31/10/2010 - 11:02

كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب محمداً"/ واصل طه

-

كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب محمداً
الواشون على د. عزمي بشارة سواء بتوصيل المعلومات لأسيادهم في إسرائيل أو بالتلاعب بالكلام أو تزويره، بهدف المزيد من ملاحقته أوالتضييق عليه حتى في المنفى، هم وجهان لعملة واحدة، جوقة تخدم سيدها تستمد هذه الجرأة في خدمة المؤسسات المعادية للأمة ومفكريها جراء الحقد والحسد الكامن فيها، أو من الأجر الذي تتقاضاه من مشغلها.

هم أقزام مفلسون فكرياً وسياسياً وإجتماعياً، يتطاولون على "القطوف الحامضة" كما يقول مثلنا الشعبي، ويختبئون ولا يكشفون عن هويتهم، لأنهم يعرفون أنهم سيصبحون "كالبعير المعبد" في مجتمعهم.

في محاضرته في عمان كانت مواقفه واضحة الى درجة أنه أجاب على كل التساؤلات العالقة في الأذهان وحللها بجرأة فكرية، نادرة. وقد غطت الصحافة الأردنية المحاضرة بشكل إيجابي وموسع.

ولكني أريد أن أتوقف عند نقطتين إثنتين مما قال ومما تم تزويره بغية التشهير به وكأنه "يشبه نفسه بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كما نشر في موقع عمون الالكتروني (مستندا لبيان وشاية وصله وقد صحح نفسه فيما بعد) بهدف التحريض الدموي عليه في محافل ضعاف النفوس فالحقيقة الدامغة كما وردت في المحاضرة وجاء بعضها على لسان د. بشارة في المقابلة الصحفية مع صحيفة العنوان الرئيسي الصادرة في الناصرة هي . (وعلى فكرة حتى لو تمثل المرء بسلوك الرسول الكريم (ص)، فهذا أمر طبيعي في الإسلام).

1- عندما تطرق د. بشارة الى موضوع منفاه قال: إن بطلي وقدوتي في هذه الحالة هو النبي العربي صلى الله عليه وسلم الذي هاجر من مكة الى المدينة، أما إذا كان المزور والمحرض الذي نقل الخبر الى موقع عمون في الأردن، جاهلاً في تاريخ أمته وحضارته ولا يعرف أن الهجرة بمعانيها المختلفة مفصل هام في الإسلام له مدلولاته ودروسه، على كل عربي ومسلم أن يستفيد منها، فجهل المحرضين لها ليس من مسؤولية د. بشارة بقدر ما هو جرم إرتكبه هؤلاء الأقزام المفلسون بغرض التشويه والتحريض الدموي ضده خدمة لأسيادهم. جاؤوا ليذموه فخرج محمودا.

وتحضرني في هذا المقام مقولة ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي الذي قال "كان محمدٌ كل العرب فليكن كل العرب محمداً" فكل قومي عربي وإسلامي يعتبر سيدنا محمد قدوته ومثله، فما يضير هؤلاء الأقزام إن أعلنّا مواقفنا هذه!! لنؤكد على الملاً القيم السامية لعروبتنا وتربيتنا وثقافتنا وحضارتنا العربية الإسلامية العميقة الجذور في نفوسنا والتي تستمد من الرسول الكريم أسمى معانيها !!.

ليس هذا مذمة من ناحية، ولا تملقا ولا مراءاة من الناحية الاخرى. هذا موقف. إنه موقف من يقيم كتابة وقولا أن حضارتنا هي عربية إسلامية. وهو تقييم تاريخي يشارك فيه الكثير من العلمانيين والقوميين وغيرهم دون قبول الموقف الأصولي في نسخ كل ما يعتقدون ان الرسول عليه السلام قاله او فعله.

إن إعتبار د. بشارة الرسول العربي الكريم بطله التاريخي العربي يحمل في ثناياه معانٍ عظيمة وكبيرة لا يستطيع هذا القزم أو ذاك المفلس أوالمحرض إستيعابها، لأنها أكبر منه ومن ثقافته المحدودة، ويظهر أن هؤلاء بعيدون عن الإسلام فهماً وعن العروبة فكراً وهوية وعن الإستقامة مسلكاً.

