11/11/2019 - 11:02

باقة الغربية: 8 مرشحين للرئاسة وغياب الأحزاب السياسية

تمثل انتخابات 2019 لبلدية باقة الغربية علامة فارقة في العديد من النواحي، إذ تجسد هذه الانتخابات فصلا جديدا في العملية الانتقالية في المدينة، عبر ترشيح وجوه شابة للرئاسة والعضوية غاب عنها العنصر النسائي.

باقة الغربية: 8 مرشحين للرئاسة وغياب الأحزاب السياسية

لافتات دعائية لمرشحين بباقة الغربية (تصوير "عرب 48")

تمثل انتخابات 2019 لبلدية باقة الغربية علامة فارقة في العديد من النواحي، إذ تجسد هذه الانتخابات فصلا جديدا في العملية الانتقالية في المدينة، عبر ترشيح وجوه شابة للرئاسة والعضوية غاب عنها العنصر النسائي، ولم يتم ترشيح أي امرأة للرئاسة ولا حتى ضمن أي قائمة للعضوية، وكذلك غابت عن التنافس الأحزاب والحركات السياسية.

ويتنافس 8 مرشحين على رئاسة البلدية، وهم: رائد دقة، هاني عثامنة، حسام أبو مخ، بهاء مواسي، معاذ بيادسة، عبد اللطيف مصاروة، حلمي كتانة وجلال أبو حسين، فيما تتنافس 13 قائمة عضوية على المقاعد الـ15 في المجلس البلدي. وسيشرف على سير العملية الانتخابية مأمور الانتخابات، بشارة عبساوي.

باقة الغربية، هذا الأسبوع (تصوير "عرب 48")

وتتنافس قوائم الرئاسة والعضوية على نيل ثقة 19,822 أصحاب حق اقتراع ستتوزع على 30 صندوق اقتراع في 11 مؤسسة ومدرسة بالمدينة، وبسبب استحالة حسم انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى كون المرشح بحاجة إلى 7,000 صوت للفوز بالرئاسة من الجولة الأولى، فيما سيكون المرشح الذي سيتأهل للجولة الثانية والتي تتجه إليها الأنظار بحاجة إلى الحصول على ثقة 3,500 ناخب.

 وحفاظا على أجواء التنافس والتآخي بين أبناء البلد الواحد، بادرت اللجنة الشعبية ولجنة الصلح بالمدينة لاجتماع حضره جميع المرشحين للرئاسة والعضوية، ووقعوا على ميثاق شرف وتعهد بنزاهة الانتخابات، والالتزام بالعادات والتقاليد والقيم والأخلاق، والابتعاد عما يثير الشحناء والبغضاء والحفاظ على النسيج الاجتماعي في باقة الغربية.

احتدام المنافسة في باقة الغربية (تصوير "عرب 48")

وتعد الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء الموافق 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري اختبارا لهذه الترشيحات الشابة، ما يعني أن هذه الانتخابات مهمة محليا، إذ سيؤدي الإنجاز إلى وصول عملية الانتقال في ثقافة العمل البلدي إلى عهد جديد بالنهج والتعامل والطروحات بما يتجاوز معضلة النهج الدارج والثقافة السائدة والفوضى بالعمل البلدي.

ثقافة انتخابية

وقال مرشح الرئاسة، رائد دقة، لـ"عرب 48" إنه "بعيدا عن التصورات غير العملية والجهود العشوائية، قدمت كتلة باقة أولا برنامجا متكاملا للمواطنين، لأننا جئنا من بين الجماهير وقلب القضايا والملفات وهموم المواطن".

المرشح رائد دقة

وأضاف أن "الجميع من مرشحي الكتلة على دراية ومعرفة تامة باحتياجات الناخبين وأولوياتهم والخدمات الأكثر أهمية لهم والسياسات والمشاريع المستقبلية الأكثر حيوية في نظرهم، والمواقف التي يميلون إلى تأييدها".

وأوضح أن "طرح قائمة باقة أولا ومشروعها الذي لا يقتصر على الانتخابات، أضحى مشروعا للحياة المستقبلية التي يتوق لها كل مواطن في باقة، إلى مزيد من الإقبال والدعم نحو ترسيخ ثقافة العمل البلدي واحتياجات المدينة وتطلعات المواطنين".

