31/10/2010 - 11:02

من ديربان 1 الى ديربان 2!../ نواف الزرو

من ديربان 1 الى ديربان 2!../ نواف الزرو
من ديربان-1- الى ديربان-2- في جنيف، هي-هي -العنصرية الصهيونية بكافة مضامينها وتطبيقاتها الجرائمية ضد الشعب الفلسطيني هي المحور والموضوع!..

ففي ذلك "المؤتمر الدولي ضد العنصرية" الذي عرف بـ"مؤتمر ديربان-1-" في جنوب افريقيا، والذي عقد في 1/9/2001 وحتى 8/9/2001 ،احتشدت نحو ثلاثة آلاف هيئة مجتمع مدني لتصرخ بصوت واحد موحد "كفى للعنصرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني". والرسالة الجوهرية التي اطلقها المؤتمر آنذاك كانت "أن الصهيونية واللاسامية هما حركتان عنصريتان غذت إحداهما الأخرى، وأن الشعب الفلسطيني دفع في نهاية الأمر الثمن الباهظ".

وأكد المؤتمر "أن أنظمة عنصرية مثل اسرائيل وحركات عنصرية كالصهيونية محمية اكثر من ضحاياها...". وفي المسودة الأولية "وصفت اسرائيل كدولة ولدت في الخطيئة، وأصبحت دولة ابرتهايد، والصهيونية وصفت كعنصرية. وأشير إلى أنه "لا تمييز لكارثة الشعب اليهودي بالقياس الى كوارث مشابهة في العالم". وبفضل المساعي الدبلوماسية لاسرائيل، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، جاء البيان الختامي اكثر اعتدالا.

كان من الممكن أن تهز نتائج ووصايا المؤتمر أركان المجتمع الدولي، لولا تلك التفجيرات الزلزالية التي وقعت ضد البرجين الامريكيين، وكأن تلك التفجيرات أعدت وجاءت خصيصا لتجهض ذلك المؤتمر الذي شكل أكبر وأضخم تظاهرة دعم للشعب الفلسطيني منذ عقود سبقت المؤتمر...!

وانتقالا إلى ديربان-2 في جنيف، ونظرا لنجاح ديربان-1- المناهض للعنصرية الصهيونية، وبعد أن أعلنت ليفني "أن إسرائيل قررت مقاطعة مؤتمر ديربان الثاني، الذي يعقد في جنيف لمكافحة العنصرية، أنه سيتحول إلى منصة للهجوم اللاسامي، لم تتأخر الإدارة الأمريكية عن تأييد إسرائيل واللحاق بها، إذ "أبلغ مسؤولون في الإدارة الأميركية زعماء اليهود الأميركيين بأن الولايات المتحدة قررت نهائياً مقاطعة مؤتمر ديربان الثاني لمناهضة العنصرية ما لم يتم إلغاء البند الوارد في بيانه الختامي والذي يتخذ موقفاً معادياً من إسرائيل / -وكالات- الأربعاء 15 / 4 / 2009 ".

ولحقت كندا بأمريكا بإعلانها مقاطعة المؤتمر، كما أعلنت إيطالي ا"أنها لن تحضر مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية ما لم يتم التراجع عن صياغة الوثيقة الختامية التي تعتبرها معادية لإسرائيل/ الجزيرة- 3/6/2009". وهددت استراليا بـ"مقاطعة مؤتمر للأمم المتحدة عن العنصرية ما لم يتم التخلي عن صيغة بيان ختامي تعتبرها معادية لاسرائيل أو تغييرها بشكل جوهري/ رويترز-" 13-3-2009. وأعلن الفاتيكان من جهته أنه سيشارك في مؤتمر مناهضة العنصرية الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف، لكنه عبر عن أمله في تغيير صياغة الإعلان الختامي للمؤتمر الذي ترى بعض الدول الغربية أنه "معاد لإسرائيل/ الجزيرة- السبت 3/7/2009".

