28/09/2009 - 11:04

جبال من الكلام والوعود والاحتلال يزدهر!../ نواف الزرو

جبال من الكلام والوعود والاحتلال يزدهر!../ نواف الزرو
نعتقد اليوم في ضوء كل تراكمات الإخفاقات الفلسطينية العربية الأمريكية الأوروبية في مسألة تجميد الاستيطان، وفي ظل إخفاق الرئيس الأمريكي أوباما بشكل خاص وفشله في زحزحة نتنياهو عن اللاءات الإسرائيلية الكبيرة، وكذلك في ضوء الانجازات التي حققتها إسرائيل تباعا على مختلف الصعد السياسية والأممية والاستيطانية التهويدية، أن الإصرار الفلسطيني العربي على استئناف عملية المفاوضات باعتبارها الخيار الوحيد أمامهم إنما هي دفن للرؤوس في الرمال، ومضيعة للوقت، وتضليلا للرأي العام، ناهيكم عن أن ما نواجهه إسرائيليا أمريكيا إنما هو نصب سياسي على العرب بامتياز...!

فما بين خطاب أوباما ورؤيته للحل، وما بين اللاءات والانتهاكات والممارسات الإسرائيلية على الأرض مسافة زمنية طويلة جدا، فما تبنيه دولة الاحتلال من حقائق الأمر الواقع على الأرض من شأنه تهويد الأرض والوطن بالكامل، وما بين خطاب ووعود أوباما من جهة، وبين "التطمينات الأمريكية التضليلية المخادعة للعرب" من جهة أخرى تجري عملية تحييد الدور والفعل العربي الحقيقي، لتواصل "إسرائيل" استفرادها بالفلسطينيين وانتزاعها للقضية الفلسطينية من عمقها وتواصلها العربي...!

ونعود مرة أخرى لنقتبس الملخص المفيد- ففي قصة السلام الإسرائيلي كان الكاتب عبد الفتاح القلقيلي قد أشار في كتابه "الأرض في ذاكرة الفلسطينيين"، إلى "أن: يوسف فايتز (مدير الصندوق القومي اليهودي الأسبق) ذكر في مذكراته، أنه منذ آب 1948 تم الاتفاق أن تشن إسرائيل حملة إعلامية لإقناع الرأي العام العالمي"بأنه لم يعد لدى الفلسطينيين مكان يعودون إليه، وليس أمامهم سوى فرصة واحدة لإنقاذ ممتلكاتهم، وهي بيعها والاستفادة مِن ثمنها، كي يستقروا في مكان آخر/عن تحليل لعلي جرادات في الأيام الفلسطينية".

وأضاف: "أن بن غوريون ذكر في مذكراته، أن آبا ايبان نصحه في يوم 14-7-1948، بأن لا يلهث وراء السلام، وتكفي اتفاقات الهدنة"، معللا ذلك بالقول: "لأننا إذا ركضنا وراء السلام فإن العرب سيطالبوننا بالثمن، والثمن هو تحديد الحدود أو عودة اللاجئين أو الاثنين معا".

ومن بن غوريون إلى الراهن الإسرائيلي حيث كتبت صحيفة هآرتس العبرية "أن أية حكومة إسرائيلية ليس باستطاعتها التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين مهما كان نوع ولون هذه الحكومة".
وأضافت "انه في حال تحول الفلسطينيين إلى "فنلنديين" ولفظوا حركة حماس من بين صفوفهم فان أي حكومة لن توقع للفلسطينيين على اتفاق سلام".

وأوضحت الصحيفة "أن السلام مع الفلسطينيين يعني الانسحاب من الأراضي المحتلة بما فيها القدس إضافة إلى عودة اللاجئين الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به أية حكومة إسرائيلية ".

وفي المضمون ذاته نذكر بما قاله حنان كريستال، معلق الشؤون الحزبية في الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي باللغة العبرية " لو قام أبو مازن بتقديم رؤوس قادة حماس والجهاد الإسلامي لأولمرت على طبق من فضة، فأن الأخير غير قادر على التقدم خطوة حقيقية واحدة في اتجاه التوصل لتسوية القضية الفلسطينية / المصادر العبرية ".

وكان جدعون ليفي المحلل في هآرتس قد كتب حول هذه الحقيقة تحت عنوان: "إسرائيل لا تريد السلام" يقول: "حانت لحظة الحقيقة، وهذا يجب أن يقال: إسرائيل لا تريد السلام، انتهت ترسانة الذرائع، مخزن الرفض بات فارغا، وإذا كان ممكنا حتى وقت أخير مضى القبول بالكاد بجملة حجج وشروط إسرائيل "لا شريك" و "لم يحن الوقت"، فان الصورة الناشئة الآن لا تدع أي مجال للشك، فقناع إسرائيل المحبة للسلام تمزق تماما، ومن الآن فصاعدا يقال: لا محبة ولا سلام/ عن هآرتس".

