29/01/2020 - 15:00

تهديد الأولاد وأثره مدى الحياة

قد يلجأ بعض الأهل والمربين بهدف التأثير وتوجيه سلوك الأطفال وتصرفاتهم، فنراهم يلجؤون لاستعمال عبارات مثل:  - أنا زعلان/ة منك لأنك عملت هكذا، - ما عدت أحبك

تهديد الأولاد وأثره مدى الحياة

لا زلت أذكر تلك التجربة المرة والكابوس الذي انتابني حين دخلت إلى صف من الصفوف في جيل 3 سنوات ولأول مرة، كانت صدمة كبيرة لي أثر تهديد إحدى المعلمات بأنه توجد غرفة للفئران وسوف يدخلها كل من لا يهدأ أو يكون مطيعا لأوامرها، نعم كان تعذيبا نفسيا يتيح لخيال طفلة بهذا الجيل أن تبات ليل نهار تحلم بهذه الغرفة، وما يمكن أن يجري داخلها من الفئران المفترسة، فما كان مني إلا أن عصيت أوامر والدي وامتنعت عن الذهاب للمدرسة، كرهت المربية ولا زلت أحمل أثر هذا التهديد لليوم، يدق قلبي كلما ما اقتربت للمكان.  

التهديد والتخويف: 

قد يلجأ بعض الأهل والمربين بهدف التأثير وتوجيه سلوك الأطفال وتصرفاتهم، فنراهم يلجؤون لاستعمال عبارات مثل:

 - أنا زعلان/ة منك لأنك عملت هكذا 

- ما عدت أحبك

- شفت صديقك كيف شاطر ما بعمل مثلك

وغيرها من الجمل التي تهبط عليه كالصاعقة، وممكن أن تؤثر تأثيرا آنيا لضبط السلوك ولكن مفعوله لا يدوم طويلا في ذاكرته، ولكنه يترك أثرا سلبيا بما يتعلق بثقته بنفسه، فالطفل لا يستطيع ضبط سلوكه دائما، ولكن ما يبقى عالقا في ذهنه أنه فقد الحب من والديه أو المربين لأنه لم يستطع فعل ما طُلِب منه. هو لم يدرك أن من قال هذه الجملة عن الحب لا يعنيها من قلبه لكنها كانت جملة عابرة، لأنه في مرحلة عمرية لا يدرك فيها بعد إلا ما يشعره ويحسه، ممكن أن يستعمل الأهل لضبط السلوك أساليب مثل الحرمان من برنامج تلفزيوني، ألعاب معينة يحبها الطفل، حرمان من المصروف وغيرها من حاجاته الأساسية المادية.

لماذا نلجأ للتهديد:

الهدف هو التسلط على الطفل من أجل منعه من تصرفات معينة، تدريبه على أشياء معينة يعتقد الأهل أنها مفيدة لابنهم، فيخوفونه بأشياء مجهولة ومريبة تقض مضجعه وتزرع به الخوف والهلع مما يجعله يشعر بعدم حب أهله الحقيقي له ويسبب له أذىً نفسيا.

الآثار السلبية للتهديد:

- ألم نفسي

- عدم الثقة بالنفس والأهل

- شعوره بالنقص تجاه أصدقاء له يستطيعون القيام بما لا يستطيع فعله.

- الخوف الذي يطارده من أشباح (سيأكلك الغول) _(سأحبسك في العتمة) وغيرها من الجمل المرعبة.

- يؤدي لعصبيه لديه

- مزاجية وتقلب في المزاج

- شخصيته مرتبكة وهذه الصفات تكبر معه

- فقدان الثقة بالوالدين إذا كان التهديد بأنه سيخبر الأصدقاء أو الأب 

- يولد لديه القلق المستمر وكراهية الأهل

- يصبح انعزاليا خجولا

الحلول المطروحة:

هذا الأسلوب هو قمعي وسادي حتى وأسلوب غير ديمقراطي على الإطلاق، لا بديل للأهل من استعمال النقاش والحوار والأسئلة، الأمر الذي يحمل الطفل فوق قدرته على استيعاب ذلك لا بل يحملها معه لكل حياته.

الحياة يجب أن تنمُ على الحب والعلاقة مع الوالدين على الشعور بالأمان والتفاهم، يجب ألّا يلجأ الأهل للتهديدات من أجل تحقيق رغباتهم هم ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار رغبات وميول الأولاد، باختيار الألعاب والثياب والطعام وأنواعه وتوقيت فعل ذلك، عدم إكراهه على فعل الأشياء ومضايقته إذا كان رافضا ذلك، عدم استعمال الضرب والتهديد والتخويف فهذا لن يجلب نتيجة إيجابية على بالعكس فأثره سلبي على المدى البعيد.

سوسن غطاس


 

موجهة مجموعات تخصص والدية

"موقع والدية برعاية عرب 48"

التعليقات