وما بين المؤتمرين، كانت انطلقت الأحد 3.2.2008 "الحملة ضد الابرتهايد في فلسطين" في سويتو أيضا في جنوب أفريقيا، واستمرت ما بين 3-19/2/2008، وذلك للسنة الرابعة على التوالي بهدف رفع الوعي بشأن سياسات إسرائيل العنصرية ولمناهضة نظام الفصل العنصري الكولونيالي الذي تقيمه إسرائيل في فلسطين، واشملت العديد من المحاضرات والمظاهرات والفعاليات الثقافية الأخرى في شتى المدن والجامعات في اوروبا، أمريكا، كندا، جنوب افريقيا وفلسطين، بينما غابت الفعاليات عن العواصم والمدن العربية...!

ما يحملنا هنا إلى ذلك القرار الأممي الذي كان ساوى ما بين الصهيونية والعنصرية، ففي العاشر من تشرين الثاني من العام 1975 كانت الأمم المتحدة قد اتخذت انذاك قرارا بحق إسرائيل والحركة الصهيونية، اعتبر تاريخيا انذاك اذ اعلن القرار: "أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري".. فكان ذلك القرار بمثابة صحوة إنسانية أممية جامعة ضد إسرائيل كدولة احتلال وإرهاب، وضد الحركة الصهيونية بمواصفاتها وممارساتها العنصرية.

وفي هذه الأيام يكون قد انقضى نحو أربعة وثلاثين عاما على ذلك القرارالتاريخي، الذي عادت الأمم المتحدة بعد ذلك بنحوستة عشر عاما، لتتخذ قرارا جديدا في الاتجاه المعاكس تماما، حيث لحست " قرارها السابق بقرار جديد يلغيه ويقدم اعتذارا ضمنيا لإسرائيل عنه، ليتناغم القرار الجديد تماما مع القاعدة التي كان دافيد بن غوريون قد أرساها بالنسبة للعلاقة مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي، حيث قال جهارا نهارا وبمنتهى الاحتقار للمنظمة الأممية: "بلا أمم متحدة بلا هوى" و"إن الأمم المتحدة مقفرة فارغة لاقيمة لها " مثبتا القاعدة الأخرى التي حكمت سلوك إسرائيل في علاقاتها مع المنظمة الدولية على مر العقود الماضية وهي " ليس مهما ما يقوله الأغيار، وإنما المهم ما يفعله اليهود على الأرض".

رئيس اللجنة الدولية لاعادة الاعتبار للقرار 3397 المساوي بين العنصرية والصهيونية د. جورج جبور
بعث برسالة الى الامين العام للامم المتحدة ونحن على أبواب مؤتمر ديربان -2 ، طالب فيها بـ"إعادة الاعتبار للقرار 3379"، مضيفا:"بما أنه تم إلغاء القرار المذكور بعد ستة عشر عاما أي في عام1991، بقرار من سطر واحد من دون تعليل، وبما أن الممارسات الصهيونية العنصرية ما تزال مستمرة، وتتمثل حاليا ببناء جدار الفصل العنصري الذي أدانته محكمة العدل الدولية، وإعلان يهودية الدولة، والتصريح بتهجير الفلسطينيين المقيمين في أرضهم، وما قامت به إسرائيل من تصفيات خلال حرب غزة الأخيرة، وكان هدف تصفية الشعب الفلسطيني واضحا، وبناء على كل ما تقدم، فإننا نتقدم إليكم طالبين العمل على تطبيق الميثاق والمعاهدات الدولية ومعاهدات حقوق الانسان كافة والقانون الانساني الذي يرفض تماما أشكال العنصرية والتمييز العنصري كافة، وبالتالي إعادة الاعتبار للقرار 3379 وإعادة الاعتبار لقرارات الأمم المتحدة لردع أي شكل من أشكال العنصرية".

ربما نكون على المستويين الفلسطيني والعربي في هذه الأيام بحاجة كبيرة ملحة لإحياء وإنعاش مضامين ورسالة مؤتمر ديربان-1- أكثر من أي وقت مضى...؟!!!.
وكذلك "إعادة الاعتبار لقرار"الصهيونية حركة عنصرية"...!

وربما نكون بحاجة ملحة جدا أيضا لعولمة "الحملة ضد العنصرية الصهيونية" على أوسع نطاق ممكن ...!
وربما نكون كذلك بحاجة أشد إلحاحية هنا ليقظة ومشاركة عربية في هذه الفعاليات الدولية ضد العنصرية الصهيونية، وخاصة على مستوى الكتاب والمثقفين والإعلاميين الفلسطينيين والعرب...؟!

التعليقات