فكلماتهم المزورة وتحريضهم الطائفي الرخيص يشير الى أنهم غائصون حتى أذنيهم في الجهل والدسائس، يريدون بذلك إرضاء مشغليهم وأسيادهم الذين يوجهونهم في هذا السبيل.


2- "اللاشامية" هو عنوان لمقال كتبه د. عزمي بشارة منذ فترة ليست بقصيرة، فقد استعمل د. بشارة هذا المصطلح في محاضرته في منتدى الفكر العربي ومقابلته الصحفية في صحيفة العنوان الرئيسي ليخاطب البعض من المثقفين الأردنيين، والفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وغيرهم، ممن يعادون سوريا جزافاً حتى لو "هللت" يقولون "أنها كفرت" فجاء ذلك في سياق تندر ونكته، فأكد بشارة في كلامه أنه من المفروض أن لا يعاني الأردنيون واللبنانيون والفلسطينيون من هذه الحالة لأنهم من نفس الطينة، وقال: أن هناك أخطاءً في الممارسات السورية، ولكن ليس كل ما يصدر عنها هو سلبي، فعلينا أن نتذكر أن هناك إيجابيات ومواقف قومية ووطنية بارزة ، أهمها حينما رفضت سوريا قطع علاقاتها مع حزب الله وحماس أثناء حرب تموز 2006 مقابل إعادة الجولان!!. فقد غلّبت دمشق الموقف القومي على المصلحة القطرية في هذا الشأن، أليس هذا موقفاً وطنياً وقومياً يسجل لسوريا!!؟، فلماذا لا يرى الناقدون هذا الموقف الإستراتيجي والقومي !! ولماذا يسلطون الأضواء فقط على غيره من المواقف التكتيكية!!؟ المثيرة للجدل أحياناً!!.

يظهر أن تسليط الأضواء على مواقف سوريا القومية الإستراتيجية وثوابتها يقع خارج النص المكتوب، والمهمة الموكلة لهم من الدوائر الغربية المعادية للأمة، فهم يقدمون الخدمات لهذه الدوائر ويلتزمون بنصوصها وتوجيهاتها، لذلك فهم لا يرون سوى بعض المواقف المثيرة للجدل داخل الصف القومي نفسه ويتجاهلون الموقف الكلي لسوريا الرافض للهيمنة الأميركية الإسرائيلية، والداعم للتيار المقاوم والممانع في المنطقة. عن هؤلاء تحدث الدكتور عزمي بشارة وقال أنهم يعانون من مرض "اللاشامية". لأنهم ينظرون الى المشهد العربي الاقليمي والى الشام تحديداً بعين الإعلام المعادي للأمة الذي يتعارض مع عزتها وكرامتها.

من هنا يأتي تحريض هذه الأقزام المفلسة والحاقدة على المناضل عزمي بشارة، لمساعدة الدوائر الخاصة في المؤسسة الإسرائيلية والمعادية للعرب من أجل إستحضار المزيد من التضييق على نشاطه حتى في منفاه!!. نقول لهؤلاء أن د. بشارة ولد من رحم معاناة أقدس قضية عربية عرفها تاريخنا، فالنيل منه معناه النيل من القضية نفسها، وتشويه مواقفه وتزويرها من خلال التلاعب بالكلام، لن ينطلي على أحد فهو باق كالطود والمارد، لن تطاله الأقزام وألسنة الحاقدين. ودليل على ذلك أن أحداً من أهلنا لم تنطلي عليه هذه الفرية الرخيصة، التي ألقوا بها، مثلما بأصحابها في سلة المهملات، فجاءت عاقراً لأنها تحمل حملاً كاذباً، فلا الإسلاميون ولا اليساريون ولا القوميون ولا المثقفون ولا الرأي العام أعارها أي إهتمام. أصبح الرجل صعب المنال. الموقف ناصع الى درجة الحاجة الى تزويره من اجل التحريض عليه، ومن يعمم وشايات كهذه في بيانات مزورة دون توقيع سبق أن وشى لإسياده في إسرائيل مزورا.

من المفيد أن نستذكر ما قاله المفكر العربي والمجاهد والسياسي الوطني المصري مكرم عبيد "اللهم إجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا وإجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين". فالعزف على أوتار التحريض الطائفي والمذهبي في هذه المرحلة، أصبح نهجاً مفضوحاً علينا إسقاطه وتحديه.

التعليقات