13/06/2010 - 15:07

"الدبلوماسية" الفلسطينية على موائد اللوبي الصهيوني../ خالد بركات*

لا يفكر رئيس السلطة الفلسطينية، السيد محمود عباس، أن يلتقي مع أبناء ومؤسسات الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا وانه دائم الزيارة والحجيج للعاصمة الأمريكية. ولست متأكدا أن كان هناك فلسطيني في أمريكا يرى في عباس رئيسا شرعيا. مع ذلك، يحرص الرئيس عباس دائما على عقد لقاءات مع المنظمات الصهيونية، وأخيرا لقاءه مع ممثلي لجنة "ايباك" و"مجلس رؤساء المنظمات الصهيونية" و"الصندوق القومي اليهودي" وغيرها من قوى الحركة الصهيونية، وحماة إسرائيل في واشنطن.

هذه اللقاءات الفلسطينية – الصهيونية، يتم تنظيمها وفق ترتيب مسبق وجاهز، يشارك فيه "سفير فلسطين" وطاقمه في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو شخصية غامضة ولا يعرفها احد، ولا دور له في حشد طاقات الجالية الفلسطينية ومواجهة سياسات اللوبي الصهيوني، بل يسعى الرجل وبوضوح لبناء علاقات طيبة مع مؤسسات هذا اللوبي الصهيوني، وهنا تقع الطامة الكبرى. إذ تتحول "سفارة فلسطين" في واشنطن إلى مكتب للعلاقات العامة مع حلفاء إسرائيل، بدل تعزيز الحضور السياسي الفلسطيني على المستويين الشعبي والرسمي في الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي بناء حركة تضامن مساندة للنضال الوطني الفلسطيني.

أما "ممثل فلسطين" في هيئة الأمم المتحدة فلم يأخذ مبادرة دبلوماسية واحدة ترفع الرأس، كما يقال، حتى ولو من موقع "إحراج إسرائيل"! وبرغم كل هذا الصراخ في الشارع الدولي ضد جرائم الكيان الصهيوني إلا أن الرجل لا يزال يعيش في واد آخر.

أذكر أنني شاركت في ندوة سياسية حول "اتفاق أوسلو" عقدت في مدينة نيويورك بعد التوقيع على اتفافية إعلان المبادئ بين قيادة م. ت. ف وإسرائيل في أيلول/ سبتمبر 1993، وكان الدكتور رياض منصور يمثلنا نحن معسكر رفض اتفاق أوسلو، بينما تحدث السيد أنيس البرغوثي أحد قادة فتح ممثلا لموقف عرفات وقيادة المنظمة، واليوم التحق منصور بالسلطة الفلسطينية وأصبح موظفا "يمثل الشعب الفلسطيني" في الأمم المتحدة بينما ظل البرغوثي مخلصا لموقفه ورئيسه!

لقد نشرت الصحافة الأمريكية والإسرائيلية وفي أكثر من مرة عن العلاقات "الطيبة" و"الإنسانية" بين ممثل فلسطين في هيئة الأمم وبين السفير الإسرائيلي. وكان "ممثلنا" هو الذي يعطل مشاريع بعض القرارات الهزيلة أصلا لإدانة إسرائيل في الجمعية العامة أو مجلس الأمن، بل وبتواطؤ مع بعض أقطاب النظام العربي الرسمي، وأبعد، وأبعد.

ماذا يجني الشعب الفلسطيني من لقاءات تعقدها القيادة الفلسطينية وينظمها جهابذة الدبلوماسية الفلسطينية مع الصهاينة في واشنطن؟ لماذا يقف فلسطيني واحد، مهما كان "رديئا"، أمام جمع من الصهاينة العنصريين ويبرر لهم مواقفه وسلوكه، وكأنه تلميذ صغير في امتحان دوري يتكرر كلما تكرر اللقاء معه. هم يسألوه وهو يجيب على "مخاوفهم" و"هواجسهم" وهي كثيرة!

على موائد الحركة الصهيونية يتحدث "رئيس الفلسطينيين" عن حق اليهود التاريخي في فلسطين، هكذا، يتبنى الرواية الصهيونية دفعة واحدة، بينما تجلس قيادة م. ت. ف اليوم في حضن الصهاينة، وتتباكى على موائدهم وتتملق لهم، وتمثل دور الضحية الضعيفة المغلوب على أمرها، عل وعسى يشفق عليها أحد من ساكني البيت الأبيض، وفيما تواصل تقزيم ذاتها وعبثية سياستها (دورها المرسوم) يمنحها "المجتمع الدولي" كل الشرعية، ويعطيها كل الأوسمة!

التعليقات