18/10/2008 - 09:14

استراتيجية الضاحية - الطبيعة الاسرائيلية...!../ نواف الزرو

استراتيجية الضاحية - الطبيعة الاسرائيلية...!../ نواف الزرو
امتلأت الصحافة العبرية في الأسبوع الماضي بسلسلة تصريحات لقادة عسكريين إسرائيليين تحمل التهديد والوعيد بالدمار والخراب والمذابح والإبادة الجماعية ضد لبنان وسوريا والعرب، فتحدث ثلاثة جنرالات عن "أن العقيدة الحربية الإسرائيلية تجاه لبنان تحمل عنوانا واحدا وهو «الدمار والتدمير»، فقد جاء على لسان غيورا آيلاند، الرئيس السابق لشعبة التخطيط والعمليات في القيادة العامة " في مقالة نشرها معهد بحوث الأمن القومي الاسرائيلي:"في الحرب القادمة سيتم تدمير جيش لبنان وستدمر البنى التحتية المدنية وسيعاني السكان اللبنانيون، فلا يمكنهم في بيروت الذهاب إلى البحر بينما في حيفا يجلسون في الملاجئ/ الصحف العبرية// 5/10/2008 ".

وعرض قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، من جهته "عقيدة الحرب الإسرائيلية المتجددة" وهدد بتطبيق "نموذج الضاحية الجنوبية" في التدمير ضد القرى الجنوبية، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت /2008/10/3"في الحرب القادمة ستفعّل إسرائيل في لبنان ستُفعل "عقيدة الضاحية"، ضد أي قرية تنطلق منها صواريخ باتجاهنا، وما حل بالضاحية الجنوبية عام 2006 سيحل في كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل، وسنوجه إليها قوة غير متكافئة –تناسبية- ونلحق بها أضرارا ودمارا هائلا"، وأضاف: من ناحيتنا سنعتبر تلك القرى قواعد عسكرية وليست مناطق مدنية، ولن نفرق كما في الحرب الأخيرة بين أهداف لحزب الله وأخرى للحكومة".

وينضم الكولونيل غابي سيبوني، صديق آيزنكوت ورفيقه في قيادة منطقة الشمال إليهما قائلا: "فور اندلاع مواجهات سيتطلب من الجيش العمل بسرعة وحزم واستخدام قوة هائلة غير متكافئة لإلحاق الأذى وإنزال عقاب يتطلب مسيرة ترميم طويلة وباهظة".

ويقول المحلل يارون لندن عن دلالات وتداعيات "استراتيجية الضاحية إذ كتب في يديعوت احرونوت 6/10/2008: "أن إستراتيجية الضاحية "هو تعبير مرشح لأن يتجذر في الخطاب الأمني الإسرائيلي".

وكان المحلل السياسي الإسرائيلي البارز، ألوف بن، اعد مؤخراً تقريراً مطولاً نشره في صحيفته "هآرتس/
28 / 9 / 2008 تحدث فيه عن شهية الإرهاب والعمليات الخطيرة لدى أولمرت ورئيس "الموساد" مئير دغان، مشيرا إلى ما قاله أولمرت في جلسة الحكومة التي أعلن فيها استقالته إذ قال "إن سجل التاريخ سيتحدث يوما ما عما أنجزته حكومته، وهي إنجازات لا يمكن البوح بها في هذه المرحلة- وربما بعد 50 عاما سنعرف ماذا فعل دغان وأولمرت معا، إن إنجازات جهاز الموساد مذهلة، وأكثر من الخيال".
فما الذي سيتحدث عنه التاريخ إذن عن الثنائي اولمرت-دغان سوى الإرهاب والاغتيالات ...؟!

تحملنا هذه اللغة الحربية الإرهابية مرة أخرى لنستحضر تلك الأدبيات التي تشكل جذور البلطجة الإرهابية الإسرائيلية، وجذور اللوثة الشارونية الإبادية وسياسة قطع رؤوس الفلسطينيين والعرب!..