وختم المرشح دقة بالقول: "لقد نجحنا من خلال التواصل مع الجمهور بإنتاج ثقافة انتخابية جديدة تعكس الوعي الكبير الذي يتمتع به المجتمع البيقاوي، الأمر الذي يساهم في رفع نسب المشاركة خلال الانتخابات البلدية والإقبال ليس فقد على التغيير بل الشراكة والتأثير".

شريك بالتغيير

في المقابل، رفع مرشح الرئاسة، هاني بيادسة، الذي خاض التنافس في انتخابات عام 2015 شعار "كن شريكا بالتغيير"، وعاد مجددا لطرح ذات الشعار لنيل ثقة الناخبين في باقة الغربية.

المرشح هاني بيادسة

وقال بيادسة، لـ"عرب 48"، إنه "ننطلق مجددا نحو مسيرة إحداث التغيير لمعالجة العديد من الملفات والقضايا الملحة التي تواجهها باقة وأبرزها، قضايا الأرض والمسكن، والخرائط الهيكلية، والنهوض بالتربية والتعليم وتوفير الأطر للأطفال وأبناء الشبيبة، ودعم الأطر المجتمعية لترسيخ الأمن والأمان في سيرورة مكافحة العنف وتعزيز لغة الحوار والتسامح".

واستعرض مسطح نفوذ باقة الغربية التي تبلغ مساحة أراضيها قرابة 11 ألف دونم، 9,200 دونم تتبع للبلدية منها 5,400 معدة للبناء، لافتا إلى أن "نصف مسطح أراضي باقة مصنف على أنه زراعي ونحو 1,500 دونم يتبع لنفوذ مجلس إقليمي 'منشة' وجت"، مؤكدا بأنه سيركز جل اهتمامه لتوسيع مسطح البناء للمدينة.

وشدد المرشح بيادسة على "ضرورة تحضير مخطط شمولي لباقة، يلبي احتياجاتها في مختلف مجالات الحياة، وأهمها ضمان جود حياة وبيئة آمنة للمواطنين، وكذلك إعادة هيكلية جهاز البلدية وأقسام الموظفين بغية تحديد الأهداف والغايات والنهج لإدارة البلدية والرؤية الشمولية لمستقبل باقة".

إدارة عصرية

يخوض شاب آخر التنافس على رئاسة البلدية، حسام أبو مخ، رافعا شعار "رؤية واضحة"، من خلال تجربته في إدارة كبرى شركات التسويق والاستهلاكية في البلاد.

المرشح حسام أبو مخ

وقال أبو مخ، لـ"عرب 48"، إن "عملي في كبرى الشركات في البلاد علمني الكثير في إدارة الموارد عموما والموارد البشرية وكيفية التعامل وتوظيف ميزانيات بملايين الشواقل".

ويسعى مرشح الرئاسة أبو مخ إلى توظيف تجربته في إدارة الشركات لإقناع الناخبين في باقة لمنحه الثقة بغية أن ينقل نموذجا عمليا لإدارة البلدية المنتخبة، حيث يعتقد أن إدارة مؤسسة مثل بلدية باقة الغربية بحاجة إلى خبرة بالمجال الإداري والتعامل مع تنظيم عمل بأساليب حديثة ومتطورة.

وأضاف أن "التصويت لحسام أبو مخ يعني انتخاب إدارة بلدية تعتمد نهجا بظروف وأساليب عصرية وحديثه تتلاءم مع الوقت والعصر الذي نعيشه والاحتياجات المستقبلية للمدينة والسكان".

وأشاد أبو مخ بوعي المواطن بالمدينة وبقراره، وختم بالقول، إن "المواطن في باقة ذكي ولا يمكن الضحك عليه أو تضليله، فأنا كإنسان واقعي وعملي سأقوم ببناء خطة عمل تستند على معطيات لمعالجة قضايا البلد، لن أبيع للمواطن أوهاما، باقة بحاجة لرئيس واقعي يتعامل مع البلدية بشكل مدروس دون الاستخفاف بعقول المواطنين".

أنماط الترشيحات

لا يقتصر التنافس في باقة الغربية على الترشيحات الشابة، بل أيضا بالرؤية والطروحات بين مرشحي الرئاسة، الشاب معاذ بيادسة وهو أصغر المرشحين الثمانية سنا، كان أول من أعلن عن ترشحه لرئاسة البلدية، مجددا بطرح فكرة أن تصنع باقة الغربية التغيير.

