مخطّط يستهدف المسجد الأبيض في حيفا: تخوّفٌ من هدمه... وطمس لتاريخه

تسعى لجنة متولي الأوقاف في حيفا جاهدة منذ عقود من الزمن من أجل التصدي ومواجهة المخططات الإسرائيلية لبسط السيطرة على حيز العديد من المواقع الأثرية الدينية والتاريخية في المدينة ومحاولة طمسها من خلال مخططات مختلفة.

مخطّط يستهدف المسجد الأبيض في حيفا: تخوّفٌ من هدمه... وطمس لتاريخه

المسجد الصغير (الأبيض) في حيفا

تسعى لجنة متولي الأوقاف في حيفا جاهدة منذ عقود من الزمن من أجل التصدي ومواجهة المخططات الإسرائيلية، لبسط السيطرة على حيّز العديد من المواقع الأثرية الدينية والتاريخية في المدينة، محاولة طمسها من خلال مخططات مختلفة.

وكشفت اللجنة، مؤخرا، عن نية شركات خاصة تنفيذ مخطط خطير جرى المصادقة عليه عام 1985، والذي يهدد المسجد الصغير (الأبيض) التاريخي في حيفا من خلال إقامة مبنى على أرضه وملاصق له، وهو مكون من 27 طابقا للسكن والفنادق والتجارة والمكاتب بالإضافة إلى بناء 258 وحدة سكنية بعنوان "عمارة المتحف – حيفا"، بما فيه أيضًا حفر 4 طوابق تحت الأرض الأمر الذي يهدد المسجد ويؤدي إلى طمسه.

ومما يذكر أن الأرض هي أرض وقف مصادرة. وجاء في المخطط أن الأرض حول المسجد سيتم تحويلها للدولة وسيتم بناء المشروع عليها، وبدورها اعترضت لجنة متولي وقف الاستقلال على التخطيط بسبب خشيتها من تأثير أي بناء بجانب المسجد وأي أعمال بناء تحت وفوق الأرض على المسجد الصغير (الأبيض) نظرا لحساسيته وأهميته التاريخية والمعمارية؛ وطالبت بتنسيق التخطيط مع المسؤولين في الوقت والتأكد من عدم المس بالمسجد وأساساته.

صورة عن المخطط

وباشرت لجنة متولي الأوقاف بحراكها ضد المخطط، إذ نظمت كنشاط احترازي أول وقفة احتجاجية أمام بلدية حيفا، الأسبوع الماضي، خلال تقديم المخطط أمام لجنة التخطيط والبناء في بلدية حيفا لمناقشته؛ وتقرر في أعقاب الاحتجاج إزالة المخطط عن طاولة البحث في لجنة التخطيط التابعة للبلدية بشكل مؤقت حتى يتم دراسة تأثيره على المسجد.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" عددا من المختصين وأصحاب الشأن من أجل تسليط الضوء على المخطط وأبعاده على المسجد كما على الحراك الشعبي والرسمي ضده.

أبو قمير: "نحن صامدون ومستمرون للحفاظ على ما تبقى من مقدسات في حيفا"

وأوضح عضو لجنة متولي أوقاف الاستقلال في حيفا، فؤاد أبو قمير، أن "هيئة متولي وقف الاستقلال في حيفا منذ أن تم تشكيلها ألقي على عاتقها حمل ثقيل، تشكل من خلال الممارسات القمعية بحق الأوقاف في حيفا، من خلال عمليات البيع للكثير من المقدسات، وتصفية بعضها بشكل كامل كمسجد الجرينة وبعض المقابر التي أقيمت صفقات على حسابها. إذ أنه منذ البداية اصطدمنا بصعوبات جمة وكان لزاما علينا تحدي هذه الصعاب بكل ما أمكننا من تضحيات للحفاظ على مقدساتنا، فهي بالنسبة لنا تاريخ، تراث، حضارة، وجود وبقاء وعروبة. المسجد الأبيض الصغير هو أقدم معلم تاريخي إسلامي في حيفا حيث بني عام 1761 وهو يمثل بدوره عروبة حيفا وأهلها القاطنين فيها منذ تأسيسها. المؤامرات لم تتوقف على هذا المسجد، فهو يعاني منذ العام 1948 عندما هدم جزء منه وتمت مصادرته، ونخشى اليوم من اقتطاع ساحة المسجد، حيث تم في السابق مصادرة قطعة أرض محاذية للمسجد وتعد جزءا منه، من خلال شركة ماكس في العام 1985".


