07/02/2009 - 16:20

الآن..الآن... لا يزال الأمر بأيدينا/ باسل غطاس

-

الآن..الآن... لا يزال الأمر بأيدينا/  باسل غطاس
عند صدور هذه الكلمات تكون عزيزي القارئ قد تعرضت إلى الكثير من ألاستطلاعات واستمعت إلى العشرات من التعليقات في الراديو والتلفزيون على هذه الاستطلاعات، وقد تصدر اليوم استطلاعات أخرى في الصحافة والمواقع ألالكترونية العربية والعبرية.

هناك شبه إجماع لدى المعلقين والمتتبعين لمجريات السياسة أن نسبة التصويت لدى العرب ستتدنى هذه المرة أكثر من سابقاتها وأن ألتجمع سيكون أكثر الأحزاب تأثرا بهبوط نسبة التصويت. والخطر أن الجميع، بمن فيهم نشيطو الأحزاب، أصبح يتعاطى مع هذه الفرضية على أنها واقع مفروغ منه، وان واجب المعلقين فقط هو تفسير هذه الظاهرة، مما قد يؤدي بنا إلى حالة النبوءة التي تحقق ذاتها. وهنا لا بد عزيزي القارئ من أن الفت نظرك إلى أن كافة الفرضيات بشأن نسبة التصويت هي وهمية تستند في أغلب الأحيان إلى شعور ومزاج عام بأن الناس غير مبالية وأن المعركة هادئة وأن "العالم" بعد الحرب على غزة في حالة ذهول وخيبة أمل، وما إلى ذلك من المقولات التي تصدر غالبا عمن نصبوا أنفسهم باروميتر المزاج الشعبي والنفسية العامة.

لم أر استطلاع رأي عام جديا واحدا بحث من خلال عدة أسئلة وبعينة استطلاع وافية للمجتمع العربي هذا الموضوع ووصل إلى هذه النتيجة. وحتى لو حصل ذلك فإن مغزى هذه النتيجة تصور حالة معينه تصلح لليوم الذي جرى فيه الاستطلاع، وهذه الحالة بطبيعة الحال متغيرة وليست ثابتة ويمكن الافتراض (وهذا افتراض علمي إلى حد بعيد) أن بمقدور الأحزاب من خلال عملها المكثف تغيير هذه الحالة في كل يوم بل وفي كل ساعة عمل إضافية، وذلك حتى ساعة إغلاق الصناديق. وإذا ما نظرنا ألى ألابحاث الجدية التي صدرت عن مركز مدى الكرمل والتي درست أسباب عدم التصويت في انتخابات 2003 و2006 نجد أن الغالبية العظمى ممن لم يصوتوا فعلت ذلك لأسباب غير أيدولوجية، مما يعني أن امكانية تغيير سلوك القسم الأكبر من الممتنعين المفترضين عن التصويت لا تزال قائمة بقوة، وأن الكثير الكثير يعتمد على نشيطي الأحزاب وبشكل خاص نشيطي التجمع.

النجاح في الانتخابات وحتى تعزيز قوة التجمع في الانتخابات رهن بنا ومعتمد على نشاطنا في الأيام القليلة المقبلة، وخاصة في تنظيم يوم الانتخابات والوصول إلى كل مصوت. الظروف الموضوعية مواتية، بعكس توقعاتنا أو قل مخاوفنا السابقة، من تأثيرات سلبية محتملة لغياب الدكتور عزمي أو للهزات التي تعرض لها الحزب، فمن خلال عشرات الزيارات التي قمت بها لبيوت الناخبين لمست التأييد الصادق والعميق للتجمع وتأكدت أن التجمع قد نجح في تأسيس بنيان ثابت ورحب ذي أسس راسخة وقوية في مجتمعنا، وأن مشروع التجمع مشروع عزمي بشارة الفكري والحضاري قد ضرب جذورا عميقة في ضمير ووعي الناس.

لننطلق بعزيمة المنتصرين وإصرار ومثابرة المناضلين للذود عن الحركة الوطنية وتحقيق نصر جديد لها يوم الثلاثاء القادم.

التعليقات