31/10/2010 - 11:02

الرؤية الاسرائيلية للتطبيع!../ نواف الزرو

الرؤية الاسرائيلية للتطبيع!../ نواف الزرو
وجهت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"، نداء للمثقفين والأكاديميين العرب، لمقاطعة إسرائيل ثقافيا وأكاديميا"، وحثت الحملة الأكاديميين والمثقفين العرب على "مقاطعة كافة أشكال التعاون والعمل في مشاريع أكاديمية وثقافية مشتركة مع جميع الجهات الإسرائيلية بشكل عام".

ويذكر في هذه المناسبة أنه تراكمت في الآونة الأخيرة جملة كبيرة من التصريحات والمواقف الإسرائيلية والأمريكية التي تطالب العرب بالتطبيع الشامل وربط عملية التطبيع بالمفاوضات السياسية، بحيث لا يكون هناك أي تقدم سياسي إلا إذا رافقه تقدم تطبيعي عربي وقس على ذلك...!

وتوجهت ليفني إلى قادة الدول العربية داعية إياهم لـ"تطبيع العلاقات مع إسرائيل" لأن ذلك برأيها" قادر على إحداث التغيير"، كما دعت إلى "ضرورة ملاءمة قرار 194 للواقع والظروف الحالية" معربة عن "معارضتها لإمكانية عقد مؤتمر دولي لحل الصراع".

وعلى نحو متكامل ومتناغم لم تتأخر وزيرة الخارجية الأمريكية رايس من جهتها عن التجاوب السريع مع رؤية ومطالب ليفني ، على نحو يمكن وصفه انه "عندما ترعد عند ليفني تمطر عند رايس..."
إذ أعلنت رايس عقب لقائها مع ليفني في واشنطن:" أنه ليست هناك حاجة لأن ينتظر العالم العربي انتهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ليبدأ في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسب المبادرة السعودية".

إذن نحن أمام تفاهم وتحالف وتكامل أمريكي –إسرائيلي على مسألة تطبيع العرب لصالح "إسرائيل"حتى قبل تحقيق أي انجاز حقيقي على صعيد التسوية ، فكيف ذلك ولماذا وما المضامين والأهداف الخفية وراء ذلك...؟!
يحمل مصطلح التطبيع في الرؤية الإسرائيلية معنى القسر والإكراه والابتزاز لفرض نمط علاقة غير طبيعية، أما أشكال ومضامين التطبيع المطلوب في الفلسفة الإسرائيلية فهي :

1- التطبيع السياسي والاعتراف الدبلوماسي والقانوني من قبل جميع الدول العربية .
2- التطبيع الاقتصادي – أي إنهاء المقاطعة الاقتصادية تماماً وبناء علاقات اقتصادية في مختلف المجالات : زراعة .. صناعة .. خبرات .. أيد عاملة .. استثمارات ..
3- التطبيع النفسي، أي تكريس وتطبيع وجود "إسرائيل" والقبول بها عربياً رسمياً وشعبياً والتعامل والتعايش معها بكل ما ينطوي على ذلك من انفتاح شامل على تلك الدولة بوصفها دولة طبيعية مشروعة في المنطقة .
4- التطبيع الثقافي، وهذا يعني إلغاء منظومة كاملة من المعتقدات والأفكار والمفاهيم التي نشأت عليها أجيال وأجيال فلسطينية وعربية، مع كل ما يتطلبه ذلك من تغيير في المناهج التعليمية والمطبوعات الفكرية والسياسية والثقافية والتاريخية والوسائل والخطابات الإعلامية والأنشطة الفنية .. الخ.

ولذلك يمكن القول أن "التطبيع" في المفهوم الأمريكي –الإسرائيلي إنما هو تطبيع ابتزازي يستند بوضوح إلى هذا الخلل المفجع في موازين القوى، وهو تطبيع ابتزازي يهدف ثانياً إلى تشريع وجود دولة قامت بصورة غير مشروعة على أنقاض شعب كان قائماً على امتداد مساحة وطن مشروع له عبر التاريخ، وهو تطبيع ابتزازي يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف الإستراتيجية الصهيونية / الأمريكية .

ونقول هنا: الواقع أن العرب يملكون كماً كبيراً من الأسلحة والأوراق والخيارات الضاغطة في مواجهة الابتزازات الأمريكية الإسرائيلية – ولكن المعطلة لسبب أو آخر – وبوعي أو بدون وعي، والمطلوب إعادة تفعيل واستخدام كل هذه الأسلحة والأوراق والخيارات وهي واسعة وحقيقية وليست وهمية .

فمن الطبيعي والمنطقي والمشروع والملح ( لاحظوا .. ) أن تسير أمور الدول والأنظمة والقمم العربية في هذا الاتجاه الصحيح والعاجل ، لكن هل تضرب حسابات الحقل حسابات البيدر .. أم تلتقي معها وكيف ..؟ ومن يتحمل مسؤولية الإخفاقات العربية .. السابقة ..؟
نحتاج كل الحاجة على امتداد الخريطة العربية إلى الإرادة السياسية المستقلة الفاعلة الملتزمة بالمصالح القومية العليا للأمة العربية ..!
ونحتاج بالتالي إلى إنعاش الأمل والبسمة والتفاؤل في غد عربيٍ مشرقٍ ومشرفٍ وكبيرٍ ..؟
فهل تنجح الأمة والدولة والقمة العربية بتبني قرارات وخطوات وأجندات سياسية تتسلح بأنياب حقيقية ؟

التعليقات