المرشح معاذ بيادسة

واستعرض المرشح بيادسة أنماط الترشيحات وكذلك التصويت التي تتميز بها باقة الغربية منذ أول انتخابات مباشرة للسلطة المحلية عام 1978، لافتا إلى أن "العائلية السياسية أضحت عائقا أمام تقدم باقة الغربية في مجالات عديدة ومرهقة لجميع أهالي المدينة".

وأوضح أن "أنماط الترشيحات والتصويت الذي اعتدته باقة الغربية أنتج قلة منتفعة، تحاول في كل انتخابات أن تتمسك بهذه الأنماط الانتخابية وتفرضها على المواطنين كنهجٍ سياسي محوره المحسوبيات".

 وعن دوافعه للترشح للرئاسة كشاب في عقده الثالث، قال إن "قراري للترشح نابع من قرارِ شريحة واسعة من شبابنا على ضرورة إحداث نقلة نوعية في الواقع الذي نعيشه. لا يمكن أن نبقى في هذا الواقع ويقدم أولادنا على الواقع الذي عشناه في جميعِ سيئاته، لذلك نحن بحاجة إلى تغيير وقلب نهج سياسي، وبناء مسارٍ جديد لباقتنا، مسار يحدد مسؤوليتنا كمجتمع لإنهاء المحسوبيات والعائلية، واستثمار ما تبقى لنا، لصالحنا جميعا".

وختم بيادسة بالقول: "لقد مرت بلدتنا بالعديد من الفتراتِ الصعبة، من لجان معينة وانتخابات مبنية على دعم أصحاب المصالح الضيقة ووعود انتخابية غير قابلة للتطبيق، دون أن يكون هناك أي مشروع يتطلع إلى مواجهة التحديات التي تعصف بنا، ودون أن نوجد بيئة مناسبة يترعرع بها أبناؤنا، في ظل النظام المجحف القائم على مصادرةِ الأرض وهدم المنازل".

برنامج انتخابي

بدوره، رفع عضو البلدية، بهاء مواسي، شعار "صار بدها تغيير"، ليعلن عن ترشحه لرئاسة بلدية باقة الغربية، واضعا على أجندته هيكلة أقسام البلدية وتنظيم الأقسام وتدعيم مكانة الموظفين، مع تطوير خدمات الصحة والبيئة وملف الصناعة والتجارة إلى جانب الملف الأساس الذي يجمع عليه جميع المرشحين وهو الخارطة الهيكلية.

المرشح بهاء مواسي

وقال إنه "حان الوقت للتغيير لما فيه المصلحة العامة لباقة ومستقبلها، وعلى هذا الأساس انطلقت للتنافس على رئاسة البلدية، إذ رأيت من خلال تجربتي في عضوية المجلس البلدي إنني أستطيع أن أقدم لباقة وأهلها الأكثر من خلال رئاسة البلدية".

 وكغيره من المرشحين، أكد مواسي أهمية قصوى للخارطة الهيكلية والتخطيط والبناء وقضايا الأرض والمسكن وتوسيع مسطح نفوذ المدينة والنهوض بالتجارة والصناعة، كما وضع ضمن برنامجه الانتخابي أزمة السكن وحلها من خلال توفير مشاريع للأزواج الشابة.

ترشيحات عائلية

مرشح آخر للرئاسة كان عضوا للبلدية وأشغل منصب الرئيس السابق للجنة التنظيم والبناء بوادي عارة، عبد مصاروة، انضم للتنافس على رئاسة البلدية، لافتا إلى أن "جميع الترشيحات للرئاسة والعضوية في باقة الغربية هي على أساس عائلي"، لكنه أكد أنه "لا يمكن لأي مرشح حسم الانتخابات دون دعم والتفاف عائلات البلدة من حوله".

المرشح عبد مصاروة

وعن الأسباب والدوافع لترشحه، قال مصاروة لـ"عرب 48" إن "تجربتي بالعمل الجماهيري والبلدي أمام الكثير من التحديات والقضايا التي تواجه باقة، وهي ذات القضايا المشتركة لمختلف البلدات العربية، وأبرزها الخرائط الهيكلية وقضايا الأرض والمسكن، ه التي دفعتني للترشح لرئاسة البلدية".