فكثيرة هي نصوص "العهد القديم" التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والإبادة كأساس لأخلاقياتهم في التعامل مع "الاغيار" وهنا (الجبابرة) عرب فلسطين، وهي نصوص تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب أن يكون عليه سلوك الغزاة اليهود، حيث تحض على الحقد والكراهية والقتل والإبادة.

وترتقي نزعة العنف والقتل والإرهاب لديهم إلى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلاميذه من أمثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم، حيث جاء في أدبيات هؤلاء مثلا: "إن قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف" و"أنا أحارب إذن أنا موجود"، و"أولا وقبل كل شيء يجب أن نقوم بالهجوم عليهم - أي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي بأي حال من الأحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".

وفي هذا الصدد نذكر بما كان الجنرال موفاز وزير الحرب الأسبق والمرشح لمنصب قيادي كبير في حكومة ليفني القادمة- إن تشكلت- قد صرح به قائلا: "إن غزة ستهتز وترتعد"، و "أن الزهار وهنية سيلحقان بالشيخ ياسين والرنتيسي"، وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها: "لا ترحموا أحدا من العرب لأن أمن إسرائيل فوق كل شيء /يديعوت /2005/9/6 " ثم ليأتي "آفي ايتام" المتشدد عن حزب "هئيحود هليؤومي" ليطالب بـ"قطع رؤوس الفلسطينيين /عن موقع عــ48ـرب /2006/6/19 ".

يضاف إلى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في " إسرائيل " في سياق الحروب الإسرائيلية الشاملة ضد فلسطين ولبنان، إلى أن وصلت فتواهم الدموية إلى مستوى تشريع "قتل الأطفال والأجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون أمهاتهم".

وثق "د.يحيعام شورك"الكاتب والمؤرخ والمحاضر الإسرائيلي في" بيت بيرل " في دراسة حملت عنوان
" جذور البلطجة والقوة في المجتمع الإسرائيلي" قائلا:" إن نزعة القوة في المجتمع الإسرائيلي ليست وليدة الأمس، فهي ترجع إلى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية ..."،ويؤكد :" لقد تجندت كتب التعليم من جهة وبرامج العمل من جهة أخرى لصالح تحسين وتنمية ال"نحن" وتحطيم ال "هم" أو شرعنة ال"نحن" وشيطنة ال"هم "، ويختتم شورك بحثه مؤكدا:" إذا كانت الحال كذلك ..لماذا لا نفهم بذور البلطجة الكامنة داخلنا وبين ظهرانينا ...؟!.. عن موقع المشهد الإسرائيلي -2005/9/25 "....؟!!!!
ولذلك نثبت في الخلاصة المفيدة:

إذن - هذه هي الطبيعة الإرهابية الإجرامية الإسرائيلية في أوج تجلياتها...!
واستراتيجية الضاحية التي يلوحون بها اليوم إنما هي نتاج واستمرار لتلك الأدبيات...!.
ويبقى السؤال الكبير عربيا:
لماذا يتهافت العرب في ضوء كل ذلك اذن على التطبيع الشامل مع تلك الدولة ومع ذلك المجتمع الذي لا يرى فيهم سوى نمل وديدان يجب سحقها...؟!!!
ولماذا يلتزمون الصمت والفرجة على التصعيدات الإرهابية والاستباحات المفتوحة لفلسطين ولبنان...؟!
فلا يتوقعن احد إذن أن يخرج الشارونات الصغار /الذين فرخهم الفكر والنهج الشاروني مثل اولمرت وموفاز وتسيفني وباراك ونتنياهو من جلدهم وعن طبيعتهم ...أو عن ذلك التراث الإرهابي الدموي وعن ذلك المجتمع العنصري الملوث بلوثة الشارونية وتفريخاتها الإرهابية...؟!!!!

التعليقات