحاصلة على ماجستير في علم الاجتماع وعلم الإنسان من الجامعة العبريّة في القدس، حلا مرشود، ورقة بعنوان "الردّ الأمنيّ والعسكريّ الإسرائيليّ على الوباء: معانٍ وتداعيات".

كما عرضت (عبر الشاشة) زميلة البحث في "المركز القوميّ للسلام وأبحاث الصراع"، جامعة أوتاغو - نيوزيلندا، د. نجمة علي، ورقة بعنوان "التكنولوجيا المُعسكرة لجائحة كورونا: الرقابة "الذكيّة"، السجن الكبير و"الأَسْرَلة الضابطة". واستعرضت المتحدثتان وسائل التجسس الحديثة التي أدخلتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) تحديدا لمراقبة كافة المواطنين، وأكدتا أن "هذه الوسائل ما زالت تستخدم حتى اليوم، وهي لا تقتصر على الأشخاص من ذوي السوابق الجنائية والأمنية بل انها تستهدف المواطنين كافة".

وعَقّب كلّ من النائب عن التّجمع الوطنيّ الديمقراطيّ في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، والاختصاصيّ الحقوقيّ والنائب السابق عن الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة في القائمة المشتركة، د. يوسف جبارين، على هاتين الورقتين.

وقال النائب أبو شحادة إن "تجسس إسرائيل موجود دائما وكنا نعرف ذلك حتى ونحن ندرس في الجامعات ونعقد اجتماعات، وهذا الأمر أصبح عاديا بالنسبة لنا".

وتطرق أبو شحادة إلى أبحاث تتعلق بتسليم الأقلية العربية في الوضع الراهن الذي ينعكس في التمييز ضدهم في كل المجالات. وقال إن "الباحثين توصلوا إلى نتيجة بأن أنظمة الرقابة الموجودة بشكل دائم تؤثر علينا ليس فقط في جهاز التربية والتعليم كما يعتقد البعض، وإنما في مجالات الحياة، وإن إسرائيل تختلف عن سائر المجتمعات الأخرى بأن المنظومة العسكرية تدخل في كافة مجالات الحياة لدى الإسرائيليين بحيث أصبح يبدو أن هذه الدولة هي عبارة عن جيش كبير ودولة صغيرة".

أما جبارين فقال إن "النظر والتمعن في ‘قانون القومية’ الذي سبق جائحة كورونا يشير إلى أن هذا القانون عزّز من مفاهيم الإقصاء لكل من هو ليس يهوديا في هذه البلاد، كما أن ذلك فسح المجال لتعزيز أنظمة الرقابة والتجسس، وهذا الأمر انعكس في الأسابيع الأخيرة من خلال قمع واعتقال الشبان العرب وملاحقة كل من تواجد في القدس والمسجد الأقصى أثناء المواجهات. وبالتالي هذا الأمر يعزز الشعور بالكراهية تجاه المواطن العربي وكأنه مواطن غير مرغوب فيه أو مواطن منقوص الحقوق".

وترأس الجلسة الثّانية والمعنونة بـ"التعليم العربيّ في سياق جائحة كورونا"، المُحاضِرة في قسم التربية في جامعة "بن غوريون"، وعضوة اللجنة الأكاديميّة للمؤتمر، بروفيسور سراب أبو ربيعة - قويدر.

وشاركت في الجلسة المستشارة التربويّة وطالبة الدكتوراه في قسم التربية في جامعة حيفا، والمحاضِرة في قسم العلوم السلوكيّة في كلّيّة "كنيرت"، تغريد زعبي، بورقتها "مواقف المُدرّسين العرب تجاه التعلّم عن بُعد في عصر كورونا"، وكانت قد تعاونت في كتابة هذه الورقة مع مدير معهد "مسار" للأبحاث الاجتماعيّة، والمُحاضِر في برنامج الدكتوراه للتربية في الجامعة العربيّة الأميركيّة للدراسات العليا في رام الله، بروفيسور خالد أبو عصبة. ثم مدير مدرسة "أورط" المتنبّي الشاملة في كسيفة، والحاصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلاميّة من جامعة بن غوريون- بئر السبع، خليل دهابشة، بورقة تحمل عنوان "التعليم العربيّ في النقب في ظلّ جائحة كورونا".

وعقّب على هذه الورقة كلّ من رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربيّ، د. شرف حسّان، ورئيس اللجنة القُطْريّة لأولياء أمور الطلّاب العرب في إسرائيل، المحامي نديم مصري.

وترأس الجلسة الثالثة والأخيرة تحت عنوان "العنف الاجتماعيّ والقدس في سياق جائحة كورونا"، بروفيسور نادرة شلهوب - كيفوركيان، وشارك في الجلسة طالبة الدكتوراه في موضوع "الإدارة التربويّة"، الجامعة العربيّة الأميركيّة في رام الله، لبنى علينات خلايلة، بورقتها "العنف ضدّ النساء في فترة أزمة كورونا"، والتي كشفت من خلالها عن ارتفاع بنسبة 30% في حالات العنف ضد المرأة في عام كورونا أي منذ آذار/ مارس 2020 ولغاية آذار/ مارس 2021.

وقدمت طالبة الماجستير في الأدب والتواصل بين الثقافات، الجامعة العربيّة الأميركيّة في رام الله، رهام سماعنة، ورقة تخللها بحث حول "الاستثناء المركّب داخل البلدة القديمة في القدس خلال فترة الجائحة"، تطرقت إلى "تعميق سطوة وسيطرة الاحتلال على البلدة القديمة في القدس خلال فترة الوباء".

وعقّب على هذه الورقة كلّ من مُدير قسم الخدمات الاجتماعيّة في مجلس جديّدة - المكر المحلّيّ، والحاصل على ماجستير في العمل الاجتماعيّ من جامعة حيفا، بسّام حمدان، والمسؤول عن ملفّ القدس والأقصى في الحركة الإسلاميّة المحظورة إسرائيليًّا، والرئيس السابق لبلديّة أم الفحم، د. سليمان إغباريّة.

التعليقات