وأكد أن "هناك الكثير من المقدسات الإسلامية في حيفا والتي اختفت الكثير منها، كمقبرة الشيخ عيسى، ووقف الخطيب، وأذكر في هذا السياق مصلى الخضر الذي لا نستطيع الصلاة فيه على الرغم من أنه معلم إسلامي ومصلى ويوجد فيه محراب، وقد أثبتنا لبلدية حيفا إسلامية المصلى حينما وثقنا المقدسات في حيفا، وأنا بنفسي أزحت الستار الذي يغطي المحراب وهو موجود حتى اليوم، وشاهد على أن المصلى للمسلمين. شهدنا محاولات عديدة للاستيلاء على ما تبقى من مقدسات، والمحافظة على المقدسات أمانة في أعناقنا ويجب الحفاظ عليها ما أمكننا ذلك، ونحن صامدون ومستمرون للحفاظ على ما تبقى من مقدسات في حيفا، والتي يعد وقفها أكبر وقف للمسلمين في فلسطين بعد القدس الشريف، ولكن لم يتبق من هذا الوقف إلا القليل، ويمكنكم رؤية مدرسة تتبع وقف الاستقلال بالقرب من هنا، معالم أخرى ما زالت موجودة هنا ولكنها مهددة. ومن الجدير ذكره أنه قبل العام 1948 كانت هناك إدارة ناجحة للأوقاف قامت بعدة مشاريع لمصلحة أهل حيفا".

وأضاف "أغلب أوقاف حيفا مصادرة، وقد قمت بعدة جولات، اطلعت خلالها على إقدام السلطات الإسرائيلية على مصادرة أوقاف إسلامية أقيمت عليها ملاعب، وكانت في السابق تتبع لوقف الاستقلال، وحتى مسجد سيدنا علي الموجود في هرتسليا أيضا يتبع لوقف الاستقلال، ورغم حصولنا على وثائق تثبت تبعيته لوقف الاستقلال، إلا أننا لا نستطيع إدارته، وقد بيع من ضمن الصفقات التي تمت بعد عام 1948، أيضا مقبرة القسام صودر منها ما مساحته 30 دونما من أصل 43 دونم. وقد تمكنا من استعادة وتحرير مسجد ومقبرة الاستقلال بعد أن دفعنا مبلغ مليون و300 ألف شيكل، بعدما جرى بيعهما بموجب صفقة مشبوهة. إن هذه المقدسات تمثل وجودنا وتاريخنا وحضارتنا، وهناك التفاف شعبي حولنا، أيضا تؤازرنا في دفاعنا عن المقدسات العديد من المؤسسات والأحزاب والهيئات والأفراد، وجميعها لا تدخر جهدا في ذلك، بل تقدم أموالها وأرواحها في سبيل ذلك، وأقرب مثال على ذلك مبيت بعض المتطوعين في مقبرة القسام لمدة سبعة شهور متواصلة في سبيل الذود عن المقدسات الإسلامية".

د. سويطات: نحن نخشى من أي مسمار بجانب المسجد

ورأى المستشار التخطيطي للجنة متولي وقف الاستقلال ومخطط المدن، د. عروة سويطات، أن "المخطط بمبادرة ’متحف حيفا د.ر. ليميتيد، نفطالي شتيتسر، شنهاف إس متحف حيفا، شنهاف أر متحف حيفا، شركة بن كيما للاستثمار’. الذي يستهدف المسجد الأبيض الصغير في حيفا، هو مخطط قديم تم فتحه من جديد الآن، حيث تمت المصادقة عليه عام 1985 ويشمل بناء 27 طابقا على أرض محاذية للمسجد الذي يعتبر من أهم المعالم التاريخية في حيفا، بل هو أول معلم أقيم في حيفا منذ تأسيسها عام 1761 على يد الظاهر عمر رحمه الله، ويحكي المسجد برمزيته قصة الشعب الفلسطيني بأسره، ويحاكي المراحل التي مر بها في معاناته من تهجير ومحاولة طمس لتاريخه، وهو الشعب العريق الذي عاش على هذه المدينة وسواها وارتبط بها وتجذر فيها".


