05/03/2020 - 12:02

بركة: أزمة الحكم في إسرائيل من شأنها إنتاج فاشية معلنة

أصدر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، اليوم الخميس، بيانا خاصا، هنأ فيه القائمة المشتركة وجمهور المصوتين، على "الإنجاز الكبير الذي حققته القائمة"، ودعا الجماهير العربية، إلى "رفع جاهزيتها أكثر، لمواجهة التحديات والأخطار المقبلة علينا".

بركة: أزمة الحكم في إسرائيل من شأنها إنتاج فاشية معلنة

محمد بركة (أرشيف عرب 48)

أصدر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، اليوم الخميس، بيانا خاصا، هنأ فيه القائمة المشتركة وجمهور المصوتين، على "الإنجاز الكبير الذي حققته القائمة"، ودعا الجماهير العربية، إلى "رفع جاهزيتها أكثر، لمواجهة التحديات والأخطار المقبلة علينا، كجماهير عربية، وعلى شعبنا الفلسطيني ككل".

وقال إنه "مع انتهاء الانتخابات البرلمانية للكنيست وصدور النتائج النهائية وحصول القائمة المشتركة على إنجاز كبير ومبهر أتقدم بالتهنئة والتقدير للنواب المنتخبين الـ15 جميعا ولأحزابهم الأربعة، التي يشكّل كل منها مركبا أساسيا وهاما في لجنة المتابعة العليا. التهنئة والاعتزاز موصوليْن لجمهور الناخبين الكبير الذي منح ثقته العظيمة للقائمة المشتركة. هذه الثقة التي تشكل مصدرا للاعتزاز ومعها يكبر حجم المسؤولية وتتعزز الثقة بأن نواب شعبنا سيكونون أمينين لها وأمينين عليها".

أجندة وطنية وديمقراطية

واعتبر بركة أن "هذا الإنجاز البرلماني الكبير يتكامل مع الأجندة الوطنية والديمقراطية والشعبية لكون العمل البرلماني يشكل رافدا هاما من روافد العمل الوطني العام لصيانة الهوية والتمسك بالثوابت وخدمة مصالح الناس. إن الازدياد الملحوظ في أعداد المصوتين اليهود للقائمة المشتركة يشكل أساسا جيدا لنضالات مشتركة من أجل حقوق شعبنا ومن أجل العدالة والديمقراطية".

وأضاف أنه "من جهة أخرى فقد حملت النتائج العامة في طياتها أخطارا كبيرة على الجماهير العربية الفلسطينية وضد ما تبقى من هامش للعمل الديمقراطي بفعل أن حوالي 100 نائب في الكنيست من أصل 120 قد دعا بهذا المستوى أو ذاك
إلى إقصاء الجماهير العربية خارج الشرعية السياسية والتمثيلية. إن تصريحات نتنياهو في الأيام الأخيرة وشطبه الوقح والفاشي للتمثيل العربي، تنذر بمخاطر شديدة وتنطوي على انفلات شرس من قبل المؤسسة مباشرة أو من قطعان الفاشية التي تنتشر كالسرطان في بلادنا ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية أو ضد أي قرار قد لا يكون في صالح نتنياهو واليمين".

أزمة حكم

وأكد رئيس المتابعة أن "أزمة الحكم في إسرائيل قبل الانتخابات وبعدها من شأنها إنتاج فاشية معلنة تتخذ من 'قانون القومية' ومن 'صفقة القرن' أساسا لحراك المؤسسة الإسرائيلية مع كل ما يمكن أن يترتب على ذلك من محاولة الإجهاز على حقوق شعبنا الفلسطيني عموما وعلى جماهيرنا العربية بما في تصعيد دعوات الترانسفير وتصعيد الملاحقات السياسية القائمة أصلا وشطب ما تبقى من الهامش الديمقراطي".

