كورونا المجتمع العربي: "أن نعيش مع العدوى دون تجاهلها"

قالت د. خمايسي إن "المدارس دائما تكون الحلقة الأضعف، والسؤال الذي يجب أن يطرح هو كيف نواصل عملية التعليم، وليس هل نفتح المدارس أم لا؟ فليس من الحلول أن نغلق المدارس، وكورونا ليست ليوم أو يومين".

كورونا المجتمع العربي:

الكمامة تقي من الإصابة بكورونا (توضيحية)

تتصاعد وتيرة الإصابات وتفشي فيروس كورونا في المجتمع العربي بصورة غير مسبوقة، إذ تبين من المعطيات التي نشرتها الهيئة العربية للطوارئ أن 84% من السكان العرب يعيشون في بلدات حمراء، ونحو 40% من الإصابات الجديدة في البلاد من المجتمع العربي، إضافة إلى 30% من الإصابات الخطيرة لمرضى عرب.

وقال مدير جمعيّة الجليل - الجمعيّة القُطرية العربية للبحوث والخدمات الصحية، ومُركّز الهيئة العربية للطوارئ، أحمد الشيخ محمد، لـ"عرب 48" إن "المجتمع العربي يشهد ازديادا جديا ومقلقا في عدد الإصابات بعدوى كورونا، وخصوصا بين الأطفال، إذ سجلت يوم أول من أمس نحو 1900 إصابة في المجتمع العربي تشكل نسبة الأطفال منها 65%، وهناك 73 بلدة عربية حمراء، أي أنها ضمن قيود على جهاز التربية والتعليم".

وأضاف أنه "في حين تسجل المعطيات العامة في البلاد تراجعا بنسب الإصابات بكورونا يسجل المجتمع العربي ارتفاعا بنسبة 19% في الأسبوع الأخير، وكذلك تسجل الإصابات الخطيرة ارتفاعا مستمرا، إذ بلغت خلال الأسبوع الأخير 109 حالات بينها 31 حالة تخضع للتنفس الصناعي".

أحمد الشيخ محمد

وختم الشيخ محمد بالقول إنه "من خلال فحص المعطيات الإحصائية نلاحظ وجود فجوة في التطعيمات بين المجتمعين العربي واليهودي، وخصوصا في الشريحة العمرية 12 - 15 عاما، إذ بلغت نسبة متلقي التطعيم للوجبة الثانية في المجتمع العربي 62% مقابل 81% في المجتمع الإسرائيلي، وكذلك في الوجبة الثالثة من اللقاح، إذ وصلت نسبة متلقي اللقاح من الشريحة العمرية في المجتمع العربي فوق 60 عاما 67% مقارنة بـ90% في المجتمع الإسرائيلي".

وقالت مستشارة الأمراض الوبائية والمعدية في صندوق المرضى العام (كلاليت)، د. خزيمة خمايسي، لـ"عرب 48" إن "الوضع الحالي حقيقة مقلق جدا. نحن نشهد ارتفاعا حادا في أعداد الإصابات بعدوى كورونا، إذ بلغت نسبة الإصابات الجديدة من المجتمع العربي 40% وما يقارب 30% من الحالات الصعبة أيضا من المجتمع العربي، رغم أن نسبة المجتمع العربي في البلاد أقل من هذه النسب، والأسباب تعود إلى أن انتشار العدوى في المجتمع العربي يتأخر عادة عن المجتمع الإسرائيلي من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، عدا عن التجمهرات التي تواصل الاستمرار في المجتمع العربي، في الأعراس والمدارس، علما أن الدوام الدراسي في مجتمعنا يتواصل منذ مطلع الشهر الحالي، وهذه من الأسباب الرئيسة لانتشار العدوى".

وأضافت أن "المعطيات تبيّن أن الإصابات في أوساط طلاب المدارس تبلغ حوالي 60%، وهذا امر متوقع، إضافة إلى ذلك عدم تطبيق التعليمات الصحية وأهمها ارتداء الكمامة، ونسب متلقي اللقاح المتدنية في المجتمع العربي، لأن نسب المتطعمين العرب ضد كورونا أقل من النسب في المجتمع الإسرائيلي، وهناك فجوات في جميع الأجيال، وخاصة بتلقي الوجبة الثالثة من التطعيم".

د. خزيمة خمايسي

وحول كيفية التعامل مع الإصابات في المدارس والمؤسسات التعليمية، قالت د. خمايسي إن "المدارس دائما تكون الحلقة الأضعف، والسؤال الذي يجب أن يطرح هو كيف نواصل عملية التعليم، وليس هل نفتح المدارس أم لا؟ فليس من الحلول أن نغلق المدارس، وكورونا ليست ليوم أو يومين، فهي معنا منذ عام ونصف العام وستبقى معنا".

وختمت وقالت مستشارة الأمراض الوبائية والمعدية بالقول إن "الهدف فتح المدارس بشكل آمن من خلال خطوات واضحة، وأهم عوامل نجاح استمرار التعليم هو تطعيم من يتمكن من التطعيم في عمر 12 عاما فما فوق، وتهوئة الصفوف أي السماح لتهوئة دائمة بالصف، والحفاظ على ارتداء الكمامة داخل الصفوف، ورفع نسب التطعيم للمعلمين، وتطبيق منظومة الصف الأخضر، أي إجراء فحص يومي للطلاب الذين تكتشف مخالطتهم لحالة كورونا في الصف وعدم إخراج الطلاب للحجر الصحي. هكذا يمكن المحافظة على مسار حياة معتاد، وأن نعيش مع كورونا دون تجاهلها".

التعليقات