وتابع "بحسب المخطط فقد حصلت شركات خاصة على حقوق للأرض المحاذية للمسجد، بغية إحداث تغيير في معالم المكان، والتي أضافت على المخطط أربعة طوابق تحت الأرض كمواقف للسيارات، إذ أن الحفر تحت الأرض المحاذية للمسجد سيؤدي بلا شك إلى تهديد أساسات المسجد، لذلك نحن وقفنا في وجه عمليات الحفر وفي وجه هذا المخطط، وقد وضحنا مرارا وتكرارا أن هذا المشروع غير ملائم من الناحية التخطيطية، وطالبنا البلدية بمساندتنا في رفض هذا المخطط، حسب تقديرنا الطوابق الحالية التي يتم التحدث عنها سيتم العمل بها حسب المخطط لتلائم إقامة 27 طابقا فوقها، نحن نخشى من أي مسمار بجانب المسجد، وأي أعمال تحت الارض بسبب الحساسية، ونطالب التنسيق معنا حول التخطيط وتوضيح هندسي لنا كيف سيتم العمل بشكل لا يمس في المسجد".

واختتم سويطات بالقول إن "اللجنة التي تتولى وقف الاستقلال، هي من تقود الاعتراضات من الناحية القانونية والتخطيطية وحتى الجمالية، وكانت انطلاقة نشاطها عام 2000، بعد أن كشفت مؤسسة الأقصى صفقة خطيرة جدا لبيع مقبرة الاستقلال، ومخطط آخر لهدم مسجد الجرينة وهو مسجد قريب من المسجد الأبيض الصغير، فحدثت هبة شعبية في مدينة حيفا، تم على إثرها تشكيل لجنة شعبية للدفاع عن الأوقاف تحت اسم لجنة وقف الاستقلال، التي أخذت على عاتقها الدفاع عن الأوقاف، وتحريرها وإلغاء الصفقات الرامية لطمس المعالم الدينية والوطنية، وعلى سبيل المثال فإن مقبرة الاستقلال بيعت من قبل جهات خاصة بغرض إشادة مبنى تجاري، وهذا الأمر ينطبق أيضا على مسجد الجرينة الذي كان من المخطط هدمه وتشييد بناء تجاري على أنقاضه، أبطلنا الكثير من المخططات عبر النضال الشعبي، ونحن مستمرون في نضالنا. اللجنة تقوم بعدة خطوات على المستوى التخطيطي والإداري والتنظيمي والقانوني لصون الأوقاف والحفاظ عليها، فهي الشاهد الوحيد المتبقي في التاريخ على جذور شعبنا في هذه الأرض. إذ أن الدمج بين الأدوات التخطيطية والقانونية أساسي في نضالنا لاستعادة الحقوق المسلوبة، فمع أن القضية سياسية بامتياز، إلا أننا بحاجة لاستخدام هذه الأدوات، فيمكننا القول إنه من الناحية التخطيطية يجب علينا دراسة تداعيات إقامة هذا البناء على المسجد قبل الشروع فيه، وأن أي عملية حفر ستؤدي لزعزعة أساسات المسجد وتؤدي بالنهاية لهدمه، وإن لم نحقق ما نصبو إليه من خلال هذه الأداة، فنحن مضطرون للجوء إلى المحاكم للتصدي لمثل هذه المشاريع".