إلى ذلك- هاهو وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور يقول "إن أبا مازن لن يحصل من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما وعده به رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت/معاريف/2009-6-20"، وكان مريدور قد قال في وقت سابق بأنه "إذا لم يتنازل الفلسطينيون عن القدس وحق العودة فلن يكون هناك اتفاق سلام".

ويضيف السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأمريكية مايكل اورون للإذاعة العبرية "أن إسرائيل لن تعود إلى حدود عام 1967"، ويوضح"أن هناك توافقا إسرائيليا واسعا من جميع التيارات والقوى السياسية حول هذا الموضوع، وإدراكا في الجانب الأمريكي أنه لا يمكن لإسرائيل الدفاع عن مثل هذه الحدود".

وتحت عنوان "هناك خطة لإضاعة الوقت"كتب بن كاسبيت في معاريف يقول:"أين الخطة الإسرائيلية الجريئة الجديدة، تلك التي كان من المفترض أن تتبلور إثر سلسلة هامة من المداولات الاستراتيجية بما في ذلك إجراء استعراض معمق لكل قادة الأذرع الامنية؟، هم جلسوا مرات كثيرة، بجدية واهتمام كبير: باراك، ليبرمان، يعلون، مريدور وبيغن، كل واحد جلس قبالتهم بدوره مع استعراض معمق، رئيس هيئة الأركان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، رئيس الشاباك، رئيس الموساد، ومن بعدهم مستويات العمل والاستخبارات الأخرى. إذا أين النتيجة؟، ماذا عن الخطة؟.

ولأن هناك خطة لإضاعة الوقت فان أقطاب "إسرائيل" يطالبون الفلسطينيين والعرب على مدار الساعة بالمزيد والمزيد من الشروط والاشتراطات التطبيعية والاستراتيجية، فأول طلقة أطلقها نتنياهو كانت أن طالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي كشرط للحديث عن حل الدولتين".
ويذهب نتنياهو أبعد وأوضح مخاطبا الفلسطينيين قائلا:" لا تحلموا بالقدس ولا بعودة اللاجئين".

وعن قصة الدولتين، كتب درور زئيفي في يديعوت أحرونوت- يقول:"إن نتنياهو محق للأسف، فقد عفا الزمن على حل الدولتين".

المحلل جدعون ليفي كتب في هآرتس يصف قصة السلام:"يا للسماء: مرة أخرى تعود الساحة السياسية لتكون ساحة الكلام، سيقولون ما يقولون ويصرحون ما يصرحون، هذه ضمانة لفشل جديد معروف سلفا، إن قال نتنياهو كلمة الدولتين وان لم يقل، لن يتغير أي شيء، الأمريكيون سيثرثرون والأوروبيون سيتأثرون بانفعال واليمين الإسرائيلي سيعبر عن الغضب والمحللون سيكتبون مرة أخرى كيف زال حلم إسرائيل الكاملة بينما يواصل الاحتلال ازدهاره، المستوطنات هي الأخرى ستواصل امتدادها ومد اذرعها، فأغلبية الإسرائيليين وعلى الأقل رئيسي وزراء ورئيسي معارضة قد قالوا منذ زمن نعم للصيغة إلا أن شيئا لم يحدث".

ويضيف: "الأعيب الكلمات في قضية "الاعتراف" الفلسطيني المنشود في إسرائيل لا تقل سخرية، منذ سنوات طوال ونحن نتسلى بهذه الكلمات، قبل 16 عاما كان من المفترض أن تنتهي اللعبة السخيفة".

ونعتقد في ضوء كل ذلك أن على الفلسطينيين والعرب آن يستيقظوا..!
فكفى لأكذوبة السلام...!
وكفى للتنازلات المجانية...!
وكفى للتطبيع العربي المجاني على حساب نكبة فلسطين...!
كان عميد البيت العربي عمرو موسى قال مرة: ''إننا نسمع قعقعة ولا نرى طحنا في عملية السلام".
هذه هي إذن الحقيقة الكبيرة الصارخة التي يفترض أن يتوقف عندها الفلسطينيون والعرب:
نسمع –إذن- قعقعة وجعجعة ولا نرى طحينا" / وكل قصة المفاوضات والسلام أكذوبة كبرى ...!.

التعليقات