وأوضح أنه "ندرك تماما أن العنصرية وعقلية الاقتلاع متأصلتان في الفكر الصهيوني وهي ليست خللا في النظام إنما تقع في جوهره وعلى هذه الحقيقة أن تكون ماثلة أمامنا إلى جانب السعي لتحقيق إنجازات موضعية لجماهيرنا ضمن منظومة ثوابت حقوقنا القومية والمدنية. لقد حقق شعبنا مآثر كفاحية مجيدة عبر مسيرة طويلة حسمت الأمر الأساس وهو بقاؤنا وانتماؤنا وتطورنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه، كما حققنا إنجازات هائلة سياسية واجتماعية وكل ذلك بفضل صمودنا ونضالنا وبفضل تكامل دوائر عملنا التي يقع العمل الشعبي في مركزها، ولم تكن إنجازاتنا في وطننا منذ النكبة وحتى اليوم بفضل كرم المؤسسة الصهيونية".

وأشار بركة إلى أنه "أمامنا جميعا مهمات جسيمة علينا أن نضطلع بها، من مواجهة مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتضييق الحيز العام في قرانا ومدننا والخطر بانفجار سكاني بسبب محاصرة قرانا ومدننا حتى تكاد تكون غير قادرة على استيعاب حاجات السكن والبنى التحتية الأساسية إلى جانب نشر العنف والجريمة والسوق السوداء والتمييز الصارخ في الميزانيات وغياب مناطق صناعية ومناهج تعليم هجينة واستهداف اللغة العربية والهجوم على روايتنا لنشر العدمية والانتماءات المجوّفة وعدم استيعاب الكفاءات العربية في مجالات تأهيلهم المهني والعلمي، وكل ذلك إلى جانب الأخطار التي تتهدد شعبنا الفلسطيني عموما. كل ذلك يتطلب تضافر الكفاح الشعبي والنضال الوحدوي لكل أبناء مجتمعنا دون استثناء، وهذا يتطلب تعزيز هيئاتنا الوحدوية: لجنة المتابعة العليا والأحزاب السياسية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والقائمة المشتركة والتنظيمات الشبابية والنسائية ومنظمات المجتمع المدني. هذا يلزمنا باستكمال عمل اللجنة الدستورية المنبثقة عن لجنة المتابعة وإنهاء صياغة التعديلات على النظام الداخلي للجنة المتابعة للارتقاء بعملها إلى مرحلة أكثر تقدما بوصفها الهيئة الوحدوية لكافة مكونات شعبنا".

العمل الوحدوي

وعن العمل الوحدوي، قال رئيس المتابعة، إن "أهم مقدمات العمل الوحدوي يكمن في احترام التعددية الفكرية والسياسية والعقائدية في مجتمعنا العربي، ويجب التوقف والتخلص من مظاهر الإسفاف التي ظهرت، مؤخرا، في بعض زوايا حياتنا، فمن يشارك في الانتخابات البرلمانية من أبناء شعبنا لا يمكن أن يكون جزءًا من الهيكلية الصهيونية ومن يقاطع الانتخابات من أبناء شعبنا لا يمكن أن يكون جزءًا من منظومة خدمة اليمين، لذلك لا مكان للتسفيه والتخوين والقذف والتكفير، وهناك متسع لإدارة نقاش حضاري يقوي المناعة المجتمعية ولا يشظِّيها. بعد انتهاء الانتخابات نعود إلى الميدان، إلى شعبنا، لمواجهة 'صفقة القرن' و'قانون القومية' والعمل على حماية القدس وثوابت حقوقنا وحقوق شعبنا".

ذكرى يوم الأرض

وختم رئيس المتابعة بالقول إنه "في نهاية الشهر الحالي تحلّ علينا الذكرى الـ44 ليوم الأرض المجيد الذي أشهرت فيه جماهيرنا انتمائها رغم القمع والإرهاب، وأعلنت إضرابا شاملا تاريخيا قوّض أحلام التدجين الصهيونية. في يوم الأرض القادم نلتقي جميعا، شعبا موحدا ومكافحا في فعل سياسي مشترك يشمل جميع أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، لنقول بالصوت الجهوري للحالمين بالترانسفير الجسدي أو السياسي نحن لا نعيش في وطننا وحسب إنما وطننا يعيش فينا، ولنؤكد أن العنصرية مهزومة حتما ونحن باقون في وطننا على العهد كأننا عشرون مستحيل. إن مواجهة العنصرية أقلّ كلفة من الخضوع لها".

التعليقات