المحامي دغش: "دراسة مكثفة لجميع المستندات تحضيرا للاعتراضات واللجوء للمحكمة إذا لزم"

وعن الأدوات القانونية التي قد تضطر لجنة متولي الأوقاف البدء بها، أشار عضو اللجنة المحامي خالد دغش إلى أن "التظاهر من الأدوات التي نستخدمها كلجنة متولي وقف الاستقلال في حيفا، هذا الوقف الذي صودرت أغلب ممتلكاته منذ النكبة وحتى اليوم، ولم يتبقَ منها سوى الندر اليسير، لكن مسيرة 15 سنة في هذا الملف ومتابعته كحقوقيين ومحامين أكسبتنا تجربة غنية في متابعة الأملاك وتحصيلها، وتحرير الأوقاف الإسلامية في حيفا، وقد مكنتنا هذه التجربة من استخدام عدة أدوات ترجمت عبر وصولنا إلى مراحل متقدمة من عملية التخطيط، فاستخدمنا أول أداة متاحة وهي التظاهر أمام بلدية حيفا، حيث التأمت لجنة التنظيم والبناء في حيفا من أجل إعطاء توصية حول مشروع البناء موضع الخلاف، فبادرنا قبل إيداع هذا المخطط وبدء عمليات الاعتراض عليه إلى التظاهر أمام مبنى البلدية مستبقين كل هذه الإجراءات، ورفعنا صوتنا وطالبنا لجنة التنظيم والبناء في حيفا برفض هذا المخطط من أساسه والامتناع حتى عن إيداعه، وهذه إحدى أدوات التجربة الغنية التي بدأت مبكرا لوأد هذه المخططات قبل وصولنا لمرحلة اللجوء إلى القضاء".


وشدد على أن "هذه الأدوات والمسارات يجب أن تكون متزامنة، ونحن بحاجة لدمج المسارين القانوني والسياسي والجماهيري معا، ويجب أن تتكامل وتتعاضد فيما بينها، وفي الوقت الذي نقوم فيه بالتظاهر والاحتجاج، نقوم أيضا بعملية دراسة مكثفة لجميع الأوراق والمستندات من أجل التحضير للاعتراضات واللجوء للمحكمة إن استدعت الحاجة لذلك، فهذه الملفات ليست جديدة، وهي نتاج ملفات النكبة وهي ملفات صعبة وشائكة، ومع ذلك فاليأس لا يعرف لنا سبيلا ومستمرون حتى تحرير الأوقاف الإسلامية".

شلبي: "تمكنا من تعليق إيداع المخطط لثلاثة أسابيع لطرح دفوعنا وأسئلتنا"

ومن جانبها، تطرقت عضو بلدية حيفا وعضو لجنة التخطيط والبناء في حيفا، شهيرة شلبي، إلى الخطوات التي بدأت القيام بها من أجل التصدي لهذا المخطط بالقول "اجتمعنا مع لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية حيفا، حيث قدمنا جملة من الاعتراضات والنقاط والملاحظات، والتي جرى استلام البعض منها من لجنة تولي أوقاف الاستقلال في حيفا، وهي أول جهة رفعت هذه القضية، وحملت لواءها وأبرزتها للرأي العام الجماهيري، وبالتالي طرحنا أسئلتنا وحصلنا على أجوبة جزئية عليها، وأسقطنا النقاش حول المخطط حتى تمكنا من تعليق المخطط الذي كان من المقرر المصادقة عليه لولا تدخلنا، وطلبنا مهلة تمتد لثلاثة أسابيع لطرح دفوعنا وأسئلتنا ، ليتسنى لنا تقديم الاعتراضات، وتتمكن البلدية من الجواب على النقاط المطروحة، إذ أن مهندس البلدية أخبرنا بأنه لا علم لديه بوجود خلافات حول البناء، فعليه قطع وعدا بأن يقدم أجوبة متكاملة حول الطروحات، وهذا يعد إنجازا كبيرا لنا اليوم، هناك أمر آخر يبدد الخوف حول تضرر المسجد، فرغم ادعاء لجنة تولي وقف الاستقلال بأن الطوابق الأربعة تحت الأرض تهدد أساسات المسجد، عمليا فالطوابق مشادة أصلا ولم يتضرر المسجد من جراء وجودها، لكن هناك مخطط لخنق المعالم التاريخية والدينية بإحاطتها بأبنية شاهقة من حولها، وهذه سياسة ممنهجة تسعى لخنق المساحات الدينية والتاريخية والرموز الوطنية للمجتمع الفلسطيني في الداخل، وهذا ليس بالأمر الطارئ والغريب، لكننا مستمرون في نضالنا حتى النهاية.


