مسيرات في 7 بلدات احتجاجًا على العنف ضدّ النساء

تحت عنوان "نازلات عالشارع نقول: فش حرية مع الذكورية"، انطلقت مساء اليوم الخميس، 7 مسيرات في 7 بلدات لإطلاق صرخة ضد تعنيف النساء، خصوصًا في الأسبوع الأخير الذي شهد اعتداءات على أربع نساء، قتلت ثلاث منهنّ فيما أصيبت واحدة بجريمة

مسيرات في 7 بلدات احتجاجًا على العنف ضدّ النساء

إغلاق شارع بن غوريون في حيفا ("عرب ٤٨")

تحت عنوان "نازلات عالشارع نقول: فش حرية مع الذكورية"، انطلقت مساء اليوم الخميس، 7 مسيرات في 7 بلدات لإطلاق صرخة ضد تعنيف النساء، خصوصًا في الأسبوع الأخير الذي شهد اعتداءات على أربع نساء، قتلت ثلاث منهنّ فيما أصيبت واحدة بجريمة إطلاق نار.

والبلدات هي: حيفا، جديدة المكر، يافة الناصرة، دير حنا، كابول، عرابة، طلعة عارة، ومجد الكروم. مراسلة "عرب ٤٨"، إيناس مريح، كانت في المسيرة المناهضة للعنف ضد النساء في حيفا، التي انطلقت من أمام دوار البهائيين في المدينة، وصولا إلى ساحة الأسير في المدينة.


وتأتي التظاهرة تلبية لدعوة ائتلاف "حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء" و"كيان - تنظيم نسوي"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء الذي يحلّ اليوم، الخامس والعشرين من تشرين ثاني/نوفمبر.

وأغلقت النساء المشاركات في المسيرة شارع بن غوريون، وهنّ يلبسن أقنعةً كُتبت عليها أسماء النساء ضحايا القتل.

وقال مديرة "كيان"، رفاه عنتباوي، لـ"عرب ٤٨" إنّ المسيرات التي خرجت اليوم "تقودها جمعيات نسوية محلية، وتهدف إلى تسليط الضوء على العنف ضد المرأة، وتسعى لإيجاد السبل الكفيلة للحد من تفاقم هذه الظاهرة، فالنساء يُقتلن في كل مكان، ولذلك يجب أن تكون هذه القضية على رأس أولويات المجتمع".

عرين هوّاري
عرين هوّاري

بينما قالت الباحثة، د. عرين هواري، "نضالنا يأتي ضمن مسيرة الحراك الشعبي والنسوي لتعزيز قدرة المرأة على مواجهة العنف، على الرغم من حالة الصمت المجتمعي تجاه هذه الظاهرة والتي تكرس حالة الظلم، فصمت المجتمع يؤدي إلى استفحال الجريمة. النساء يقتلن يوميا، والجهات الحكومية تتجاهل ذلك وتلوذ بالصمت. حتى أن الشرطة، المناط بها حمايتنا، لا تلقِ بالًا لنا، فالدولة الإسرائيلية ومؤسساتها منهمكة في تجريم المؤسسات الحقوقية الفلسطينية ووسمها بالإرهاب، وهدم المنازل على رؤوس أصحابها. وما يزيد الطين بلة، وجود مجتمع ذكوري يتساهل مع قتل النساء والعنف ضدها، ورغم حالة اليأس والحزن اللتين تخيّمان علينا، إلّا أنني متفائلة في إيجاد الحلول الناجعة وأراهن على الحراك الشعبي، وما يزيدني تفاؤلًا أننا لسنا وحدنا هنا، فلدينا متضامنون معنا هنا من كافة البلدات العربية ومن كافة المؤسسات والجمعيات النسوية للمشاركة في حراكنا الرامي لوقف العنف بأشكاله المختلفة".

وتابعت هوّاري "أشير إلى أنّ العنف لا يقتصر على مجتمعنا، بل هو حالة عامة موجودة في كل المجتمعات. وأرى أنّ الردع المجتمعي والقانوني هو سلاح فعال للحد من الجريمة، وأريد لفت الانتباه إلى وجود هيئات شبابية لا تقتصر فقط على النساء تتصدى لمسألة العنف ضد المرأة، وتدعو إلى احترام حقوقها وحراكها المجتمعي وتقدمها وتطورها على كافة الأصعدة وفي كل الميادين".

غنوة سمارة
غنوة سمارة

بينما ذكرت الناشطة غنوة سمارة من مجدل شمس "نؤكّد، كشابات، أنّ من حق المرأة أن تعيش بدون تهديد وخوف على حياتها. في كل يوم بتنا نصحو على جريمة بشعة، إذ لا يوجد أيّ مبرّر للقتل، فما يحدث من جرائم عنف ضد المرأة يفرض علينا جميعا المشاركة كل من موقعه في نشاط لنحمي نسائنا من مستنقع الجريمة".

نوال عوض
نوال عوض

ودعت الناشطة نوال عوض من حيفا إلى كسر الصمت العام إزاء ظاهرة العنف ضد المرأة، "يوجد نوع من الصمت وعدم الاكتراث تجاه موضوع العنف بأشكاله المختلفة، كالعنف الذكوري والمجتمعي والسياسي. فالعنف يعصف بالمجتمع من كل حدب وصوب، ولم نعد نشعر بالأمان، ولهذا يجب أن نضع موضوع التصدي للعنف على سلم أولوياتنا في الحياة، وعلينا الوقوف جميعًا ضد العنف والقتل، وأن نتّخذ خطوات فعلية في هذا السياق. وبالنسبة لي، لو أتيحت لي الفرصة للنزول للتظاهر بشكل يومي ضد العنف وخطف الحريات وتكميم الأفواه لفعلت دون تردد. ورغم شعورنا بالضعف إلّا أننا نرى في هذا التحرك وسيلة لتحريك الشارع للحدّ، قدر الإمكان، من موجة العنف المستشرية في مجتمعنا، وأن نبدّد حالة اليأس وعدم الشعور بالأمان، وعلى الرغم من ورود خبر مقتل امرأة في بلدة المغار تزامنًا مع هذه المظاهرة، إلا أن هذا يزيدنا إصرارًا على التصدي للعنف الموجه ضد النساء".

عدن ظاهر
عدن ظاهر

أمّا الناشطة عدن ظاهر من الناصرة، فأشارت إلى أهميّة الحراك النسوي ضد قمعهن قائلة "أنا هنا لتوجيه رسالة بالغة الوضوح، هي أن علينا أن نكون أقوياء في الاضطلاع بمسؤولياتنا لقطع دابر العنف ضد المرأة، وأن نقدّم لها الدعم اللازم لحمايتها مِمّا يحيق بها جراء العنف الموجه ضدها. ويجب على المرأة أن تشعر بقوتها وألّا تستسلم للجناة الذين يتربصون بها الدوائر من منطلق ذكوري بحت، وهدفي هو مساعدة امرأة واحدة على الأقل للخروج من دائرة العنف وتعزيز ثقتها بنفسها وتزويدها بالإرشادات والوسائل اللازمة لئلا تقع ضحية للعنف الموجه ضدها".

التعليقات