ولفت إلى أن "البلدية المقبلة أمامها الكثير من التحديات، في ظل شبح الهدم للمنازل والمنشآت الصناعية والتجارية، وكذلك الخارطة الهيكلية الشمولية التي بحاجة لتعديلات، إلى جانب ضرورة تحضير العديد من الخرائط التفصيلية لترخيص مئات المنازل، وبالتالي باقة الغربية بحاجة إلى لجنة تنظيم وبناء خاصة بها".

جذب المستثمرين

وتحت عنوان "من أجلك يا باقة"، أعلن حلمي كتانة المنافسة على رئاسة البلدية. وركز في طرحه على الدمج بين العمل المحلي والقطري الوطني والجماهيري في كل ما يتعلق بقضايا الوجود والحفاظ على الثوابت التي تدعم قضايا الأرض والمسكن والانتماء والكرامة، وكذلك العلم والعمل لأبناء وبنات المجتمع الفلسطيني في البلاد ومن أجل تعميق مشاركة باقة الغربية في هذا النضال.

المرشح حلمي كتانة

وقال مرشح الرئاسة كتانة، لـ"عرب 48"، إنه "سنقوم بتكثيف المشاركة والالتزام بقرارات المؤسسات القُطرية التي تمثلنا كلجنة المتابعة واللجنة القطرية للرؤساء وغيرهما، لتكون باقة فاعلة ومؤثرة على مجريات الأمور وعلى اتخاذ القرار في كافة الأطر ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة والمدافعة عن حقوق شعبنا في كافة المجالات".

وأكد أنه "أولي أهمية بالغة للتجارة والصناعة في باقة، حيث سأدفع نحو جذب المستثمرين وإقامة شركة اقتصادية تملكها بلدية باقة من أجل توفير الأموال اللازمة للمشاريع الحيوية والتربوية فقط عبر توفير الأموال من إدارة المشاريع بصورة مهنية سليمة وتوفير أماكن عمل مريحة لشباب وشابات باقة".

وختم كتانة بالقول: "لأن قضايا الأرض والمسكن والخارطة الهيكلية هي الأهم للمواطن، لا بد من تحويل قسم الهندسة في البلدية إلى قسم تخطيط يشمل مجموعة من المخططين الإستراتيجيين وتخطيط المدن، وإعداد خطط مرحلية وشاملة لاحتياجات باقة في كافة المضامين والمجالات، في العشرين سنة المقبلة".

توفير الأطر

وفي المقابل، جدّد جلال أبو حسين ترشحه لرئاسة البلدية للمرة الثالثة رافعا شعار "لبلدنا في أمل"، مشددا على "ضرورة مكافحة العنف والحث على التسامح والحوار، إلى جانب الاستثمار بالمواطن البيقاوي من خلال التربية والتعليم ومعالجة المشاكل والتحديات والنهوض بالمدارس بمختلف المراحل، مع الاهتمام بتوفير الأطر الخاصة بالشباب، عبر خطة عمل ممنهجة بدعم المدارس"، مؤكدا أنه "كان وسيبقى خادما للصغير والكبير وللجميع، وَسيعمل بكل طاقته من أجل خدمة البلد".

المرشح جلال أبو حسين

واستعرض مرشح الرئاسة أبو حسين، المشاريع التي يتطلع لتنفيذها والتي من شأنها أن تكون رافعة للمدنية وترتقي بالمواطنين في مختلف مناحي الحياة وأهمها التجارية والاقتصادية، لافتا إلى أنه سيعمل على جلب فروع المكاتب الحكومية مثل مؤسسة التأمين ووزارة الداخلية وغيرها من الخدمات التي تسهل على الأهالي عناء السفر وتقرب الخدمات.

كما يسعى أبو حسين إلى النهوض بالصناعة والتجارة من خلال التخطيط والبناء وتوسيع مسطح النفوذ لباقة والخارطة الهيكلية وحل مشاكل وأزمة السكن وتوفير المباني للأزواج الشابة، والمبادرة لإقامة منطقة صناعية متطورة وجذب المستثمرين ورجال الأعمال.

 

التعليقات