التمييز ضد النقب: حرمان النساء من العمل والأطفال من الرعاية النهارية

يستدل من معطيات نشرها منتدى التعايش في النقب، جنوبي البلاد، اليوم الأحد، أن 670 طفلا عربيا فقط يتلقون الخدمة في مراكز الرعاية النهارية من بين 21670 طفلا عربيا في رياض الأطفال..

التمييز ضد النقب: حرمان النساء من العمل والأطفال من الرعاية النهارية

من فعالية سيارة "المكتبة الجوالة" لأطفال النقب (أرشيفية)

يستدل من معطيات نشرها منتدى التعايش في النقب، جنوبي البلاد، اليوم الأحد، أن 670 طفلا عربيا فقط يتلقون الخدمة في مراكز الرعاية النهارية من بين 21670 طفلا عربيا في رياض الأطفال..

وجاء في تقرير نشره منتدى التعايش في النقب أن "الحكومة الإسرائيلية فشلت في مساعيها للإسراع في إنشاء دور الحضانة للجمهور العربي وخاصة الأطفال البدو. على الرغم من خمول الميزانيات التفضيلية وعملية التخطيط والبناء العاجلة فإن عمليات بناء مراكز الرعاية النهارية تسير ببطء. هنالك أيضًا فشل ذريع للدولة في دعم دفع الأهالي بشكل تفضيلي في مراكز الرعاية النهارية في البلدات البدوية على الرغم من أن 80% من أطفال البدو يعيشون تحت خط الفقر. والنتيجة هي: تمييز ضد الأطفال الصغار في التعليم إلى جانب تمييز ضد الأمهات في الحصول على عمل، الشيء الذي يمنع الأمهات من الخروج من دائرة الفقر ويضر بالاقتصاد الإسرائيلي".

وتبين من التقرير أنه "كجزء من الخطة الخماسية للجمهور العربي (القرار 922) تعهدت الحكومة ببناء ربع (25%) دور الحضانة التي يقام بناؤها في البلدات العربية. تم تعريف هذا القرار على أنه تفضيل تصحيحي. في الوقت نفسه لقد قام نفتالي بينيت، وزير الاقتصاد في عام 2014، بإنشاء آلية جديدة التي كان من المفترض أن تُبسط وتسرع بناء دور مراكز الرعاية النهارية من خلال السلطات المحلية. وهذا جزء من الإخفاقات التي أشار إليها مراقب الدولة، لكن من الناحية العملية وعلى الرغم من تخصيص العديد من الميزانيات إلا أن الثورة الموعودة لم تصل إلى الأطفال العرب البدو في النقب، على سبيل المثال وفقًا لبيانات عام 2019: في المجلس الإقليمي القيصوم الذي زار روضاته حوالي 2800 طفل في حوالي 110 روضات أطفال لا توجد حتى الآن مركز رعاية نهارية نشط واحد. (هنالك مركز رعاية نهارية قيد الإنشاء حاليا). وفي المجلس المحلي اللقية زار روضاتها حوالي 1220 طفلا في 38 روضة أطفال ولا يوجد حتى مركز رعاية نهارية نشط واحد (سيتم افتتاح أول مركز رعاية نهارية قريبا). وفي مدينة كبيرة مثل رهط التي يزور روضاتها حوالي 5900 طفل في حوالي 200 روضة أطفال لا يوجد سوى أربعة مراكز للرعاية النهارية تخدم حوالي 300 طفل".

وأشار المنتدى في تقريره إلى أنه "في عام 2019 كان هناك 721 روضة أطفال في البلدات البدوية. وقد زار هذه الرياض ما لا يقل عن 21670 طفلا بدويا. في المقابل كان هناك 11 مركزا للرعاية النهارية فقط بها 670 طفلًا فقط. للمقارنة هناك 28 صفًا في رياض الأطفال في 'يروحام' بالإضافة إلى ستة مراكز للرعاية النهارية. يعكس الرقم فجوة كبيرة في توفير البنايات بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي. في البلدات العربية البدوية 721 روضة أطفال و21674 طفلا في جيل الروضة، و11 مركزا رعاية نهارية، 670 طفلا".

وقالت المديرة العامة الشريكة لمنتدى التعايش السلمي في النقب، حيا نوح، إن "التقرير يشير إلى فشل ذريع، من ناحية الوعود بالميزانية التفضيلية أو فيما يسمى بآلية البناء المتسارع. إن جهود السلطات لتغيير الوضع فيما يتعلق بالفجوات الهائلة في توظيف النساء العربيات البدويات في النقب وبقية السكان في البلاد لا طائل من ورائها طالما أن الاستثمار غير موجه لإزالة العوائق التي تقف في طريقهن. يوثق تقريرنا قائمة طويلة من العوائق التي فشلت وزارة العمل والرفاه الاجتماعي في حلها: عقبات في التخطيط، وعقبات في الميزانيات، والعقبات التي تحول دون ضمان استمرارية التخطيط والبناء. كانت وزارة العمل والرفاه الاجتماعي قد وعدت بتسريع البناء، ولكنها لم تستمر بالسير نحو هدفها، ولم تلائم أهدافها مع الاحتياجات وفشلت في مسارها. رفضت الوزارة أيضا التعامل مع المعيقات والضعف التنفيذي للسلطات المحلية العربية البدوية، ما يعتبر فشل خطير في السياسات ويمنع رعاية الأطفال البدو ويحرم النساء العربيات البدويات من الخروج للعمل".

ووفقا للمنتدى فإنه "بحسب التقرير 66 ج لمراقب الدولة لعام 2016 تم الوصول لنتيجة مُحبطة: 'لم يقم قسم الرعاية النهارية ودور الحضانة [...] بتكييف الآليات التي تم وضعها لبناء دور الحضانة بشكل كافٍ مع الاحتياجات الفريدة والمعيقات في البلدات العربية'. وهذا يعني أن الأماكن التي تحتاج إلى أطر للأطفال بجيل الحضانة تحصل على الحد الأدنى من الآليات التي تم وضعها لبناء هذه الأماكن، الأمر الذي يضر بسياسة الحكومة لإدماج المرأة العربية في العمل وتقليص الفجوات".

وقالت المديرة العامة لمنتدى التعايش السلمي في النقب، حنان الصانع، إنه "من المحبط معرفة أن مراقب الدولة ينشر تقارير متكررة عن الفشل في إنشاء المباني، في عام 2010 ولاحقا في عام 2016، نظن أنه قد تم تعلم الدروس ويبدو أن الإجراءات تتغير، ولكن في الحقيقة لا يوجد تغيير! علمنا أنه في نهاية كل عام، يسحب قسم مراكز الرعاية النهارية الميزانية المخصصة للبلدات العربية، ويعيد توزيعها على التجمعات اليهودية. هذا ليس تفضيلًا تصحيحيا بل هذه بلطجة".

وأشارت الصانع إلى أن "الفشل لا يضر فقط بالأطفال البدو في النقب، بل كل الأطفال العرب في إسرائيل: 8% فقط من الأطفال الذين يتعلمون في الحضانات، يتعلمون في أطر يشرف عليها العرب. التمييز يحدث منذ الطفولة، فهو ممنهج ومعروف منذ عقود. المراقب يحذر، لكنه لا يغير".

اقرأ/ي أيضًا | هدم العراقيب للمرة 192

التعليقات