وختمت شلبي بالقول إن "المشروع مصادق عليه منذ عام 1985، ولدى الشركة الخاصة ترخيص بذلك، وعليه فلا أعلم من ناحية قانونية إذا كان بالإمكان تقليص الضرر أو إزالته، لكن سيتبين لنا هذا خلال المهلة الممنوحة لنا، ونحن نعول على مهندس بلدية حيفا في دراسة هذا الموضوع والرد عليه، وتشكيل حلقة وصل بين جميع الجهات ذات العلاقة".

الناشطة هواري: "يجد اليهود من المدن المختلطة لقمة سائغة للسيطرة عليها"

وبدأ ناشطون من مختلف المناطق في الداخل الفلسطيني بالدعوة إلى حراك شعبي لرفض المخطط، وبدورها قالت الناشطة نزار هواري من حيفا "نحن نتحدث عن مخطط قديم جديد، وهو استكمال لمخططات الاستيلاء على المعالم الوطنية الدينية في الداخل الفلسطيني بدءً من وادي الصليب الذي كان جزء من مشروع تهويد المعالم العربية الفلسطينية، هذه المعالم لا تتمحور فقط حول المنازل بل والأماكن المقدسة أيضا كالمساجد، فالاعتداء على المسجد الأبيض الصغير جزء من مشروع التهويد لا شك، حيث تضافرت المشاريع الحكومية مع رؤوس الأموال عن طريق الشركات اليهودية للسيطرة على وادي الصليب ومحاولة تغيير المعالم التاريخية وتحويلها إلى مناطق سياحية من خلال بناء فنادق وشقق سكنية لإسكان الأغنياء. إذ تم كشف النقاب عن بناء 27 طابقا تشمل 4 طوابق تحت الأرض لوقوف السيارات، وهذا البناء يمتد لأساسات المسجد، وقد نستيقظ ذات يوم وقد اختفى المسجد الأبيض الصغير، وهذا يشكل تعدٍ واضح بل وسرقة في وضح النهار لأموال وممتلكات الأوقاف في حيفا، ومن واجبنا كحيفاويين وفلسطينيين أن نتصدى لهذه المخططات الرامية إلى السيطرة على المعالم والرموز الدينية، وهذا بالنسبة لي واجب وطني بامتياز. إذ يجد اليهود من المدن المختلطة لقمة سائغة للسيطرة عليها، وهذا ليس حال عكا فحسب، بل حال اللد والرملة ويافا وغيرها، وما يجري في حيفا اليوم يندرج في سياق طمس المعالم الفلسطينية، وبعد كشف النقاب عن موضوع المسجد الأبيض الصغير فقد أصبح لزاما علينا السعي لالتفاف وطني يشمل كل أبناء فلسطين التاريخية".


الناشط كنج من الناصرة: "قضية شعب بأسره"

ووصل من الناصرة إلى حيفا المهندس المعماري، نائل كنج، للمشاركة في الحراك ضد المخطط وتحدث عن أهمية الحراك الشعبي بالقول إن "هذا المخطط يستهدف كل فلسطيني وكل صاحب حق في هذه المنطقة، وهذا المسجد الأبيض الصغير في حيفا مثله مثل السراي في الناصرة وغيرها من مدن وبلدات فلسطين التاريخية، فالقضية قضية شعب، قضية وجود، ولنا الحق في البقاء هنا والمحافظة على تراثنا في حيفا ويافا وكل بقعة في فلسطين، هذه القضية ترمز إلى كل قطعة أرض في حياتنا ووجودنا. القضية ليست قضية مكان بل قضية شعب بأسره، فأنا أرى في المسجد الأبيض الصغير في حيفا نفس المسجد الأبيض في مدينة الناصرة بجانب منزلي، فالقضية هذه بالنسبة لي قضية شخصية. هم يستهدفون مسجد ظل آمنا لمئات السنين، ومع ذلك فقد استهدفوه والمخطط يرمي إلى طمس المعالم الفلسطينية ومحوها، ولذلك فأنا جاهز للمشاركة في أي احتجاجات في أي مكان من فلسطين وهذا واجبي تجاه بلدي ورموزه ومعالمه".

التعليقات