25/11/2009 - 07:54

عن تحرير الأسرى المرتقب../ عوض عبد الفتاح

عن تحرير الأسرى المرتقب../ عوض عبد الفتاح
تعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين في هذه الأيام حالةً من الانفعال والتوتر الشديدين، خاصة ذوي الأسرى الذين قضوا ما يقارب الربع قرن في السجون الصهيونية. وبطبيعة الحال، يفترض بأنَّ الأسرى أنفسهم، الذين انتصروا على اليأس والعزلة، موجودون في حالٍ شبيهة من الانفعال والترقب والشوق العارم للعودة إلى أحضان عائلاتهم وشعبهم.

تتوجب الإشارة في هذه الحالة إلى أنَّ العدد الذي سيطلق سراحه خلال صفقة التبادل هذه قد يصل المئات، لكنَّ آلاف الأسرى سيظلون قابعين في داخل الأسوار، وسيتواصل الصراع، لأنّ المشروع الكولونيالي لا يزال قائمًا بكل وحشيته، وهذه حقيقة تحز في النفس. لكن القائمين على هذا المشروع العنصري، يتعرضون لضرباتٍ ويخسرون بفضل حيوية وصمود الشعب الفلسطيني الذي لم تكسره السجون ولا الحصار.

ليس واضحاً كم من الأسرى بالضبط سيطلق سراحهم ومتى. لكن من الواضح أنَّ الأسرى سيكونون من كافة الفصائل الفلسطينية. ولا بدَّ هنا من استنتاج ثلاثة أمور،الأول: إنَّ مقاومة الاحتلال هي العامل الأساسي في انتزاع الحقوق من العدو. لم يكن بالإمكان أن تقبل إسرائيل أن تتفاوض مع منظمه مقاومة، مباشرة أو بشكل غير مباشرة، من دون هذه المقاومة. المعلقون الإسرائيليون يقولون إنَّ هذه الصفقة ستضعف مركز أبو مازن، وهو إشارة إلى انه لم يكن طرفا في الصفقة لأنه كان يتبع نهج المفاوضات والمفاوضات فقط وليس المقاومة.

الأمر الثاني: تمكن إسرائيل من تحويل جندي أسير ذهب ليقتل ويدمّر، إلى رمز لدى الحكومات الغربية، ينبغي التعاطف معه، في حين لا يعرف جميع الذين ينافقون لإسرائيل اسم أسير فلسطيني واحد اللهم غير مروان البرغوثي الذي يسوّق كشريك ممكن للمفاوضات مع إسرائيل. ألم يحن الوقت لنحوّل أسرانا إلى رموز ويتوقف التعامل معهم كأرقام، بل كعوالم لهم مشاعرهم ورغباتهم وتطلعاتهم؟ ربما مؤتمر الأسرى الذي أفتتح أمس في مدينة أريحا بهدف تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين والمطالبة بالتعامل معهم على أنهم أسرى حرب يشكّل وعياً جديداً لهذه القضية.

الأمر الثالث: هو إصرار حركة حماس على شمل أسرى الداخل ضمن صفقة التبادل خاصة الذين قضوا حتى الآن ما يقارب ربع قرن، والبالغ عددهم عشرون وتسعة أسرى من القدس، وهي خطوة وطنية هامة سبقتها خطوة رائده مشابهة هي صفقة التبادل مع أحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية – القيادة العامة في أواسط ثمانينيات القرن الماضي. كما هو معروف فقد تعاملت إسرائيل مع أسرى الداخل كأفراد "خانوا دولتهم" وليس كمناضلين في الصراع الذي فرضته على الشعب الفلسطيني. ها هي الآن تضطر إلى التعامل مع قضية هؤلاء الأسرى على هذا الأساس إنهم مناضلون. إذاً، لا بد أن تصبح هذه الأمور الثلاثة جزءًا ثابتاً من تفكير عموم الحركة الوطنية في نضالها ضد المشروع الكولونيالي.

التعليقات